في الموصل.. أطفال يقاتلون بالإكراه

أثار اتهام هيئة علماء المسلمين في العراق حكومة بغداد والحشد العشائري بتجنيد الأطفال وإقحامهم في المعارك، تساؤلات عن مراعاة حقوق الإنسان -وخصوصا الأطفال- في ظل معركة الموصل المحتدمة منذ أكثر من شهر.

وقالت الهيئة في بيان إن الحكومة والحشد العشائري في محافظة نينوى يضغطان على بعض الأهالي في مخيمات النزوح بمحيط الموصل، لإرسال أبنائهم دون سن الرشد للقتال، وذلك عن طريق التهديد أو استغلال حاجتهم المادية والظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشونها.

نفي
وردا على ذلك نفى الناطق باسم عشائر نينوى الشيخ مزاحم الحويت اتهامات هيئة علماء المسلمين وقبلها منظمة "هيومن رايتس ووتش" حول تجنيد الأطفال من قبلهم.

وقال الحويت إن "الحشد العشائري لا يضم فئات عمرية دون سن الثامنة عشرة، ونحن ملتزمون في القرارات التي صدرت بالتنسيق المشترك مع الحكومة المركزية في بغداد وحكومة إقليم كردستان العراق".

وطالب الحويت بالتحقيق في هذه الاتهامات، مضيفا أن قوات أميركية وعراقية تشرف على تدريب الحشد العشائري، وهي بصدد تسليحه وتجهيزه بآليات عسكرية متطورة.

من جانبه، يقول عضو محافظة نينوى محمد إبراهيم إنه لا صحة لوجود أطفال ضمن فصائل الحشد العشائري، مشيرا إلى أن هناك لجنة مختصة تشرف على قبول المتطوعين تعمل وفق ضوابط محددة، "لكن هناك من يريد أن يعكر صفو الانتصارات التي حققتها القوات العراقية، ويحاول إرباك عمل الحشد العشائري في معركة الموصل".

أدلة اتهام
وفي المقابل قال مسؤول الثقافة والإعلام في هيئة علماء المسلمين في العراق عبد الحميد العاني إن هذه ليست المرة الأولى التي تنفي فيها الحكومة والمليشيات وقوع انتهاكات، ولكن في كل مرة تظهر الوثائق والأدلة التي تؤكد هذه الانتهاكات، بالإضافة إلى تقارير منظمات حقوقية محلية ودولية تثبت وقوع انتهاكات بحق شريحة أو طائفة من الشعب العراقي.

وأضاف العاني أن الهيئة لم تتهم الحكومة العراقية والمليشيات إلا بناء على أدلة قوية، منها تقارير المنظمات الدولية، بالإضافة إلى شهادات النازحين الذين تعرضوا لانتهاكات وأرغموا على الرضوخ لممارسات تحت ظروف إنسانية صعبة.

ويبدي العاني تعجبه من أن "يأتي الرد على هذه الاتهامات من قبل المليشيات التي يتبجح أفرادها بنشر صور لانتهاكاتهم".

وذكّر العاني بالمقطع الذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي "بقيام الأجهزة الأمنية الحكومية بدعس أحد الأطفال بدبابة، وبمقطع آخر يظهر قيام الأجهزة الأمنية بضرب طفل بمطرقة من الحديد، بالإضافة للعديد من الانتهاكات والضرب والإهانات وحتى الإعدامات أمام أعين الناس".

وأشار العاني إلى أن "منظمات دولية -مثل هيومن رايتس ووتش- وثقت جرائم الحكومة والمليشيات الطائفية في تقارير، واتهمتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية".

يذكر أن مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اتهمت أيضا تنظيم الدولة الإسلامية بتجنيد الأطفال للقتال في صفوفه، وقالت في وقت سابق إن التنظيم أبلغ سكان حمام العليل جنوب الموصل أنه يتعين عليهم أن يسلموا أطفالهم ولا سيما الصبية الذين لا تتجاوز أعمارهم التاسعة، في توجه لتجنيدهم على ما يبدو.