80 مسجدا ببريطانيا تفتح أبوابها للتعريف بالإسلام

أطفال ينشدون داخل احدى قاعات مسجد فينزبري بارك
أطفال ينشدون داخل إحدى قاعات مسجد فينزبري بارك (الجزيرة)

محمد أمين-لندن

بدعوة من المجلس الإسلامي البريطاني الذي تنضوي تحته مئات من المساجد والمراكز والمؤسسات الإسلامية في بريطانيا، فتح قرابة 80 مسجدا ببريطانيا أبوابها يوم الأحد الماضي لغير المسلمين للتعريف بالإسلام وجها لوجه ومواجهة حملات الإسلاموفوبيا.

وتحولت بعض قاعات المساجد لمعارض فنية، كما قدم أطفال بريطانيون مسلمون أناشيد الحب والسلام، في وقت وزّع متطوعون شبان الورود والهدايا على زوار المساجد والمارة، إضافة إلى فقرات الرسم والتلوين، ضمن برنامج أعده القائمون على هذه المساجد.

واصطحب كثير من الزوار عائلاتهم وأطفالهم للاستمتاع باكتشاف الحضارة الإسلامية، وعبّر الكثير منهم عن فرحتهم بالعروض الفنية والحناء، وكتبوا أسماءهم بالخط العربي.

وقضت الجزيرة نت يوما كاملا في مسجد ومركز دار الرعاية الإسلامية، ومسجد فينزبري بارك بمنطقة "إزيلتون" وسط لندن، وكان أبرز الزوار زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربن ورئيس بلدية إزلينغتون ريتشارد واتس، وأبدى الرجلان إعجابهما الشديد بهذا اليوم المفتوح.

‪مسلمون يوزعون الورود على المارة بجوار أحد مساجد لندن‬ (الجزيرة)
‪مسلمون يوزعون الورود على المارة بجوار أحد مساجد لندن‬ (الجزيرة)

خطوة إيجابية
ووصف زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربن اليوم المفتوح للمساجد بالحدث الهام، لافتا إلى أن مثل هذه الفعاليات والخدمات التي تشارك فيها دار الرعاية الإسلامية وغيرها من المساجد تؤكد مصداقية عالية في الانتماء والاندماج بالمجتمع.

وأضاف كوربن -في حديث للجزيرة نت- أنه بوصفه نائبا يمثل هذه المنطقة يعتبر مسلميها جزءا أساسيا من المجتمع، مشددا على أن الإسلاموفوبيا والعنصرية هما شيء خاطئ، منتقدا السياسات الحكومية التي تشعر المسلمين بالاستهداف.

وأكد على دعمه لكل المجتمعات والأديان للعيش مع بعضهم بعضا، لافتا إلى أن فتح المساجد يتيح لجميع الناس من كل الأديان التعرف على الثقافة الإسلامية.

وأثار الخط العربي اهتمام زعيم حزب العمال، فانتظر دوره في طابور من الزوار الذين أعجبتهم فكرة كتابة أسمائهم بالخط العربي، وطلب كتابة اسمه واسم زوجته بالخط العربي ليقدم اللوحة هدية خاصة لها.

بدوره عبّر رئيس بلدية إزلينغتون ريتشارد واتس عن سعادته بهذه المبادرة، قائلا إن "فكرة اليوم المفتوح فكرة رائعة، تمكّن مختلف الثقافات والأديان من التعرف على الإسلام والمسلمين". ووصف المسلمين بالعامود الأساسي بالمجتمع، معتبرا أن مثل هذه الفعاليات تساعد على عكس روح السلام والمحبة الحقيقية للإسلام وتقريب الصورة عنه للناس.

زعيم حزب العمال جيرمي كوربن يطالع اسمه بالعربي (الجزيرة)
زعيم حزب العمال جيرمي كوربن يطالع اسمه بالعربي (الجزيرة)

انطباعات إيجابية
أما الزائرة المسيحية أووناه فقالت للجزيرة نت إنها مسيحية كاثوليكية ولم يسبق لها زيارة المساجد، وإنها تشاهد على الإعلام كثيرا من الفظاعات التي تنسب للمسلمين، فجاءت لترى هل هذا الأمر حقيقي، لكنها وجدت العكس فهم أناس لطيفون وودودون.

وأضافت أن المسلمين مجتمع منفتح وليس كما نسمع عنهم أنهم متشددون، مشيرة إلى أنها اصطحبت ابنتها معها واستمتعا برسوم الحناء العربية.

كما أكد الإنجليزي المسن رولي هيرس أنه جاء من مكان بعيد رفقة زوجته بعد أن جذبته فكرة اليوم المفتوح، مشيرا إلى وجود نسبة قليلة من البريطانيين الذين لديهم تصور سيئ عن الإسلام بسبب الإعلام.

ودعا المسلمين للتعامل مع هذا الأمر عبر تصحيح الفكرة بمزيد من التواصل مع المجتمع والتعريف بأنفسهم، لافتا إلى أن لديه فكرة جيدة عن المسلمين لأن كثيرا من جيرانه وأصدقائه مسلمون، مستذكرا المتطوعين المسلمين في الفيضانات الأخيرة ببريطانيا.

بريطانيون بينهم قائد للشرطة يستمعون لشرح عن الإسلام داخل أحد مساجد لندن (الجزيرة)
بريطانيون بينهم قائد للشرطة يستمعون لشرح عن الإسلام داخل أحد مساجد لندن (الجزيرة)

تعريف بالإسلام
من جانبه أكد بلقاسم كحللش نائب المدير العام لمسجد ومركز دار الرعاية الإسلامية أن هذه المبادرة تأتي في إطار تصحيح الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين بسبب الإعلام الذي يصوّر المساجد على أنها شيء مغلق يقوم فيه المسلمون بأشياء مريبة كما يشاع.

ورأى -في حديث للجزيرة نت- أن هذا اليوم ضروري للتعريف بالإسلام، وأن المسجد دار عبادة حاله حال الكنيسة، كما أن المسلمين منفتحون جدا على المجتمع.

وقال رئيس مجلس إدارة مسجد "فينزبري بارك" محمد كزبر إن المساجد اتهمت بدعم التطرف، لكن اليوم اكتشف الزوار الأجانب العكس بأن المساجد تساهم في تقريب الحوار بين الثقافات، وهي التي تبعد الشباب المسلم عن التطرف.

المصدر : الجزيرة