حلبيّون يبيعون ممتلكاتهم للهجرة إلى أوروبا‎

مدني ينقل أثاث منزله بيع جزء منه لإحدى محال بيع وشراء الأثاث المستعمل 28-8-2015
أحد سكان حلب ينقل أثاث منزله ليبيعه في محلات الأثاث المستعمل (الجزيرة)

نزار محمد-حلب

يتزايد عدد الراغبين بالهجرة من حلب بسبب معاناتهم المستمرة من فقدان سبل الحياة والخطر المفروض عليهم من قصف طيران النظام بـ البراميل المتفجرة والصواريخ الموجّهة، حتى باتت الهجرة إلى أوروبا هي حديث المجالس في حلب.

ويتركّز الحوار بين الأهالي حول سبل تأمين المال الكافي للانطلاق في رحلة الهجرة، حيث يبيع بعضهم أثاث منازلهم، ويبيع آخرون منازلهم ذاتها، في حين يقترض البعض ما يكفي بالكاد مصاريف الهجرة.

الاستعداد للهجرة
ويستعدّ لؤي جمّال (22 عاما) وهو نائب مدير مدرسة محدثة منذ سنتين بحلب، للهجرة إلى ألمانيا، ويقول للجزيرة نت إن سوريا لم تعد صالحة للعيش، فالأمور تعقّدت جداً وساحة الحرب امتدت بين أطراف المعارضة والنظام وتنظيم الدولة الإسلامية، مستبعدا أن تعود الأمور لطبيعتها عمّا قريب.

ويضيف أنه لا يحب السفر والغربة لكنه مضطر كي يتابع دراسته بالطب، ويقول إن عائلته انتقلت إلى تركيا قبل عام ليبقى وحيدا بحلب، وإنه لم يعد يطيق الحياة تحت القصف، مما اضطره لاتخاذ قرار الهجرة وبيع أثاث منزله.

وفي حلب أيضا، يقول أحد الأهالي ويدعى أبو صلاح رسلان إنه باع معظم أغراض عائلته تمهيدا للسفر، ويضيف أنه شهد أكثر من مرّة سقوط براميل متفجّرة قرب منزله بحي الميسر، وأن أطفاله باتوا يعانون من أمراض نفسية.

ويقول إنه سيبيع ما تملكه زوجته من ذهب ليجمع ما يكفي من المال للهجرة إلى أوروبا، مشيرا إلى أنه حاول العمل في تركيا غير أنه لم يجد ما يناسبه، وأنه مازال عاطلا عن العمل منذ ثلاث سنوات.

‪الخطيب: النظام يسعى لإفراغ المناطق الخارجة عن سيطرته لتسهل مهاجمتها‬ (الجزيرة)
‪الخطيب: النظام يسعى لإفراغ المناطق الخارجة عن سيطرته لتسهل مهاجمتها‬ (الجزيرة)

الرأي الآخر
ومع استمرار الجدل بين أهالي حلب عن الهجرة وتناقل أخبار من سبقهم إلى هناك، يقول الصحفي يمان الخطيب إنه يرفض فكرة الهجرة إلى أيّ بلد كان "فالنظام يسعى إلى إفراغ المناطق الخارجة عن سيطرته لتسهل عليه مهاجمتها".

ويعتبر الخطيب أن من يخرج من وطنه عند الشدّة فإنه لا يستحق العودة إليه عند الرخاء، مع الأخذ بعين الاعتبار ظروف كل فرد على حدة، مضيفا "وأنا من جهتي باقٍ في منزلي ومستمر في ثورتي التي خرجت بها".

أما عائلة أحمد خطّاب المكوّنة من سبعة أفراد فما زالت تقطن حي بستان القصر رغم شدّة المعارك، وتقول أم عبدو خطّاب للجزيرة نت "أفضّل الموت تحت القصف على أن أغرق في البحر أو أذلّ في تركيا أو أي بلد مجاور، تعرّض ولدي الكبير لإصابة في كتفه وكانت حالتنا مزرية، ولم ولن نخرج من حلب".

وتضيف أن ابنها يعمل في بيع الخضار مع جاره، وأن حالتهم المادية سيئة غير أنها أفضل من الهجرة، وفق رأيها.

المصدر : الجزيرة