حضرموت والمهرة بوابة عبور اليمنيين للعالم

بوابة منفذ صرفيت بالمهرة من الجانب اليمني -27 سبتمبر الجاري
الجانب اليمني من معبر صرفيت بمحافظة المهرة عند الحدود مع عُمان (الجزيرة)

راضي صبيح-حضرموت

باتت محافظتا حضرموت والمهرة شرقي اليمن بوابة العبور لليمنيين إلى دول العالم، بعد توقف حركة الطيران المدني منذ بدء حملة "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية في 26 مارس/آذار الماضي لمواجهة انقلاب الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على السلطة.

وأجبر آلاف اليمنيين لأسباب مختلفة على مغادرة البلاد أو العودة إليها عبر محافظتي حضرموت والمهرة، اللتين لا تزالان حتى اللحظة بعيدتين عن الصراع بين المقاومة الشعبية وقوات التحالف من جهة والحوثيين وصالح من جهة أخرى.

ويعاني المسافرون عبر منفذي الوديعة بحضرموت وصرفيت بالمهرة من صعوبة الحصول على رخصة العبور إلى السعودية وعُمان، نتيجة أجواء الصراع والمحاذير الأمنية لدى الرياض ومسقط.

وقال محمد القحوم، وهو شاب يمني عزم على السفر إلى الأردن عبر الطيران للدراسة، إن المطارات توقفت بسبب الحرب، وأضاف أن رحلته البرية من حضرموت إلى عُمان استغرقت 16 ساعة، واصفا إجراءات دخول السلطنة وترتيبات الإقامة فيها "بالمتعبة والشاقة".

وتمنى القحوم في حديثه مع الجزيرة نت أن تراعي السلطات العمانية ظروفهم، راجيا أن تحسم المعركة في أقصر وقت ممكن.

أما الطالب إياد القبلاني فقال إنه اضطر لمغادرة البلاد عبر منفذ صرفيت إلى عُمان بغية السفر منها إلى ماليزيا لاستكمال الدراسة، متحدثا عن رحلة سفر برية شاقة من تعز إلى صنعاء ثم إلى مأرب وحضرموت والمهرة، حيث فشل في الدخول إلى السعودية من منفذ الوديعة بسبب بدء موسم الحج، فحصل على رخصة للعبور عبر منفذ صرفيت مع عمان بقيمة 220 دولارا.

وعبر منفذ الوديعة مرّ آلاف اليمنيين، وفي مقدمتهم الحجاج والنازحون، وروى الناشط الحقوقي سليم منصور للجزيرة نت قصة اضطراره للسفر إلى السعودية بعد تعرضه لتهديدات من قبل الحوثيين، وأضاف "غادرت صنعاء باتجاه مأرب، وكانت المخاطر تحدق بي عندما مررت بالعديد من نقاط الحوثيين". 

‪عوض: بعض المسافرين ينتظرون 48 ساعة أو أكثر لاستكمال إجراءات العبور‬ (الجزيرة)
‪عوض: بعض المسافرين ينتظرون 48 ساعة أو أكثر لاستكمال إجراءات العبور‬ (الجزيرة)

وضع استثنائي
وقال مدير جمرك معبر صرفيت ثابت عوض للجزيرة نت إن المنفذ شهد حركة غير عادية وازدحاما كبيرا نتيجة إغلاق أغلب المنافذ البرية وتوقف حركة الطيران، فما يستقبله اليوم من المسافرين الخارجين والداخلين في شهر يعادل حركة سنة كاملة في الماضي.

وأشار إلى أن الوضع الاستثنائي للبلاد دفع الكثير من اليمنيين والأجانب لمغادرة البلاد، وعزا اختيارهم لهذا المعبر إلى توفر الأمان وقرب المسافة.

وتحدث عوض عن وجود عوائق وإشكاليات تتمثل في وصول الحافلات الكبيرة التي تقل أعدادا كبيرة من المسافرين، حيث تتطلب إجراءات العبور وقتا طويلا بسبب الوضع الأمني.

وأضاف أن بعض المسافرين ينتظرون 48 ساعة أو أكثر لاستكمال إجراءات العبور والحصول على رخصة العبور، مما يشكل ضغطا في المنفذ لانعدام الخدمات، مشيدا في الوقت نفسه بتعاون الجانب العماني بتسهيل حركة المسافرين اليمنيين.

المصدر : الجزيرة