ثورة مصر بين جيلين: أطفال الأمس أبطال الغد

الصورة لنجل "ابراهيم الدرواي" المحكوم عليه بالسجن في قضية التخابر مع حماس يتظاهر من أجل والده.
ثورة يناير شجعت الشباب وحتى الأطفال على المشاركة في المظاهرات والفعاليات (الجزيرة نت)

عبد الله حامد-القاهرة

في مثل هذا اليوم (25 من يناير/كانون الثاني) من عام 2011، قاد بضع عشرات من الشباب مختلفي الاتجاهات، المظاهرات لميدان "التحرير" بوسط العاصمة المصرية القاهرة، مفجرين ثورة فتحت الباب لسيادة الشعب وسعادتها، قبل أن تباغتها الثورة المضادة بهجمة مرتدة.

عن الذين أشعلوها، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د. حازم حسني للجزيرة نت "منهم من انسحب، ومنهم من لا يزال يقاوم، ومنهم من يمر بمرحلة مراجعة". أما القادم "فهناك بالتأكيد جدد دخلوا المشهد، وتكرار نفس السيناريو يبدو مستبعدا، لكن التاريخ ملئ بالمفاجآت".

وعلى الأرض تباينت المواقف أيضا، فجاء بيان حركة "شباب 6 أبريل" قبل ساعات من ذكرى الثورة داعياً لعدم التظاهر والاكتفاء بـ"الاتشاح بالسواد" تعبيراً عن رفض ما تشهده البلاد، مبررا ذلك بأن "ميدان التحرير رمز الثورة، صار في ذكراها تحت احتلال الآليات العسكرية".

في المقابل، جاء بيان حركة "شباب ضد الانقلاب" التي دعت للتظاهر في ذكرى الثورة، وأكد المتحدث باسمها ضياء الصاوي أن "الثورة المصرية تجدد دماءها دوما، وبغير ذلك ما كان لها أن تستمر، فالشباب -ولاسيما الطلاب- عصب الثورة" موضحاً للجزيرة نت أن "الذين كانوا وقت اندلاع الثورة في عمر 12 عاما، صاروا الآن شبابا في سن الـ17، وهو ما يعني دخول عناصر جديدة بأفكار ثورية متجددة ووعي أعلى بالثورة".

‪الصاوي: الثورة تجدد دماءها على الدوام‬ (الجزيرة)
‪الصاوي: الثورة تجدد دماءها على الدوام‬ (الجزيرة)

إحباط وتفاؤل
ويتفهم "شادي الغزالي" عضو ائتلاف شباب ثورة يناير المنحل موقف البعض حاليا، ويقول إن "كم الإحباط هائل ليس فقط بسبب الوضع الراهن ولكن أيضاً تجاه رفقاء الثورة وتحديداً جماعة "الإخوان".

ومضى في حديثه للجزيرة نت "قليلون لديهم رؤية لكيفية إنجاح الثورة، والآخرون محبطون، والأجيال الجديدة أكثر حماسا للمضي في طريق ثورة فتحت أعينهم على حلم وطن جميل ثم على كابوس نظام أشرس مما واجهناه" مؤكداً أن التجارب صقلتهم "وبالذات فيما يخص العمل مع رفقاء الثورة، ونتمنى أن نستكمل الثورة معا كجيلين من أبنائها".

ويحذر "الغزالي" من الذهاب للعنف فلا شيء يبرره مطلقا، موضحاً أن "انغلاق المجال السياسي عقبة كبرى، ولكن الثورة أثبتت أن التغيير الجماهيري ممكن".

وفي رأيه "جيلنا لم يتميز كثيرا عن أي جيل سابق أو تال" مؤكداً أن "الجيل الصاعد محظوظ بوجود ما يبني عليه مما انتهينا عنده من أدوات" وهو لذلك "متفائل بقدرتهم على إنتاج قادة جدد عبر الحراك".

أسامة إبراهيم:
دماء الثورة تجددت بالفعل بسقوط الشهيد تلو الشهيد، وجيلنا  يدرك بعمق أنه يمر بواحدة من أهم المراحل في تاريخ بلادنا وأمتنا والعالم

جيل جديد
الذين شهدوا يناير2011 صغارا كان لهم رأيهم. فيعتبر "أحمد سليمان" ذو الـ17 عاما في حديث للجزيرة نت أن "الثورة سرقها النظام الذي ثار الشعب عليه، لكنه عاد بأشرس مما كان" مؤكدا أن السبيل هو "توحد جميع التيارات خلف قيادة قوية ثورية".

ويصف "قاسم" (اسم مستعار ويبلغ 20 عاما) ثورة يناير بأنها "مجرد انتفاضة غيرت أفكاراً وحققت مطالب مؤقتاً ثم انتكست".

وتابع في حديثه للجزيرة نت أن "المطلوب تربية الشباب إيمانيا وسياسيا مع استمرار الحراك بضمان سلامتهم، فلابد للحق من قوة تحميه بضوابطها، فالزمن اختلف".

وبدوره، يرى "أسامة إبراهيم" (20 عاما) أن "دماء الثورة تجددت بالفعل بسقوط الشهيد تلو الشهيد" مضيفا للجزيرة نت "جيلنا يدرك بعمق أنه يمر بواحدة من أهم المراحل في تاريخ بلادنا وأمتنا والعالم، لذا يجب أن يكون على قدر الحدث".

المصدر : الجزيرة