تونس تشدد مراقبتها للحدود مع ليبيا

استنفار أمني وعسكري في الحدود التونسية-الليبية. - صور خاصة بالجزيرة نت.
استنفار أمني وعسكري عند الحدود التونسية الليبية (الجزيرة نت)

معز الجماعي-بنقردان

تبدو الطرقات الرابطة بين مدن الجنوب الشرقي التونسي شبه خالية من سيارات التهريب المعروفة بتغطية أرقام لوحاتها المنجمية، حيث يبحث العشرات من عناصر الشرطة لدى نقاط التفتيش عن سلع مهربة داخل وسائل النقل القادمة من المناطق الحدودية.

وتشهد تلك المدن منذ أيام حملات أمنية نجحت في الحدّ من إيصال البضائع إلى الأسواق الموازية، بعد إحباط عشرات عمليات التهريب المنظمة من قبل شبكات تنشط على الحدود التونسية الليبية.

وبهذا الصدد يقول مسؤول أمني محلي في بنقردان -فضل عدم الكشف عن اسمه- للجزيرة نت إن أهداف هذه الحملات تتجاوز محاربة التهريب والأنشطة التجارية غير القانونية، وتندرج ضمن مجابهة الإرهاب، مضيفا أن المجموعات الإرهابية قد تعتمد على أساليب التهريب التقليدية لنقل الأسلحة إلى مدن أخرى.

ويرى الناشط بالمجتمع المدني في بنقردان علي المنصوري أن الإجراءات الأمنية الاستثنائية بعثت الطمأنينة في نفوس المواطنين، رغم انعكاساتها "السلبية" على مورد رزق آلاف الأهالي في الجنوب التونسي ممن يعتمدون على السوق الموازية والتهريب لتوفير لقمة العيش.

ويتبنى المنصوري ما أشارت له التقارير الرسمية والأكاديمية حول ارتباط التهريب بالإرهاب، ويقول للجزيرة نت إن أغلب أنشطة التهريب في بنقردان متعطلة منذ أسابيع بعد تشديد الخناق على الحدود.

وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت أن قواتها في بنقردان كشفت عن أربعة مخازن أسلحة في أقل من أسبوع، تحتوي على قذائف وصواريخ حرارية مخبأة في مناطق لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن وسط البلدة.

ولا تستبعد المصالح الأمنية المختصة أن تنظيم الدولة الإسلامية كان سيستعمل هذه الأسلحة أثناء هجومه على بنقردان في مارس/آذار الماضي، في وقت تستبعد أن وصولها إلى البلدة كان قبل مدة قصيرة من تنفيذ الهجوم، فتاريخ تخزينها يعود إلى عام 2011 حيث شهدت البلاد انفلاتا أمنيا آنذاك.

‪عناصر الأمن والجيش يراقبون المناطق الحدودية‬ (الجزيرة نت)
‪عناصر الأمن والجيش يراقبون المناطق الحدودية‬ (الجزيرة نت)

حملات مشددة
ويقول الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع العقيد بلحس وسلاتي للجزيرة نت إن الكشف عن هذه المخازن كان نتيجة لعملية مشتركة نفذها عناصر الجيش والشرطة في جبل المغيلة شمال غرب البلاد، وأدت إلى مقتل أمير جند الخلافة طلال السعيدي، حيث عُثر في هاتفه على إحداثيات تبرز نقاط تخزين أسلحة في بنقردان.

ويفيد وسلاتي بأن التصدي للتهريب وحماية الحدود من شأنه منع تسلل عناصر إرهابية من وإلى تونس أو تعزيز المجموعات الإرهابية بأسلحة وذخيرة قد يتم جلبها من ليبيا.

ولا ينفي أن خطر التهديدات الإرهابية ما زال قائما، وهو ما دفع وزارة الدفاع إلى السعي لوضع منظومة مراقبة إلكترونية متكاملة في الحدود مع ليبيا، ومواصلة نشر الوحدات العسكرية على طول الشريط الحدودي لمجابهة أي تهديد ومحاولات التسلل.

ولا يتردد عناصر الجيش التونسي في إطلاق الرصاص الحي تجاه الأشخاص والسيارات في حالة عدم امتثالهم لأوامر التوقف داخل المنطقة العسكرية العازلة، مما أدى أكثر من مرة إلى مقتل عدد من المهربين أثناء جلب السلع من ليبيا.

وتراقب تونس بحذر التطورات في ليبيا خوفا من انعكاساتها على المستويات الأمنية والاجتماعية والسياسية، وهو ما أجبر وزارتي الدفاع والداخلية على مضاعفة عناصر الوحدات الأمنية والعسكرية في الشريط الحدودي والمدن المجاورة.

المصدر : الجزيرة