لقاء ميركل وهولاند ببوتين.. الخلاف باق حول سوريا
لكن الوضع السوري طغى على مباحثات المستشارة الألمانية والرئيس الفرنسي مع الرئيس الروسي.
وقالت ميركل إنها وهولاند أجريا مباحثات شديدة الصراحة والقسوة مع بوتين، وبدا عليها الإحساس بالمرارة وهي تتحدث عن قصف نظام الأسد وروسيا للسكان في سوريا، ووصفته بأنه نشاط إجرامي واعتداء على مدنيين عزل.
وأكدت في مؤتمر صحفي مع هولاند أن الاتفاق بشأن سوريا مع الروس ما زال بعيدا للغاية، وذكرت أن القصف "الذي تتحمل روسيا مسؤولية كبيرة عنه" غير إنساني، وله تأثيرات وحشية على حياة السوريين.
عقوبات جديدة
وعبرت ميركل عن قناعتها بأن "القصف الجاري في حلب لن يؤدي إلى الفصل بين الإرهابيين والمواطنين المسالمين".
وقالت إنها لا تفهم هدف الإستراتيجية التي تتبعها موسكو في سوريا، وأشارت إلى أنها ستدعو قادة الاتحاد الأوروبي أثناء قمتهم التي بدأت الخميس في بروكسيل إلى إبقاء الباب مفتوحا أمام فرض مزيد من العقوبات على روسيا.
من جانبه قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن القصف الذي يشنه النظام السوري وداعموه في حلب جريمة حرب وينبغي إيقافه.
واعتبر هولاند أن مكافحة الإرهاب ليست مبررا للاستهانة بمصائر 300 ألف إنسان في أحياء حلب الشرقية.
أما الرئيس الروسي فقال في مؤتمر صحفي عقده بمطار تيغيل في برلين قبيل مغادرته، إنه اقترح خلال مباحثاته مع ميركل وهولاند إعداد دستور جديد وإجراء انتخابات في سوريا.
ونقلت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية عن مصادر رسمية في برلين أن بوتين كان ألح على لقاء المستشارة ميركل، ضمن مجموعة رباعية نورماندي التي تأسست عام 2014 كآلية لحل الأزمة الأوكرانية.
وأشارت هذه المصادر إلى أن الحكومة الألمانية اشترطت لحضور بوتين ولقائه مع ميركل، قبوله الحديث حول الأزمة السورية.
فشل متوقع
ومن جانبه، قال إلياس بيريو رئيس مبادرة "تبنوا الثورة الألمانية" الداعمة لثورة الشعب السوري، إن فشل مباحثات ميركل وهولند مع بوتين كان متوقعا.
وأشار إلى أن هذه المباحثات سبقتها سلسلة مفاوضات ونقاشات مع بوتين ولم تؤد إلا إلى تدمير سوريا، وقصف سكان حلب بالقنابل يوميا.
واعتبر باريبو أن منطق الرئيس الروسي هو خلق واقع على الأرض يصب في صالحه وصالح نظام بشار الأسد، من خلال جرائم الحرب والقصف الجوي.
ورأى أن على الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي أولا تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية أسوة بالأمين العام للأمم المتحدة الذي وصف المشاركة الحربية الروسية في سوريا بالبربرية.
يشار إلى أن العشرات من اللاجئين السوريين والناشطين الأوكرانيين والحقوقيين الألمان تظاهروا الأربعاء أمام مقر دائرة المستشارية الألمانية تعبيرا عن رفضهم لزيارة بوتين إلى برلين.
وردد المتظاهرون هتافات تطالب بخروج بوتين من سوريا وأوكرانيا، كما رفعوا لافتات تندد بالنظام السوري وقصفه لحلب.