الصراع بين أحرار الشام وجند الأقصى.. إلى أين؟

بيانات حركة أحرار الشام وجند الأقصى
نموذجان للبيانات التي أصدرتها حركة أحرار الشام وفصيل جند الأقصى خلال الأيام الماضية في سياق الاتهامات المتبادلة

محمد كناص-غازي عنتاب

اندلعت مؤخرا مواجهات دامية بين فصيل جند الأقصى وحركة أحرار الشام الإسلامية في سوريا وذهب ضحيتها نحو سبعين عنصرا من الطرفين إلى أن أعلن الفصيل مؤخرا انضمامه لجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) "حقنا للدماء"، فيما تصر الحركة على مواصلة القتال "لاستئصال" الفصيل المتهم بولائه لتنظيم الدولة الإسلامية.

وبدأ التوتر عندما اختطف قبل أيام عناصر تابعون لجند الأقصى مسؤولا أمنيا في أحرار الشام من مدينة سراقب بريف إدلب، وطالبوا الحركة في المقابل بالإفراج عن خلية أمنية مرتبطة بتنظيم الدولة معتقلة لديها وإلا فستكون الحرب هي الرد خلال مهلة قدرها 24 ساعة، وذلك وفقا لبيان أعلنته أحرار الشام يوم الجمعة الماضي.

بدوره، أصدر جند الأقصى بيانا أنكر فيه ما سبق، وقال إن من شروط انتساب العناصر إليه ألا يدينوا بأي ولاء لتنظيم الدولة، وأن المحتجزين لدى أحرار الشام هم عناصر تابعون للفصيل وليس لهم ارتباط بالتنظيم.

ولم يسحب البيانان السابقان فتيل الأزمة، ففي جرجناز وسرمدا بريف إدلب سلم عدد من عناصر جند الأقصى أنفسهم لأحرار الشام دون مواجهات، كما أعلن ممثله في جيش الفتح انشقاقه عن الفصيل بينما وقعت مواجهات دامية في كفرسجنة بريف إدلب وقتل جند الأقصى 13 عنصرا من أحرار الشام معتقلين لديه معلنا أنهم قتلوا خلال مواجهات في البلدة وليسوا معتقلين. 

وفي اليوم الثاني من المواجهات تداول ناشطون صورة لجثة القائد العسكري لأحرار الشام في منطقة الغاب والساحل أبو منير الدبوس، وقالوا إنه قضى على يد جند الأقصى خلال كمين، دون أن ينفي الفصيل ذلك.

‪المهاجر: جند الأقصى اغتالوا ستين عنصرا بأحرار الشام‬ (الجزيرة)
‪المهاجر: جند الأقصى اغتالوا ستين عنصرا بأحرار الشام‬ (الجزيرة)

مواجهات دموية
ويقول الناطق العسكري باسم أحرار الشام أبو يوسف المهاجر للجزيرة نت إن الخلافات تعود إلى بداية الصراع مع تنظيم الدولة الذي حارب كل الفصائل على الأرض، وإن أحرار الشام كانت ممن دفعوا الضريبة الكبرى في هذه الحرب، في حين رفض جند الأقصى قتال تنظيم الدولة، وعندما طالب جيش الفتح الفصيل بمعاداة التنظيم رفض ذلك وانسحب من ذلك الجيش.

ومع تعاقب الأيام وقعت عدة عمليات اغتيال بحق عناصر وقادة بارزين في المعارضة المسلحة، ووجهت أصابع الاتهام حينها إلى جند الأقصى، وكانت حركة أحرار الشام من أكثر الفصائل تضررا من تلك العمليات حيث فقدت ستين عنصرا، بحسب المهاجر.

ويضيف "بثثنا فيديوهات تظهر اعترافات لأفراد تابعين لجند الأقصى نفذوا تلك العمليات بناء على ارتباطات أمنية مع تنظيم الدولة الإسلامية".

وسبق أن رد جند الأقصى على تلك الاتهامات قائلا إن حركة أحرار الشام اعتقلت عناصر تابعين له في سراقب وأريحا، مما أثر على سير المعارك التي يخوضها الفصيل في ريف حماة الشمالي ضد النظام.

وفي تطور غير متوقع، أعلن جند الأقصى مساء أمس الأحد "بيعته" لجبهة فتح الشام، على أن يتم حل المشاكل مع أحرار الشام أمام القضاء الشرعي.

ويقول الناطق باسم أحرار الشام للجزيرة نت إنهم سيواصلون خيار الحل العسكري مع جند الأقصى حتى استئصاله، وإنهم يقبلون بيعة الأفراد المنتمين للجند "فرادى" ولا يقبلون أن تكون بيعة الفصيل ككل لجبهة فتح الشام، مؤكدا أن فتح الشام توافق على ذلك. 

المصدر : الجزيرة