لماذا يستعرض حزب الله قواته بحمص؟
في خطوة هي الأولى من نوعها منذ بدء الثورة السورية استعرض حزب الله اللبناني قواته قرب مدينة القصير بريف حمص، حيث رأى فيها مراقبون رسائل عدة لخصوم الحزب وحلفائه على حد سواء.
وبثت وسائل إعلام موالية للحزب وللنظام السوري صورا تظهر ما قالت إنها ألوية أنشئت حديثا وتتبع لـ"فوج المدرعات" ووحدات مشاة تتبع لـ"قوات التدخل" المشاركة في القتال بسوريا، كما تظهر مشاركة آليات عسكرية ثقيلة ومدافع ميدانية وأخرى رشاشة، وسيارات تحمل قواذف ثقيلة.
ويرى المحلل السياسي حسام محمد أن العرض العسكري رسالة صريحة يريد من خلالها حزب الله أن يثبت أنه رقم صعب في معادلة الصراع بسوريا، وأنه لم يعد مجرد قوة مساندة لقوات النظام بل سلطة تحكم وتقاتل هناك.
ويضيف محمد أن الحزب يرسل رسالة إلى شركائه في لبنان بعد وصول ميشال عون للرئاسة مفادها أن سياسة النأي بالنفس عن الأزمة السورية التي أكد عليها عون لن يكون لها أي أثر، فالعرض العسكري يقطع الطريق على مناقشة الوجود العسكري لحزب الله في سوريا، حسب رأيه.
ويعتبر محمد أن العرض العسكري يرسل أيضا رسالة لأصدقاء لبنان وداعميه -خصوصا على المستوى العسكري- مفادها أن الأسلحة التي زودوا بها الجيش اللبناني باتت في يد حزب الله، بما فيها العربات والدبابات والصواريخ الأميركية المضادة للدبابات "تاو"، حيث كان الحزب يعتمد سابقا على أسلحة مصنعة في بلدان أوروبا الشرقية.
ويضيف المحلل السياسي للجزيرة نت أن الحزب اعتمد على عرض الأسلحة الثقيلة لهدفين، الأول هو إظهار مدى قوته في هذا الجانب، والثاني ليعفي نفسه من الإحراج بسبب خسائره في سوريا، حيث قل عدد العناصر المشاركين في العرض قياسا بالعروض المعتادة التي كانت تعتمد بالدرجة الأولى على إظهار ضخامة عدد مقاتليه.
سلطة الحزب
من جهته، قال الباحث في شؤون المليشيات الموالية للنظام أيمن محمد إن العرض العسكري جاء ردا مباشرا وصريحا على ما تداولته التقارير الإعلامية في الصحافة اللبنانية قبل أيام عن إمكانية سحب حزب الله قواته من سوريا، مضيفا أن حزب الله يريد أيضا التأكيد على دعم الجيش اللبناني لوجوده في سوريا من خلال ظهور دبابات الجيش في العرض.
ويرى أيمن محمد أن العرض العسكري يعكس رؤية حزب الله الأمنية لريف حمص، وهو يعكس انحسار سلطة النظام على بعض مناطقه في سوريا لحساب الحزب، ويؤكد ذلك الفيديو الذي ظهر فيه قائد عمليات النظام غربي حلب حيث أدى الضابط تحية عسكرية أمام الكاميرا، وقال إنها لأمين حزب الله اللبناني حسن نصر الله متجاهلا تماما قائده الفعلي بشار الأسد.
ويضيف الباحث أن هذا العرض العسكري وتلك التحية التي أداها الضابط يحملان رسائل عدة عن قوة ووجود حزب الله في سوريا والولاء الحقيقي لقوات النظام والسلطة الفعلية وتقاسمها على الأرض بين المليشيات والنظام، مع أن الأخير ما زال يدعي السيادة على سوريا.