شرطة إيرانية بالعراق.. سياحة أم انتهاك سيادة؟

محمد جليل علاوـ الجزيرة نت

يرى مواطنون عراقيون وناشطون في دخول سيارات شرطة إيرانية إلى بعض المحافظات بالتزامن مع توافد الزوار الإيرانيين بمناسبة ما تعرف بـ"زيارة أربعينية الإمام الحسين" انتهاكا لسيادة البلاد، وفي حين أعربوا عن استيائهم من ذلك فإنهم طالبوا الحكومة بوقف هذا "الانتهاك".

وكانت سيارات أمن إيرانية قد رافقت مئات الآلاف من الزوار الإيرانيين الذين عبروا منفذ زرباطية الحدودي، الأمر الذي أحدث إرباكا كبيرا في حركة المعبر الحدودي.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لسيارات نظافة تحمل لوحات إيرانية برفقة مئات العمال يقومون بتنظيف شوارع مدينة كربلاء، إضافة إلى سيارات إسعاف وأخرى تعود للهلال الأحمر الإيراني.

من جانبه، أكد مجلس محافظة واسط أنه عقد اجتماعا مع السفير الإيراني من أجل ضمان سير الزيارة الأربعينية بنجاح، مؤكدا على "عدم حدوث أي خرق أو تعدٍ على سيادة المحافظة أو العراق مثلما حدث العام الماضي في معبر زرباطية".

لكن منسق حملة "وقف الإرهاب الإيراني في العراق" محمد الدراجي يقول إن "الاحتلال الإيراني وصل إلى هذه المرحلة الخطيرة من إلغاء آخر مظاهر السيادة المتمثلة في المناطق الحدودية لعبور الأشخاص بدخول سيارات الشرطة الإيرانية، بالإضافة لتواجد قادة الحرس الثوري مع مليشياتهم الشيعية في الحشد الشعبي".

‪الشمري: دخول الآليات الإيرانية لا يتم بشكل عشوائي ولا بدون علم سلطات بغداد‬  (الجزيرة)
‪الشمري: دخول الآليات الإيرانية لا يتم بشكل عشوائي ولا بدون علم سلطات بغداد‬  (الجزيرة)

أين السيادة؟
فيما قارن الكاتب والناشط أحمد النعيمي بين ما يجري من خرق لسيادة العراق بمباركة حكومية وما عاناه النازحون من مناطق القتال من أهالي محافظة الأنبار عندما قصدوا بغداد عبر معبر بزيبز، حيث منعتهم السلطات الأمنية بل طالبتهم بوجود كفيل كشرط لدخول بغداد، وتركتهم في العراء يعانون حياة قاسية.

ويضيف النعيمي أن "هذا الأمر يدل على التعامل الطائفي للحكومة العراقية أمام الجانب السيادي للبلاد، فهي تطالب بخروج القوات التركية المرابطة قرب الموصل، لكنها في ذات الوقت تفتح شوارع العراق أمام سيارات الشرطة الإيرانية بكل حرية مع استباحة كاملة للحدود العراقية من قبل الزوار الإيرانيين الذين يدخلون بلا جوازات سفر".

وتابع النعيمي أن "كل ما سبق يدلل على تبعية الحكومة العراقية بالكامل لولاية الفقيه في طهران وانعدام السيادة العراقية"، معتبرا ما يجري أنه "يأتي ضمن عمليات التمدد الإيراني في الأراضي العراقية منذ عام 2003 والتي أصبحت اليوم بشكل علني وبوتيرة سريعة تزامنا مع المعارك الجارية في البلاد".

في المقابل، يرى رئيس مركز التفكير السياسي إحسان الشمري المقرب من الحكومة العراقية أن دخول الآليات الإيرانية لا يتم بشكل عشوائي، ولا بدون علم السلطات في بغداد، فضلا عن أن عددها قليل.

ويرى الشمري أن الموضوع خاضع لاتفاقيات بين الطرفين، ولا سيما أن هناك تنسيقا بخصوص السياحة الدينية.

المصدر : الجزيرة