معارضة سوريا وصراع الساعات الحاسمة قبيل جنيف

صورة اجتماع سابق لديمستورا مع الهيئة السياسية للائتلاف السوري
اجتماع سابق لدي ميستورا مع الهيئة السياسية للائتلاف السوري (ناشطون)

فادي جابر-غازي عنتاب

ساعات حاسمة تفصل عن عملية تحديد توقيت مفاوضات جنيف بين النظام السوري والمعارضة السورية والتي تتوقع مصادر انعقادها يوم الـ 29 من الشهر الحالي.

وينتظر أن يقوم المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قريبا بتوجيه الدعوات للمشاركين في المفاوضات.

وفي ظل ضغوط دولية على المعارضة السورية لفرض أجندات تتعلق بمشاركة بعض الأسماء المحسوبة على روسيا حليفة النظام السوري، أعلنت المعارضة أسماء وفدها التفاوضي في العشرين من الشهر الحالي.

وقال رئيس الحكومة المؤقتة أحمد طعمة إن الإعلان عن أسماء الوفد "رسالة واضحة للجميع بأن المعارضة مصممة على أن من يحق له اختيار الوفد هو الهيئة العليا للمفاوضات وليس أي أحد آخر".

واختارت المعارضة كلا من العميد أسعد الزعبي رئيسا للوفد وجورج صبرا نائبا له ومحمد علوش كبيرا للمفاوضين.

ويُمثَّـل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية والفصائل العسكرية بخمسة أعضاء لكل منهما، بينما اختير ثلاثة ممثلين عن هيئة التنسيق إضافة لأربعة مستقلين.

وتحفظت هيئة التنسيق الوطني عبر مكتبها الإعلامي على القائمة، وطالبت بتعديلها كشرط لاستمرارها في تشكيلة الوفد، ورأت أنه من غير المناسب أن يكون رئيس الوفد وكبير مفاوضيه محسوبين على المعارضة المسلحة.

كيري أبلغ المعارضة السورية أن للمبعوث الأممي الحق في تشكيل الوفد المعارض بالمفاوضات (رويترز)
كيري أبلغ المعارضة السورية أن للمبعوث الأممي الحق في تشكيل الوفد المعارض بالمفاوضات (رويترز)

ووسط حراك سياسي متسارع، تعقد العديد من اللقاءات لفرض الرؤى تارة وأخرى لمحاولة فرض شروط معينة على المعارضة قبيل المفاوضات.

وذكرت مصادر للجزيرة أن وزير الخارجية الأميركي  جون كيري مارس ضغوطا على المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب خلال لقائهما الأخير في الرياض، وقالت المصادر إن كيري أبلغ حجاب بأن للمبعوث الأممي الحق في تشكيل الوفد المعارض إضافة لإمكانية دعوة مفاوضين أو مستشارين من خارج الوفد الذي أعلنه اجتماع الرياض.

وأكد كيري أن المفاوضات ستتمحور حول تشكيل حكومة وحدة وطنية وليس انتقالية، إضافة لإمكانية ترشح الرئيس بشار الأسد للانتخابات. وأما إجراءات حسن النية التي طلبتها المعارضة لبدء المفاوضات فستكون على طاولة النقاش مع النظام وليست شروطا مسبقة له.

وهناك أمور ربما تدفع وفد المعارضة إلى عدم المشاركة في المفاوضات، وفق توقع عضو الائتلاف ياسر الفرحان الذي أوضح للجزيرة نت أن المشاركة في المفاوضات ستعطي شرعية لاتفاق غير منصف يبقي الأسد في السلطة ولا يحقق أي حماية للمدنيين.

وأكدت مصادر من المعارضة أن وفدها لن يشارك في مفاوضات جنيف وفق الشروط الروسية أيا كانت الضغوط الممارسة عليها.

وتوقع جورج صبرا نائب رئيس الوفد المفاوض تأجيل المفاوضات، وقال للجزيرة نت إن "الروس يضعون العقبات كل يوم".

بدوره، اعتبر الكاتب الصحفي علي عيد أن المعارضة السورية ورغم كل الضغوط قلبت الطاولة على اللاعبين، وقال للجزيرة نت إن الغرب كان يقول إن المعارضة السورية ليست موجودة ومشتتة، وبينما كان الجميع منشغلا في ترتيب اتفاق إيران "شكلت المعارضة السورية أول جسم يمتلك الهيبة في لحظة غفلة لم تنتبه لها القوى العالمية المنتفعة والداعمة للنظام والتي أصبحت في ورطة".

وأكد عيد أن "الأمور تغيرت، والرهان يبقى على دعم المعارضة وفصائلها المسلحة وإمدادها، وهذا أمر تتقاطع فيه مصالح العرب جميعا".

المصدر : رويترز