مسؤول أممي: برلين تحتضن اللاجئين ولندن تدعمهم

فرانك لاسكو مدير مركز معلومات الهجرة التابع لمنظمة الهجرة الدولية خلال افتتاح المركز ببرلين
لاسكو يلقي كلمة خلال افتتاح مركز معلومات الهجرة في برلين (الجزيرة نت)

حاوره/ خالد شمت-برلين 

امتدح مسؤول في منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة سياسة اللجوء الألمانية. وقال إن بريطانيا لم تستقبل سوى عدد قليل من اللاجئين السوريين، لكنها تدعم الدول التي تستقبلهم في محيط بلدهم، في إشارة إلى تركيا والأردن ولبنان.

وتوقع فرانك لاسكو مدير مركز تحليل بيانات الهجرة التابع لمنظمة الهجرة الدولية -بعد افتتاحه في برلين- استمرار موجات اللجوء الحالية إلى أوروبا. وقال أيضا إن الاتحاد الأوروبي لم يطور خطة منسقة للتعامل مع موجات اللجوء إلى دوله.


تاليا نص الحوار:

undefined ما مجالات عمل المركز الجديد؟

– خططنا أولا لإصدار عدة دراسات في مجال الهجرة في الشهور الستة القادمة، أولها حول أحدث ظواهر الهجرة العالمية، والثانية تحلل طبيعة وصورة الهجرة في الرأي العام العالمي، وسنعلن في الأيام القادمة نتائج استطلاع موسع للرأي أجريناه بالتعاون مع معهد غالوب، ويعتبر الأول من نوعه حول صورة المهاجرين لدى الرأي العام العالمي، ومن أهم نتائجه اعتبار شرائح مجتمعية واسعة في أوروبا -خاصة في الدول التي تجاهر بمعارضتها للهجرة- أن المهاجرين ذوو فائدة بالغة لمجتمعاتهم وينجزون أعمالا لا يستطيع سواهم إنجازها، ولا يأخذون فرص عمل غيرهم من السكان الأصليين.
 undefined هل يعني اعتبار أن المهاجرين عليهم أداء الأعمال التي يرفضها مواطنو البلاد الأصليين، تطورا إيجابيا لدى الرأي العام الأوروبي؟

– منظمة الهجرة العالمية تدافع عن حق المهاجرين بفرص عمل أفضل وحقوق مهنية ومنحهم إمكانيات أكثر لإبراز قدراتهم، وللأسف فكثير من طالبي اللجوء القادمين إلى أوروبا لا يسمح لهم بحق العمل لفترة طويلة، أو لا يتم الاعتراف بمؤهلاتهم. فلا يستطيع الأطباء أو الممرضون منهم ممارسة مهنتهم التي تعلموها في بلدانهم، ولذلك فإن هذه الجزئية التي كشفت عنها الدراسة سلبية لأنها تعني أن المهاجرين يتوجب عليهم غالبا أداء أصعب الأعمال وأقلها أجرا، وهذه النتيجة تعني في المقابل أن هناك حاجة في أوروبا لمن يقوم بهذه الأعمال.
undefined هل تتوقعون استمرار تدفق موجات اللاجئين الحالية إلى أوروبا؟

– أعداد القادمين ستستمر بالتزايد، ويتوجه معظمهم إلى ألمانيا، ليس لأسباب سياسية فقط وإنما أيضا لدوافع اقتصادية، وهذا سيصعب عملية توزيع اللاجئين في أوروبا لأن معظمهم يقصد ألمانيا أو السويد، إضافة لهذا فكثيرون جدا من الإيطاليين والإسبان واليونانيين يأتون لبرلين للعمل لأنه لا توجد أماكن أخرى للعمل في أوروبا مثل ألمانيا التي ستبقى جاذبة للمهاجرين لأسباب اقتصادية، وهذا النموذج لن يتغير.
undefined هل كان لدى أوروبا خطة منظمة لمواجهة الموجات المتزايدة من طالبي اللجوء؟

– على العكس، فما ظهر إلى الآن هو أن الاتحاد الأوروبي لم يكن قادرا على تطوير خطة منسقة للتعامل مع هذه الموجات الكبيرة، وفوضى الأيام والأسابيع الأخيرة رسخت الانطباع بعدم التعامل مع  المهاجرين بتفاهم وتنسيق، لكن صورة الطفل السوري الغريق أيلان أحدثت تحولا في الرأي العام الأوروبي، ودفعت الشارع في البلدان المعارضة للاجئين لمساءلة حكوماتها عما فعلته.
undefined يمثل المسلمون أكثرية اللاجئين الوافدين على أوروبا، وهو ما يثير مخاوف قطاعات أوروبية بتغيير هذا الواقع الجديد للطبيعة الثقافية لمجتمعاتهم المسيحية. كيف تنظرون لهذا؟

– إضافة إلى المجر والتشيك وسلوفاكيا، هناك دول أوروبية شرقية أخرى تفضل اللاجئين المسيحيين حتى لو تعلن هذا صراحة. وخلال الحرب في البوسنة قمت عام 1994 كمسؤول في مفوضية الأمم المتحدة للاجئين بزيارة أكبر مخيم للاجئين البوسنيين المسلمين في قرية بالمجر مجاورة للحدود مع كرواتيا، وهناك علمت أن عمدة المنطقة ألزم هؤلاء البوسنيين بالبقاء في مخيمهم ورفض نقلهم لمنطقته تخوفا من تغييرهم لطبيعتها السكانية والثقافية. وهذه المشكلة قديمة وتعكس مخاوف غير منطقية في دول أوروبية كثيرة تجاه المسلمين، وبريطانيا وفرنسا شعبان كبيران يضمان مجموعات عرقية عديدة قدمت نموذجا ناجحا للتعايش، والولايات المتحدة التي تضم نسبة مهاجرين تبلغ 18% تعد الأعلى عالميا، قدمت عبر هذا التعايش نموذجا اقتصاديا يوصف بالأنجح عالميا.
undefined هل ستشجع موجات اللاجئين المتدفقين على أوروبا، البريطانيين للتصويت للخروج من الاتحاد الأوروبي؟
– ليس لبريطانيا مخاوف من الموجات المستمرة للاجئين، لأنها لم تستقبل سوى عدد بسيط من اللاجئين السوريين هذا العام والعام الماضي، وسياستها تركز على الاستثمار بدعم اللاجئين السوريين في دول جوارهم كتركيا والأردن ولبنان، ومخاوف بريطانيا تدور حول المهاجرين القادمين من شرق أوروبا لمنافستهم في سوق عملها، وعامة البريطانيين منفتحين على اللاجئين ومساعدتهم بعكس المهاجرين الذين قدم الإعلام البريطاني لهم صورة مثيرة للمخاوف، وتناقض الصورة الإيجابية التي قدمها لهم الإعلام الألماني وكان لها تأثيرها على الألمان.

المصدر : الجزيرة