"سوريا الديمقراطية": 50 عسكريا أميركيا بشمال سوريا

A general view shows part of the Tishrin dam, after a U.S.-backed alliance of Syrian Kurds and Arab rebel groups, supported by U.S. coalition planes, captured it on Saturday from Islamic State militants, south of Kobani, Syria December 27, 2015. REUTERS/Rodi Said
قوات سوريا الديمقراطية سيطرت على سد تشرين في ديسمبر/كانون الأول الماضي (رويترز)

رأفت الرفاعي-الحسكة

نفى المتحدث الرسمي باسم قوات "سوريا الديمقراطية" العقيد طلال سلو -في حديث مع الجزيرة نت- وجود قوات أميركية برية في أي مكان من مناطق سيطرتها، وتحديدا في سد تشرين، مؤكدا أن الوجود الأميركي على الأرض يقتصر على نحو خمسين خبيرا واستشاريا عسكريا في إطار التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، موضحا أنه لا نية لدى الولايات المتحدة لنشر قوات برية بالنظر إلى عدم الحاجة لها في الوقت الحالي. 

 
وكانت قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل قوات الحماية الشعبية الكردية عمودها الفقري سيطرت على سد تشرين في 26 ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، وقد تزامن ذلك مع توقف تصريف المياه من السد، مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه التي غمرت مساحات كبيرة نسبيا في المنطقة.

تحذير
وحذرت جهات عدة من أن استمرار توقف تصريف المياه بسبب عطل في عمل بوابات السد، مع ارتفاع في التدفق المائي القادم من تركيا سيؤديان إلى انهيار سدة الحماية في السد، وحدوث مشكلة مائية قد تتسبب بانهيار سد الفرات في ريف الرقة– أكبر السدود في سوريا- وبالتالي غرق مناطق واسعة في سوريا والعراق.

‪طلال سلو يؤكد أن سد تشرين في أمان‬ )
‪طلال سلو يؤكد أن سد تشرين في أمان‬ )

وفي هذا الإطار، أكد العقيد طلال أن مرحلة الخطر تم تجاوزها حيث سيدخل السد في الخدمة قريبا، مضيفا أن إدارة السد أسندت إلى هيئة الطاقة في ما تعرف بالإدارة الذاتية في مدينة عين العرب (كوباني).

وأشار إلى أن فريقا من الخبراء مؤلفا من فنيين كانوا يعملون سابقا في السد إضافة إلى فنيين يتبعون للإدارة الذاتية الكردية يعملون على إصلاح العطل في غرفة التحكم الرئيسية بهدف عودة السد للعمل وتوليد الطاقة ودخول الخدمة في موعد أقصاه شهر من الآن، كما نفى العقيد طلال الأنباء التي تحدثت عن تفجير السد، مؤكدا أنه الآن "بأمان".

ويحظى سد تشرين بأهمية إستراتيجية كبيرة، فإلى جانب كونه أحد أبرز مصادر الطاقة في الشمال يعتبر نقطة انطلاق لعمليات "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من التحالف الدولي والمتوقع أن تستهدف مواقع تنظيم الدولة غربي نهر الفرات في ريف حلب.

كما أن خسارة تنظيم الدولة سيطرته على سد تشرين تعني أيضا حرمانه من أبرز طرق الاتصال بين مواقعه في مدينة جرابلس ومدينة الرقة أبرز مواقع التنظيم في سوريا.

مخاوف تركية
وتعني السيطرة على سد تشرين أن مقاتلي قوات الحماية الكردية قد عبروا ولأول مرة وتحت لواء "قوات سوريا الديمقراطية" نهر الفرات إلى الغرب، وبالتالي تمدد المقاتلين الكرد في عمق الأراضي التي تشكل المنطقة الآمنة التي تدعو تركيا لإقامتها.

هذا الأمر دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى التحذير من "تجاوز مقاتلي حزب الاتحاد الديمقراطي الجهة الغربية من نهر الفرات"، في إشارة إلى قوات الحماية الكردية، معتبرا أن عبور المقاتلين الأكراد سيؤدي إلى إقامة دولة كردية في الشمال السوري، وهو ما يشكل خطرا على الدولة التركية.

وفي هذا السياق، أكد مستشار رئاسة حزب الاتحاد الديمقراطي سيهانوك ديبو في تصريح للجزيرة أن الموقف التركي في هذا الشأن لا يخدم الحل السياسي في سوريا بل يعاديه.

وأوضح أن التمدد الكردي في المناطق الممتدة بين عين العرب ومنطقة عفرين سيؤدي إلى إضعاف تنظيم الدولة وجبهة النصرة وبالتالي اقتراب الحل السياسي في سوريا، بحسب تعبيره.

ويشهد ريف حلب مواجهات متجددة بين مجموعات تنتمي لقوات سوريا الديمقراطية وفصائل من المعارضة المسلحة التي تتهم مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية بمحاولة التمدد في ريف حلب الشمالي انطلاقا من منطقة عفرين بحجة أنها تقاتل تنظيمات "إرهابية".

المصدر : الجزيرة