جدل بريطاني بشأن المشاركة بالتحالف الدولي

صورة لمبنى وزارة الدفاع
وزارة الدفاع البريطانية تحدثت عن خسارة تنظيم الدولة نحو 25% من الأراضي التي كان يسيطر عليها بالعراق (الجزيرة)

محمد أمين-لندن

رغم الجدل المتواصل بشأن جدوى ضربات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية فإن بريطانيا قررت تمديد الضربات الجوية بالعراق حتى مارس/آذار 2017، وتحدثت وزارة الدفاع عن نجاحات تحققت هناك تمثلت بطرد التنظيم من جزء من الأراضي العراقية التي كان يسيطر عليها قبل عام.

وأكد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون قبل أيام على ضرورة استمرار الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة في العراق، متعهدا بمزيد من دعم لندن لبغداد.

ويأتي التمديد بعد عام من عمل التحالف الذي يرى مراقبون استحالة تحقيق أهدافه عسكريا دون مقاربات سياسية.

وأكدت وزارة الدفاع البريطانية خسارة تنظيم الدولة نحو 25% من الأراضي التي كان يسيطر عليها بالعراق قبل بدء عمل التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بقيادة الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول الماضي.

وفي تقييم لعام على مشاركة بريطانيا بالتحالف، قال السفير البريطاني السابق في العراق تبرنس كلارك للجزيرة نت إن مهمة التحالف التي يشكل سلاح الجو الملكي جزءا منها هي دعم القوات البرية العراقية ضد مسلحي تنظيم الدولة عبر الضربات الجوية والاستخبارات.

وأشار كلارك إلى أن المهمة الدولية ومشاركة بريطانيا فيها حققتا بعض النجاح في إبعاد تنظيم الدولة عن إقليم كردستان ومناطق أخرى مثل تكريت وبيجي والرمادي.

وأشار إلى بقاء مناطق أخرى تحت سيطرة التنظيم، مما يجعل تمديد مهمة عمل الطائرات البريطانية ضروريا ومبررا لدعم القوات العراقية بتحرير بقية المدن والمناطق.

وفي الوقت نفسه، طالب اليساري البريطاني المعارض جيرمي كوربن المرشح لقيادة حزب العمال بتقديم رئيس الوزراء السابق توني بلير إلى المحاكمة لدوره في جر بريطانيا إلى حرب عام 2003 على العراق.

وحذر كوربن من الانجرار لحروب جديدة تحت أي مسمى، مما يشير إلى انقسام بين ضرورة محاربة ما يسمى "الإرهاب" قبل أن يصل إلى بريطانيا، ومن يعتبرون الحروب وصفة جاهزة لتغذية الإرهاب ومده بمزيد من المبررات.

هيلد: حروب ما بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001 سببت عدم استقرار الشرق الأوسط (الجزيرة)
هيلد: حروب ما بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001 سببت عدم استقرار الشرق الأوسط (الجزيرة)

نتائج عكسية
واعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة درم البريطانية ديفد هيلد أن ما تلا هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 من حروب هو سبب عدم الاستقرار في الشرق الأوسط وتغذية الجماعات الإرهابية.

وقال للجزيرة نت إن القوى الغربية شرعت منذ ذلك الحين بشن حروب أتت بنتائج عكسية في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا على نحو متزايد، لأنها زعزعت استقرار تلك الدول.

وأضاف أن حالة عدم الاستقرار امتدت لمناطق أوسع خارج نطاق هذه الدول التي شهدت حروبا.

ولفت الأكاديمي البريطاني إلى أن إسقاط الطغاة شيء، وبناء حكومات خاضعة للمساءلة شيء آخر تماما، معتبرا أن الحروب التي أعقبت 11 سبتمبر/أيلول 2001 نجحت بإسقاط الدكتاتوريات القديمة، لكنها أوجدت فراغا ازدهرت فيه الجماعات الإرهابية المسلحة.

وانتهى هيلد إلى القول إن "استخدام القوة العسكرية وحدها بالعراق أو غيره يفاقم الصراعات والانقسامات، وإن حدود الشرق الأوسط تتغير ويجب أن يكون الحل عبر التسويات السياسية".

يذكر أن مشاركة بريطانيا بطلعات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة تقتصر على العراق، وأن رئيس الوزراء ديفد كاميرون يبذل جهودا لتوسيع مشاركة بلاده في محاربة التنظيم بسوريا، كما يسعى للحصول على تفويض برلماني شبيه بالتفويض السابق للمشاركة في ضربه بالعراق.

المصدر : الجزيرة