أي مغزى لزيارة حفتر إلى مصر؟

Then-General Khalifa Haftar speaks during a news conference at a sports club in Abyar, east of Benghazi May 21, 2014. Growing frustration over the reality of life in eastern Libya, which contrasts with the promises of politicians, is feeding support for Haftar, who has set himself up as a warrior against Islamist militancy and who some also see as their saviour. Picture taken May 21, 2014. REUTERS/Esam Omran Al-Fetori (LIBYA - Tags: CIVIL UNREST POLITICS MILITARY)
حفتر أثناء مؤتمر صحفي شرقي بنغازي يوم 21 مايو/أيار الماضي (رويترز)

عبد الرحمن محمد-القاهرة

تباينت رؤى محللين سياسيين بشأن زيارة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر المفاجئة إلى القاهرة يوم الخميس الماضي، حيث اعتبر البعض أنها تأتي في إطار التمهيد والإعداد لحملة عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، بينما رأى آخرون أنها تهدف إلى تعزيز التعاون المشترك للحفاظ على حدود البلدين.

وأثار تزامن ابتداء الزيارة المفاجئة لحفتر مع اختتام رئيس حكومة الوفاق الليبي فائز السراج زيارته للقاهرة، تكهنات مراقبين بوجود علاقة قوية بين الزيارتين في إطار جهود تبذلها مصر لتمكين حكومة الوفاق من نيل ثقة البرلمان الليبي المنحل بمباركة من حفتر.

وتناولت وسائل إعلام مصرية وعربية زيارة حفتر للقاهرة باعتبارها تأتي في إطار "دعم علاقات التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وبحث آخر الأوضاع الحاصلة في ليبيا".

وقال أستاذ العلوم السياسية خيري عمر إن مصر أعلنت دعم حكومة الوفاق منذ الإعلان عنها واعترفت بها، وهو الموقف الذي يتوافق مع القرارات الدولية التي اعتمدت اتفاق الصخيرات كأساس للمرحلة الانتقالية الجديدة.

‪عمر: مصر أعلنت دعم حكومة الوفاق‬ (الجزيرة)
‪عمر: مصر أعلنت دعم حكومة الوفاق‬ (الجزيرة)

دعم متبادل
واعتبر عمر في حديثه للجزيرة نت أن زيارة حفتر للقاهرة تأتي في إطار تعزيز الدعم المتبادل بين الطرفين، "لكون مصر ترى دورا أساسيا لحفتر في مستقبل ليبيا ولا ترى أن استبعاده يحقق الاستقرار فيها"، نافيا وجود علاقة بين الزيارة ومحاربة تنظيم الدولة في ليبيا والذي ربطه بمواقف منظمات دولية ودول أوروبية.

من جهته يرى محلل الشؤون الدولية والإستراتيجية أنس القصاص أن "القاهرة ترى أن الشرخ العميق في شرعية الوجود بين الفرقاء الليبيين ومشروعية الممارسة، مردّه إلى الانتشار غير المسيطر عليه للسلاح في ليبيا على النحو الذي شكلت فيه البلاد بؤرة اتصال عسكري بين شمال أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى حتى سواحل غرب أفريقيا".

وتوقع القصاص أن يكون تجاوب الحكومة المصرية مع حكومة الوفاق "مشوبا بالتحسب والترقب" لارتباطه بملفي التنسيق الأمني بين القاهرة وطرابلس حول قضايا انتشار السلاح والأمن الحدودي من ناحية، وحتى لا يضر بجدول أعمال ومهام تحالفات القاهرة الإقليمية من ناحية أخرى.

‪الهتيمي: علاقة مصر بحفتر ستتواصل‬ الهتيمي: علاقة مصر بحفتر ستتواصل (الجزيرة)
‪الهتيمي: علاقة مصر بحفتر ستتواصل‬ الهتيمي: علاقة مصر بحفتر ستتواصل (الجزيرة)

تأمين وتنسيق
من جهته اعتبر المحلل السياسي أسامة الهتيمي أن الرؤية المصرية في التعاطي مع حفتر "تنطلق من كونها ترى أن بإمكانه تأمين الحدود المصرية الليبية ومنع انتقال المسلحين إلى الأراضي المصرية، وبالتالي فإن استمرار دعمه والتنسيق معه جزء من خطتها لمواجهة التنظيمات المسلحة".

ورأى الهتيمي أن الزيارة تأتي في إطار التحركات الدولية الأخيرة التي تستهدف تفعيل كل الجهود لمواجهة تمدد تنظيم الدولة "بعد الفشل الذريع الذي منيت به قوات التحالف الدولي في كل من العراق وسوريا".

وتابع أنه بغض النظر عن نجاح السراج في انتزاع موافقة البرلمان على حكومته من عدمه، "فعلاقة مصر بحفتر ورجاله ستتواصل، إذ يبقى ما يقدّمه حفتر مهما للجانب المصري".

وفي السياق ذاته اعتبر مختار الغباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن رفض البرلمان الليبي تشكيلة حكومة الوفاق يرتبط بوجود "رغبة لتدخل دولي في ليبيا بمباركة عربية".

وأوضح الغباشي في حديثه للجزيرة نت أن زيارة حفتر لمصر تأتي في هذا السياق، مضيفا "صحيح أن مصر معنية بليبيا مستقرة سياسيا، لكن ما لا شك فيه أن أي حكومة ليبية بها تيار إسلامي غير مرغوب فيها لدى القاهرة".

المصدر : الجزيرة