مجسمات للدبابات الإسرائيلية للتدريب في غزة

فلسطين – غزة مجسم لآلية إسرائيلية صنعتها كتائب القسام وعرضتها خلال حفل تأبين سبعة من شهداء الأنفاق يناير 2016
المتحدث باسم القسام وصل حفل تأبين سبعة من شهداء القسام على ظهر دبابة (الجزيرة)

أيمن الجرجاوي-غزة

أثار وصول المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أبو عبيدة على ظهر "دبابة" إلى ساحة حفل تأبين سبعة من شهداء القسام بقطاع غزة الأحد الماضي تساؤلات كثيرة عن تمكّن حماس من صناعة مثل هذه الآليات العسكرية.

واعتمد البعض في روايته الداعمة لتمكّن المقاومة من صنع دبابة على سجلها في صناعة الصواريخ وبنادق القنص والطائرات المسيرة (من دون طيار)، لكن آخرين استبعدوا ذلك بسبب عدم جدواها في أرض المعركة، بالإضافة لحاجتها لتقنيات تكنولوجية متطورة.

ومن أجل استيضاح الأمر، تحدثت الجزيرة نت لمصدر عسكري في القسام، أكد أن الدبابة التي ظهرت في حفل التأبين تحاكي دبابة "ميركافاه 4" الإسرائيلية المتطورة بتفاصيلها الدقيقة.

وأوضح المصدر أن مهندسي القسام تمكنوا من صناعة عدد من المجسمات الحديدية التي تمثل "نسخًا طبق الأصل" عن الدبابة الإسرائيلية الأقوى، بعضها زُوّد بمحرك شاحنة ليتحرك، وبعضها مجرور، بالإضافة لصناعة مجسمات أخرى عن ناقلة جند.

مجسم آلية إسرائيلية صنعتها كتائب القسام وعرضتها خلال حفل تأبين سبعة من شهداء الأنفاق (الجزيرة)
مجسم آلية إسرائيلية صنعتها كتائب القسام وعرضتها خلال حفل تأبين سبعة من شهداء الأنفاق (الجزيرة)

ليست للقتال
وأضاف أن تلك المجسمات صُنعت بأبعاد الآليات الإسرائيلية الحقيقية وأجزائها الكاملة، لكنها لم تكن لغرض استخدامها في القتال عند اندلاع أي مواجهة جديدة مع الجيش الإسرائيلي، وفق المتحدث.

ويبيّن المصدر القسامي أن المجسمات صُنعت لغرض تدريب مقاتلي القسام على مواجهة الدبابات، لينتقل المقاوم من العلم النظري في الأكاديمية العسكرية إلى التطبيق العملي، ومعرفة أجزاء الآليات العسكرية بأبعادها الحقيقية، بالإضافة لاستخدامها في تصوير أفلام توثق عمليات المقاومة.

ومن شأن ذلك، وفق المصدر، مساعدة عناصر المقاومة في التعامل مع الآليات الإسرائيلية باحترافية عالية، وضمان عدم حدوث مفاجآت غير متوقعة عند التصدي لها.

وكانت القسام أظهرت تلك المجسمات رسميًا للمرة الأولى في فيلم "كمائن الموت"، الذي أنتجته عقب العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع صيف 2014، لتوثيق بعض عملياتها شرق مدينة غزة.

غياب الجدوى
ورأى الكاتب الفلسطيني إبراهيم المدهون أن ظهور المتحدث باسم القسام على ظهر مجسم الدبابة خلال حفل التأبين "نوع من الدعم المعنوي والنفسي لأهالي الشهداء ورجال الأنفاق للتأكيد على الاستمرار في هذا الطريق".

وأضاف الكاتب المقرب من الجناح العسكري لحماس أنه لا يعتقد بوجود أي دلالات عسكرية أو سياسية في هذا المشهد، مشيرًا إلى أن الأجواء التي شهدها الحفل تدلل على أنها استخدمت لغرض الاستعراض فقط.

ولفت المدهون -في حديث للجزيرة نت- إلى عدم جدوى استخدام المقاومة الفلسطينية آليات ثقيلة في هذه المرحلة من المواجهة، مع عملها على محاولة تحييد التكنولوجيا العسكرية للاحتلال، والتشويش قدر الإمكان على سلاحه الجوي الذي يحتكر أجواء قطاع غزة.

وأشار إلى أن المقاومة عمدت في سبيل تحييد التكنولوجيا الإسرائيلية لإنشاء شبكة اتصالات داخلية تدير من خلالها العمليات العسكرية، بالإضافة لحفر أنفاق دفاعية وهجومية للتواري عن أنظار سلاح الجو، وتسهيل مهمة المقاومين في الالتحام مع جيش الاحتلال.

وتابع "إذا تم تحييد الطيران الحربي الإسرائيلي مستقبلًا فسيكون هناك جدوى لاستخدام الآليات الثقيلة في أي مواجهة".

عناصر من كتائب القسام خلال عرض عسكري بغزة (الجزيرة)
عناصر من كتائب القسام خلال عرض عسكري بغزة (الجزيرة)

مراقبة دقيقة
وكان من اللافت تركيز الإعلام الإسرائيلي مؤخرًا على قدرات فصائل المقاومة بغزة، من حيث التدريبات العسكرية الميدانية، والتجارب الصاروخية والأنفاق، وتصدير تصريحات شبه يومية لضباط بالجيش بهذا الشأن.

ورأى الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر أن هذه الفترة "حرجة وحساسة" بين المقاومة والاحتلال، ويصارع خلالها الطرفان الزمن نحو الاستعداد للمواجهة القادمة.

وأضاف أبو عامر للجزيرة نت أن كل طرف يحاول استثمار الزمن في عمليات التدريب والإعداد المكثف وصولًا إلى "لحظة الصفر" إذا ما قُدّر أن تندلع مواجهة جديدة.

ولفت إلى أن الجيش الإسرائيلي يراقب الأوضاع الميدانية في قطاع غزة على قدم وساق، ولا سيما التدريبات العسكرية وعمليات حفر الأنفاق والتجارب الصاروخية شبه اليومية، ليضمن عدم حدوث "مفاجآت غير سارة" عند اندلاع المواجهة.

المصدر : الجزيرة