ديانة أوباما تضع شعبية ترامب على المحك

تغريدات حول ترامب والتعليق على ان اوباما مسلم
عينات من التغريدات التي علقت على صمت المرشح دونالد ترامب بشأن مزاعم مفادها أن باراك أوباما مسلم

مي ملكاوي-نيويورك

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الأميركي على خلفية صمت المرشح الجمهوري الرئاسي دونالد ترامب تجاه تعليق أحد الحضور حول ديانة الرئيس الأميركي باراك أوباما وعن المسلمين في الولايات المتحدة.

وواجه الملياردير المثير للجدل ترامب في لقائه بأنصاره في ولاية نيوهامشاير انتقادات واسعة وسخرية لاذعة حول صمته على تعليق أحد الحضور الذي قال "إن لدينا مشكلة في أميركا هي المسلمون، وتعلم أن رئيسنا الحالي واحد منهم، إنه ليس أميركياً حتى".

وقد بدت ردة فعل ترامب على ذلك الكلام بهز رأسه دون تصحيح أو تعليق، حيث أكمل السائل حديثه قائلا "ولكن على كل حال، نحن لدينا معسكرات لتدريبهم كي يقتلونا، وهذا سؤالي: متى سنتخلص منهم؟".

ورد ترامب قائلاً "إننا سننظر في الكثير من الأمور وأنتم تعلمون أن الكثير من الناس يقولون ذلك، والكثير من الناس يقولون إن الأمور السيئة تحدث هنا".

وأدانت المرشحة عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي موقف ترامب، قائلة إنها لم تصدق ما سمعت وإنه "كان على ترامب تصحيح ذلك النوع من الخطاب منذ البداية، وذلك المستوى من الكراهية"، في حين وصف مرشح آخر عن الحزب الديمقراطي هو بيرني ساندرز تعامل ترامب مع سؤال الناخب بأنه "مخزٍ".

أما المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست فقال إنه من المؤسف أن ترامب لم يكن قادرا على استدعاء نفس النوع من الوطنية التي أظهرها السيناتور الجمهوري جون ماكين عام 2008، عندما أخذ الميكروفون بعيدا عن امرأة قالت إنها لا تثق بأوباما لأنه عربي، مشيرا إلى أن ترامب يعمد إلى هذه الإستراتيجية من أجل كسب مزيد من التأييد.

وفي الوقت نفسه وصف أول عضو مسلم بمجلس النواب الأميركي كيث إليسون في مقابلة تلفزيونية ما قاله ترامب بأنه "صادم"، وأن المرشح "لا يصلح أن يكون قائداً لهذه البلاد إذا أظهر عدم امتلاكه أي شجاعة أخلاقية".
 

دونالد ترامب بدأ سعيه إلى البيت الأبيض بتصريحات مثيرة جلبت إليه اهتمام الرأي العام لكن شعبيته بدأت في التراجع لاحقا(رويترز)
دونالد ترامب بدأ سعيه إلى البيت الأبيض بتصريحات مثيرة جلبت إليه اهتمام الرأي العام لكن شعبيته بدأت في التراجع لاحقا(رويترز)

تغريدات ضد ترامب
واشتعل موقع التواصل تويتر بالتعليقات على ما جرى، حيث انقسمت التغريدات بين من يهاجم موقف ترامب ومن لم ير مشكلة كبيرة في كيفية تعامله مع السائل.

يقول أحدهم على تويتر "إن كنت تؤيد الموقف العنصري لترامب فإن عليك مراجعة ضميرك أولاً".
وقال آخر "أعتقد أن دونالد ترامب أسوأ مثال أميركي.. من المؤسف أن رصيده في الانتخابات مرتفع"، بينما علق آخر مستغرباً "إذن أنتم ترون أن الجزء المُهين كان التعليق على أن أوباما مسلم؟ ماذا عن الملايين السبعة من المسلمين الذين يود التخلص منهم؟".

وجاءت تغريدات أخرى مدافعة عن موقف ترامب قائلة بأن ليس عليه الرد على تعليق السائل، بينما غرد السيناتور ليندسي عن ولاية كارولينا الجنوبية قائلا "ليس هناك طريقة صحيحة وأخرى خاطئة للتعامل مع هذه الحالات يا دونالد".

شعبية ترامب
يمثل ذلك الموقف حلقة ضمن سلسلة من مواقف مثيرة لترامب أثناء مناظراته الإعلامية، فقد سبق أن وصف وجه المرشحة عن حزبه الجمهوري كارلي فلورينا بأنه "غير صالح للرئاسة"، مما دفعها للرد عليه في المناظرة الثانية وبقوة قائلة "إن النساء في كل هذه البلاد سمعن بالضبط ما قلته".

تومسون ورد:
ترامب يتحدث في مناظراته بصيغة عامة أكثر.. ولم يستطع أن يسمي الكثير من الشخصيات البارزة في الشرق الأوسط

وقد بدأت شعبية ترامب تتأرجع حيث بدا في المناظرة الثانية يوم الأربعاء الماضي أقل قوة ورباطة جأش -وفق محللين- عما بدا عليه في المناظرة الأولى. وبدا واضحا قلة درايته في السياسة الخارجية، ورأى عميد كلية الدراسات الدولية تومسون ورد أن "ترامب يتحدث في مناظراته بصيغة عامة أكثر… ولم يستطع أن يسمي الكثير من الشخصيات البارزة في الشرق الأوسط".

وحسب ورد، فقد كان ترامب قوياً في المناظرة الأولى وأرهق المرشحين الآخرين بقوة شخصيته وتفرد أسلوبه، لكنه لم يكن كذلك في المناظرة الثانية الأخيرة التي ظهر فيها المرشحون الآخرون أكثر وضوحاً وأكثر تنظيماً.

ويعتقد بيل غالستون الخبير في السياسات المحلية والانتخابات والمستشار السابق للرئيس كلينتون إن ترامب بدا أقل سيطرة هذه المرة، حيث اكتشف الجمهور أنه يمكن مهاجمته بسهولة.

ترامب كان متناقضا وفق رأي الباحث الصحفي العراقي الأصل محمد الأزدي، لأنه "كان كلما تحدث عن الشرق الأوسط وتنظيم الدولة تحدث عن مزيد من استخدام القوة، لكنه في نفس الوقت تباهى أنه لم يساند غزو العراق"، مما اعتبره تناقضاً في الرأي.

المصدر : الجزيرة