إسرائيل تزود جوبا بأسلحة وأجهزة محظورة
وديع عواودة-حيفا
ويكشف التقرير أن جرائم حرب -منها مجازر وعمليات اغتصاب- ارتكبت بهذا السلاح في المعارك التي تشهدها دولة جنوب السودان بعد عامين من انفصالها.
وشمل التقرير شهادات خاصة بتسعة حوادث على الأقل تم فيها حرق نساء وفتيات بعد تعرضهن لاغتصاب جماعي بالصيف الماضي أمام أبنائهن في بعض الحالات على يد جنود جيش جنوب السودان.
قبل الحرب
وتعليقا على ذلك، أوضح الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أن السلاح المذكور وصل جنوب السودان قبل اندلاع الحرب الأهلية، وادعى أيضا أن إسرائيل باعت أسلحة قبل عامين لأوغندا ولم تكن تعرف أنه سيصل لجنوب السودان.
لكنه أقر بما أشار إليه التقرير بأن إسرائيل زودت جوبا أيضا بأجهزة استخباراتية يؤكد التقرير الأممي أنها تستخدم لملاحقة المعارضين واعتقالهم بشكل تعسفي.
لكن المحامي الإسرائيلي والناشط من أجل حقوق الإنسان إيتاي ماك أكد للجزيرة نت أن إسرائيل لم تتوقف عن تصدير هذه الأجهزة الاستخباراتية، واعتبرها مشاركة في ارتكاب جرائم حرب.
وذهب إلى أن إسرائيل لا تكتفي فقط بتزويد حكومة جنوب السودان بأجهزة استخباراتية بل تقوم بتفعيلها بواسطة إسرائيليين.
وبحسب ماك، فإن دولة جنوب السودان تستخدم هذه الأجهزة لملاحقة الصحفيين، مشيرا إلى أن تقديم أي مساعدة لجهة متورطة في الحرب يمثل انتهاكا جسيما للقانون الدولي.
استجواب وزير
وعلى خلفية ذلك قدمت عضوة الكنيست تمار زاندبيرغ استجوابا اليوم الأربعاء لوزير الأمن موشيه يعلون طالبت فيه بفحص تراخيص تصدير السلاح لجنوب السودان.
وردا على سؤال الجزيرة نت قالت زاندبيرغ إنها طالبت وزارة الأمن بالتزام الشفافية في هذا المضمار والكف عن تصدير كل ما يمكن توظيفه بالحرب الأهلية.
وفي مذكرتها ليعلون تقول زاندبيرغ إن من حق الإسرائيليين معرفة ماذا يفعل باسمهم، وهل يموت أشخاص جراء استخدام سلاح إسرائيلي، وهل تغتصب نساء تحت التهديد به.
ونتيجة ذلك أيضا أضرب الإسرائيلي إيلي يوسيف عن الطعام مقابل مقر وزارة الأمن في إسرائيل احتجاجا على "الفضيحة الإسرائيلية" في جنوب السودان، وقال للقناة الإسرائيلية العاشرة إنه يخجل مما تقوم به إسرائيل، متهما حكومتها بالإساءة إلى القيم اليهودية لاعتبارات مالية.
يشار إلى أن الحكومة والمتمردين بجنوب السودان توصلوا لاتفاق سلام في أغسطس/آب من العام الماضي بعد عشرين شهرا من القتال تحت تهديد بعقوبات من الأمم المتحدة.
وبعد بضعة أشهر فرض مجلس الأمن عقوبات على الطرفين وشكل طاقم خبراء لمتابعة ما يجري على الأرض، وهو الذي وضع هذا التقرير الذي تضمن انتقادات لعدة دول، من بينها إسرائيل.