"ثورة الغلابة" في مصر.. ترقب وحذر

A man walks in front of a wall with graffiti in support of the Ghalaba Movement, asking Egyptians to participate in demonstrations against the Egyptian regime on November 11, in Cairo, Egypt November 9, 2016. The words read, "Ghalaba" (Marginalised)" (L) and "Sisi sells Egypt". REUTERS/Amr Abdallah Dalsh
عبارات على أحد الجدران في القاهرة تطالب السيسي بالرحيل عن السلطة (رويترز)
عبد الله حامد-القاهرة

انتشرت الشرطة المصرية بكثافة في مختلف الميادين والشوارع الرئيسية بـالقاهرة والمحافظات عشية الدعوة إلى مظاهرات اليوم الجمعة والتي دعت لها حركة "غلابة" وقوى مناوئة للنظام، وتم تحويل مسارات المرور في عدد من الشوارع العامة، ومنها شارع مراد بالجيزة المجاور لعدد من المباني المهمة كمديرية أمن الجيزة والسفارة السعودية.

ولوحظ وقوف رجال شرطة ملثمين في عدد من المناطق القريبة من ميدان التحرير إلى جانب عناصر الشرطة السرية، فيما تسلم الجيش حماية عدد من الأقسام في عدد من المناطق، ومنها منطقة كرداسة التي شهدت اقتحام القسم من قبل.

وجرى توزيع منشورات على المؤسسات والإدارات الحكومية المختلفة بضرورة توخي أقصى درجات الحذر لدرجة تفتيش الموظفين أثناء الدخول، وحظر أدوات عمل مهمة كالحاسوب المحمول والهاتف اللوحي.

ودخلت المؤسسات الخاصة على الخط في محاولة لمساعدة النظام على إحباط أي تحركات منتظرة، فأعلنت شركة دريم لاند الترفيهية عن خصم يصل إلى 50% لروادها اليوم الجمعة.

وانتشرت شائعات قوية في مختلف مناطق القاهرة عن فرض حظر للتجوال منتصف الليل، بينما أبلغ مسافرون بين القاهرة وسيناء عن إغلاق الطريق الدولي القنطرة-رفح حتى غد السبت.

حرب نفسية
وقالت صفحات مزيفة منسوبة إلى الحركات الداعية للاحتجاج إنه تم إلغاء الدعوة عقب خسارة هيلاري كلينتون الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

وقال الناشط أحمد عبد العزيز للجزيرة نت إن أجهزة الأمن تحاول إحباط الجمهور بدعاوى وصفحات مزيفة، مع محاولة الربط بين الإدارة الأميركية الحالية ومرشحتها هيلاري كلينتون وبين الدعوات لإيهام الجماهير بأنها مدفوعة من الخارج.

بدورها، دعت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها الشعب المصري إلى المشاركة في دعوات "ثورة الغلابة" اليوم الجمعة، للمطالبة بإسقاط السلطة الحالية احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية.

وجددت "حركة غلابة" الداعية للمظاهرات في بيان لها عبر صفحتها على موقع فيسبوك دعوتها المواطنين إلى التظاهر اليوم الجمعة وما بعده لـ"إسقاط النظام".

بدورها، أكدت الهيئة التحضيرية للجمعية الوطنية المصرية في بيان على حق الأمة في التعبير والتظاهر، وأوضحت أن "واجب القوات المسلحة المقدس أن تصون الأرض وأن تحمي الشعب".

ودعا البيان الشرطة إلى الاعتبار من الماضي القريب، وألا تقف أمام أي حراك شعبي، بل أن تقوم بوظيفتها في تأمين المتظاهرين وحماية المباني والمؤسسات، وألا تتورط في أي مخططات للإضرار بالشعب أو لتشويه حراكه السلمي.

كما دعا البيان القوى والجماعات والحركات السياسية إلى أن تقف متشابكة الأيدي وأن تكون في المقدمة.

ترقب وحذر
من جانبه، اعتبر القيادي في جبهة الإنقاذ مجدي حمدان أن النظام يعيش حالة رعب حقيقية، وهو ما يبدو من ذعر أذرعته الإعلامية واجتماعات الرئيس عبد الفتاح السيسي المتكررة مع القيادات الأمنية، إلا أن حمدان يتوقع أن تكون المظاهرات ضعيفة الأثر.

وتحدثت الجزيرة نت مع نشطاء ومواطنين عن رؤيتهم لهذا اليوم، فقال الناشط محمد طمان إنه "مصمم على النزول ضد النظام رغم كل شيء، وأيا كان انتماء الداعي أو تداعيات النزول"، فيما فضل هاني الانتظار ريثما يتضح المشهد، وهو نفس ما وافقت عليه علا، مؤكدة أنها تفضل أن يسبقها من تسببوا في هذا المشهد وتضرروا منه فعلا، وأكد حامد أن "تقاعس الشعب عن النزول معناه مزيد من القبضة الأمنية واشتداد عود النظام واستئساده في مواجهة الشعب".

المصدر : الجزيرة