شبكات تهريب اللاجئين وحرب الإشاعات

المشتشارة أنجيلا ميركيل تعهدت بإيواء 200 ألف لاجئ يعيشون بمخيمات مؤقتة في بيوت ثابتة حتي نهاية أكتوبر تشرين أول القادم.الجزيرة نت
ألمانيا ترى أن معالجة ظاهرة تهريب اللاجئين تحتاج إلى جهد دولي (الجزيرة نت)

دارا عبدالله-برلين

تنتشر الكثير من الإشاعات في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام حول القوانين والإجراءات التي تصدر عن الاتحاد الأوروبي بشأن قضية اللاجئين، في حين يعتقد البعض أن شبكات المهربين تقف وراء الترويج لهذه الإشاعات لتحقيق أهدافها.

فقد أكدت نشرة حديثة صادرة عن المركز الألماني للإعلام، وهي نشرة رسمية تابعة للحكومة الألمانية، أن هناك اختلاقا بشأن "الوعود" التي تتم فبركتها في الإعلام وفي أوساط اللاجئين، كاستعداد برلين لاستقبال مليون لاجئ، أو شائعة إرسال سفن ألمانية بقرار من المستشارة أنجيلا ميركل عبر المتوسط إلى السواحل التركية من أجل القيام بعمليات "لم الشمل".

الاستثمار في الصراعات
وفي هذا الصدد قال الموظف في قسم خاص باستقبال اللاجئين ومنح الصفة القانونية الرسمية لهم بالعاصمة برلين "أعتقد أن المهربين هم مصدر هذه الشائعات، حيث إن هناك شبكات ضخمة مرتبطة بشكل خفي مع أنظمة سياسية معينة، تستثمر في الصراعات السياسية والأهلية، وتتقاطع أجندتها الخاصة مع مصالح هؤلاء المهربين".

ولفت شتيفان فيله في حديث للجزيرة نت إلى أن هذه الشائعات تنتشر بسرعة فائقة في الإعلام.

واعتقلت الشرطة الألمانية نحو ١٨٠٠ مهرب في السنة الماضية، حسبما صرح بذلك المتحدث باسم الشرطة الاتحادية الألمانية ماتياس نوت، الذي قال في لقاء متلفز مباشر عند نقطة عبور "ريشنهول" الحدودية بين ألمانيا والنمسا "لقد قمنا باعتقال العديد من المتهمين بتهريب الأشخاص إلى ألمانيا".

جاء ذلك في وقت دعا فيه العديد من المسؤولين الألمان إلى محاربة شبكات التهريب مباشرة.

فقد قال الرئيس الألماني يواخيم غاوك إن "ظاهرة تهريب البشر بين القارات يجب أن يوضع لها حد"، في حين أكد وزير الاقتصاد الألماني زيغمار غابرييل أن هذه الظاهرة دولية لذلك فهي بحاجة إلى جهد دولي أيضا.

‪‬ مدينة إزمير التركية تعد المكان الأساسي لعبور اللاجئين نحو أوروبا(الجزيرة)
‪‬ مدينة إزمير التركية تعد المكان الأساسي لعبور اللاجئين نحو أوروبا(الجزيرة)

دول فاشلة
وتبقى شبكات التهريب لغزا محيرا وشائكا لدول وحكومات الاتحاد الأوروبي التي عجزت عن إيجاد حل جذري لها.

وفي هذا الصدد استطاعت الجزيرة نت أن تصل إلى أحد المهربين الأساسيين في مدينة إزمير التركية، المكان الأساسي للعبور إلى أوروبا.

يقول المهرّب الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه "هناك أسباب متعددة تجعل من مسألة إلقاء القبض على شبكات تهريب البشر باتجاه أوروبا أمرا في غاية الصعوبة، منها أن عمليات التهريب تتم برضى وتنسيق مع بعض الأجهزة الاستخباراتية لبعض الدول، كما تعتمد على الفساد الإداري والأمني والسياسي الموجود خصوصا في دول أوروبا الشرقية".

ويضيف "كل شبكات التهريب الفعلية تقع خارج منظومة الاتحاد الأوروبي وتعمل في المناطق التي تشهد نزاعات سياسية وأهلية، وتعاني من انهيار اقتصادي واجتماعي، وفشل كامل للدولة، وسيطرة سلطات الأمر الواقع المليشياوية"، مؤكدا أنه "متى ما رأيت دولة فاشلة، فستجد شبكات تهريب ناجحة".

ويؤكد المتحدث نفسه أن "هناك سببا آخر مهما، هو أن شبكات التهريب تعتمد على دوائر الثقة والمعرفة، وهو ما يعني أن عملها يقتصر على النطاق الشفوي السري، مما يجعل من الصعوبة البالغة تكوين صورة دقيقة عن عمق وتفرع هذه الشبكات".

ويضيف أن "هنالك تقنيات دقيقة أخرى نتبعها في التهريب، وهي تقنية نظام السلسلة وتقنية المعلومة المحدودة، وهذا أسلوب كانت تستخدمه المخابرات الروسية سابقا".

ويوضح أن "كل شخص في الشبكة لا يعرف سوى المعلومة الضرورية المختصرة التي تهمه، وشخصا واحدا فقط هو الذي يتعامل معه، وبالتالي في حال اعتقال أي شخص، يتم إخفاء الشخص المسؤول عنه".

المصدر : الجزيرة