أوكرانيا.. أطماع روسية وحسابات غربية

مظاهرات في شوارع أوكرانيا
الأوكرانيون يخشون تراجع الغرب عن دعمهم في مواجهة روسيا (الجزيرة)

صفوان جولاق-كييف

كلما اقترب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الرئيس الأميركي باراك أوباما ترقب الأوكرانيون تغيرا سياسيا في شرق البلاد الواقع تحت سيطرة الانفصاليين.

وهذا ما عبر عنه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو صراحة حين قال إنه "يأمل أن يقود لقاء الرئيس الأميركي مع نظيره الروسي إلى إنجاز اتفاق يهدف إلى وقف الحرب في شرق البلاد".

آمال الأوكرانيين في حل سياسي ينهي الحرب في بلادهم باتت معلقة في الهواء بعد التقارب الجديد بين موسكو وواشنطن، خاصة بعد التدخل العسكري الروسي العلني في سوريا، الذي أنهى حالة من التوتر بين البلدين وصلت إلى فرض عقوبات على روسيا بعد سيطرتها على شبه جزيرة القرم.

وقد دفعت حالة التقارب بين الجانبين عددا من السياسيين الأوكرانيين للتأكيد على أن بلادهم باتت مجرد ورقة مساومة بين روسيا والولايات المتحدة، وأن مصيرها مرتبط باتفاق الدول العظمى على مناطق النفوذ حول العالم.

أرييف رفض فكرة تحول بلاده إلى مجرد ورقة المساومة بين القوى الكبرى (الجزيرة)
أرييف رفض فكرة تحول بلاده إلى مجرد ورقة المساومة بين القوى الكبرى (الجزيرة)

صراع نفوذ
فلاديمير أرييف النائب البرلماني عن كتلة الرئيس بوروشينكو رفض فكرة تحول بلاده إلى مجرد ورقة المساومة بين القوى الكبرى، وشددا على أن الأزمة الأوكرانية بدأت بعدوان روسيا على أوكرانيا.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أن الأطراف الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، جاءت لاحقا بثقلها للضغط على روسيا، لتخوفها من خطر عدوان روسي على كل أوروبا بما يهدد السلم في العالم، على حد قوله.

من جانبها أشارت الخبيرة في معهد الدراسات السياسية المستقل يوليا تيشينكو إلى أن حدة التوتر خفت في شرق أوكرانيا بعد أن أعلنت موسكو عن تدخلها في سوريا، معتبرة أن ما يحدث هناك تهدئة لم تسبقها مقدمات.

وأضافت للجزيرة نت "ننتظر أن تصل موسكو وواشنطن إلى اتفاق أو لا اتفاق في سوريا، وحينها ستستقر الأوضاع في أوكرانيا أو ستزداد تعقيدا بعد ذلك".

وتابعت أن روسيا خسرت أوكرانيا، فاحتلت جزءا من أراضيها، ودخلت سوريا بعد ضعف حلفائها هناك، لتبقيها ضمن نقاط نفوذها حول العالم، لكن هذا لا يعجب الغرب وأميركا، الذين تقدموا في أوكرانيا وسوريا أيضا، ولهذا أصبحت هذه الدول محل تفاوض ومساومة.

تيشينكو: اتفاق موسكو وواشنطن سيسهم في استقرار أوضاع أوكرانيا أو تعقيدها (الجزيرة)
تيشينكو: اتفاق موسكو وواشنطن سيسهم في استقرار أوضاع أوكرانيا أو تعقيدها (الجزيرة)

التأثير الخارجي
من جانبه أكد سيرهي تاران المحلل السياسي وأحد نشطاء الثورة الذين أسقطوا النظام الموالي لروسيا، أن العوامل الخارجية هي الأكثر تأثيرا في الأزمة الأوكرانية، "فلولاها لما رأينا انفصاليين في القرم وشرق البلاد، ولما استطعنا مواجهة روسيا عسكريا واقتصاديا"، في إشارة إلى دعم موسكو للانفصاليين، ودعم الغرب لكييف.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أنه "إذا كانت أوكرانيا ورقة مساومة وضغط، فأنا على قناعة بأن روسيا لن تتنازل عنها وهي على حدودها، ولا أستبعد أن يتنازل الغرب، لأنه لم يكن حازما بالقدر الذي يوقف نوايا بوتين فيها".

وقال تاران إن أميركا قد تتراجع عن دعم أوكرانيا إذا ما وصلت إلى اتفاق مع موسكو يوما ما، لكن الأكيد أن شعب أوكرانيا يعي جيدا اليوم أن روسيا عدو قتلت آلاف الأوكرانيين، وأنه من المستحيل أن يرتبط المستقبل بالولاء لها أو حتى الاحترام.

المصدر : الجزيرة