نازحو شمال سوريا: فررنا من الموت فتلقفنا البرد

People carry their belongings as they flee the Kadi Askar area towards Bustan al-Qasr neighbourhood, in rebel-held besieged Kadi Askar area of Aleppo, Syria December 5, 2016. REUTERS/Abdalrhman Ismail
آلاف الأشخاص اضطروا للنزوح من مناطقهم السكنية بأرياف حلب واللاذقية وإدلب تحت وطأة غارات جوية وقصف صاروخي (رويترز)

في مخيمات النزوح المنتشرة بالمناطق الريفية في محافظة إدلب يعيش قرابة خمسين ألف نازح، هؤلاء من بين 4.3 ملايين آخرين تقول منظمة الأمم المتحدة إنهم بحاجة للإيواء، فيما يحتاج 13.5 مليون شخص -بينهم 5.8 ملايين طفل- إلى مساعدات إنسانية.

وفي مخيم قرية "خربة الجوز" السورية قرب الحدود التركية حيث تتدفق مياه الأمطار إلى خيم مهترئة يتكدس فيها النازحون تؤوي الواحدة من هذه الخيام أحيانا عشرين من هؤلاء.

ورغم مأساوية وضعهم وغياب التدفئة في برد قارس فإن هؤلاء يقولون إنهم محظوظون مقارنة بآخرين يواجهون البرد في العراء بلا مأوى.

آلاف الأشخاص -بينهم أطفال ومسنون ونساء- اضطروا إلى النزوح من مناطقهم السكنية في أرياف محافظات حلب واللاذقية وإدلب (شمال) تحت وطأة غارات جوية وقصف صاروخي مكثف تشنه قوات نظام بشار الأسد والمليشيات الموالية لها على مناطق سيطرة المعارضة، مما يوقع قتلى وجرحى بين المدنيين، فضلا عن الدمار الهائل في الأحياء السكنية.

بعض هؤلاء السوريين فروا من مناطقهم القريبة من خط الجبهة مع قوات النظام إلى مناطق يعتقدون أنها أكثر أمنا داخل سوريا، بينما فضل البعض الآخر التوجه إلى مناطق قريبة من الحدود التركية.

ويحاول السوريون الفارون نحو الحدود التركية العيش في مخيمات أقاموها على أراض سورية خالية في مقابل بلدة يايلادغ التابعة لولاية هطاي التركية المحاذية.

ويكافح هؤلاء من أجل البقاء على قيد الحياة في مخيمات لا تتوفر فيها أي بنية تحتية، ولا سيما الماء والكهرباء، وتفتقر بعض هذه الخيام إلى وسائل التدفئة وحتى إلى الفرش على الأرض، فيما اضطر نازحون إلى العيش مع مواشيهم في خيمة واحدة، ويجمع النازحون أغصان الشجر وما يجدونه من حطب لإشعالها وتدفئة خيمهم الممزقة.

مستجيرون بالبرد
من بين النازحين في "مخيم الشهداء" بقرية خربة الجوز مواطن من ريف إدلب يدعى محمد حمرو يعيش مع ثلاثة من أطفاله في خيمة مساحتها ستة أمتار مربعة.

يقول حمرو إن المياه تغمر الخيمة في كل مرة تهطل فيها الأمطار على المنطقة لكونها قديمة مهترئة، وبحسرة وألم يتساءل "لا ندري كيف سنقضي فصل الشتاء هنا، فررنا من الموت تحت القنابل وإن شاء الله لا نموت من البرد هنا".

ورغم الأوضاع المتردية اعتبر حمرو أنه محظوظ بالنسبة لنازحين آخرين لكونه يمتلك خيمة، ودعا "الإنسانية جمعاء إلى إنقاذ النازحين السوريين خارج المخيمات من الموت بردا في العراء".

مسؤول مخيم الشهداء أحمد محمد حرا يقول إن المخيم يواجه مشاكل في ظل زيادة أعداد النازحين وانخفاض درجات الحرارة.

ويضيف أن العديد من مناطق أرياف مدينتي جسر الشغور وإدلب (شمال) تتعرض لهجمات ضارية منذ شهرين، مما أجبر العديد من سكانهما على النزوح إلى مخيم الشهداء. ويوضح أن النازحين القدامى في المخيم يعيشون بطريقة ما، لكن إدارته تعجز عن تقديم أي شيء للنازحين الجدد.

ويؤوي المخيم حاليا 250 أسرة لكن العدد مرشح للارتفاع بسبب استمرار غارات النظام وروسيا على المنطقة.

المصدر : وكالة الأناضول