الكنس اليهودية بؤر احتلال بالقدس القديمة

2-البلدة القديمة بالقدس المحتلة أغسطس 2015 مدخل منزل عائلة عوض المقدسية
مدخل منزل عائلة عوض في البلدة القديمة بالقدس (الجزيرة)

أسيل جندي-القدس المحتلة

اعتادت عتبات منزل عائلة عوض في القدس القديمة أن تطأها أقدام أفرادها وأقدام أقاربهم، لكنها لم تعد كذلك بعد قيام المستوطنين بفتح باب إضافي لكنيس "خيمة إسحق" لتجد العائلة نفسها مجبرة على مشاركة المستوطنين لها مدخل منزلها.

بداية القصة تعود لخمس سنوات مضت حين باشرت سلطات الاحتلال بناء كنيس "خيمة إسحق" عام 2010 على بعد خمسين مترا من المسجد الأقصى من جهة باب السلسلة لتبدأ قصة معاناة عائلة عوض المكونة من 22 فردا.

‪‬ خميس عوض صاحب المنزل يشير إلى باب الكنيس الذي تم فتحه من مدخل منزله(الجزيرة)
‪‬ خميس عوض صاحب المنزل يشير إلى باب الكنيس الذي تم فتحه من مدخل منزله(الجزيرة)

المشاركة مرفوضة
يقول صاحب المنزل خميس عوض إن المحاولة الأولى لفتح باب إضافي للكنيس كانت قبل ثلاث سنوات، لكنها فشلت بسبب وقوف العائلة والجيران بوجه المستوطنين "لم تتوقف المحاولات لفتح الباب منذ ذلك الحين، لكننا تفاجأنا قبل يومين بقيام المستوطنين فجرا بهدم جدار من الطوب بين منزلنا والكنيس، وإذا بالباب مجهز وبمكانه منذ سنوات".

وأضاف عوض للجزيرة نت أن المستوطنين يدعون أنه باب للطوارئ فقط، لكن العائلة ترفض مبدأ مشاركة مدخل منزلها مع كنيس لمتطرفين يهود.

وتابع "استيقظت فجرا على صراخ والدتي وصدمت بتواجد مكثف للقوات الخاصة والشرطة تطوق المنطقة لحماية المستوطنين أثناء قيامهم بهدم الجدار الذي يفصل منزلنا عن الكنيس، وعندما تقدمت لمنعهم من الهدم قاموا برشي بالغاز وصعقي بالكهرباء".

 أم فتحي عوض: حياتنا تحولت إلى جحيم منذ فتح باب الكنيس (الجزيرة)
 أم فتحي عوض: حياتنا تحولت إلى جحيم منذ فتح باب الكنيس (الجزيرة)

قلق دائم
ولا تقتصر معاناة العائلة على فتح باب الكنيس فقط، وإنما تمتد لاعتداءات المستوطنين ومضايقاتهم المستمرة، ويقول عوض "مشاركة المستوطنين حياتنا شيء صعب للغاية، فصغار السن من أبنائنا يخشون اللعب حول المنزل بسبب تعرضهم للضرب والكلام البذيء من المستوطنين، وقمت سابقا بتقديم شكوى ضدهم لدى الشرطة لكن دون جدوى، فإذا كان غريمنا القاضي لمن نشكو؟".

أما الحاجة أم فتحي عوض فتعيش في المنزل منذ ستين عاما، وتقول "منذ إنشاء الكنيس نحن مضطرون لتحمل الكثير من المصاعب، خاصة أثناء الأعياد اليهودية، لأن المئات يتوجهون للكنيس ويقيمون احتفالات حتى ساعات الصباح، وهذا يزعجنا ويقيد حركتنا بشكل كبير".

وتضيف "حياتنا تحولت لجحيم منذ فتح هذا الباب، والخطر أصبح مضاعفا، لأن إمكانية احتكاك المستوطنين بأطفالنا أكبر الآن، ومع ذلك سنصمد ولن نستسلم لكافة محاولات تهجيرنا، نحن جيران المسجد الأقصى ونتمنى أن نموت وندفن بجواره أيضا".

ناجح بكيرات: باب الكنيس جزء من سياسة تغيير التاريخ والجغرافيا بالقدس(الجزيرة)
ناجح بكيرات: باب الكنيس جزء من سياسة تغيير التاريخ والجغرافيا بالقدس(الجزيرة)

سرقة التاريخ والجغرافيا
بدوره، قال الخبير في شؤون القدس ناجح بكيرات إن الأخطر في قضية الكنس أنها تقع في محيط مطل على المسجد الأقصى المبارك، وبنيت فوق مواقع إسلامية عريقة في قلب الحي الإسلامي من أجل تفتيته وإخراج الناس منه وإنهاء كل ما هو عربي في هذه الأحياء.

وأضاف بكيرات "نحن لا نتحدث عن فتح باب كنيس فقط، بل عن سياسة ممنهجة لتغيير التاريخ والجغرافيا في مدينة القدس وبالذات في البلدة القديمة، فهذه الكنس عبارة عن قلاع صهيونية احتلالية تحاصر الأقصى وترصد كل ما يدور داخله".

وأكد أن الاحتلال يخوض حربا ديمغرافية مبطنة باسم الكنس والمدارس الدينية "هناك استغلال واضح لعنصر الزمن، وكل ما يحدث على الأرض من اعتداءات مرتبط بما يحدث بالمسجد الأقصى والشروع بتطبيق التقسيم الزماني عليه منذ أيام".

يذكر أن عدد الكنس في مدينة القدس وصل منذ عام 1967 حتى اليوم إلى 102 كنيس، 70 منها داخل البلدة القديمة، فيما شهد عام 2010 ارتفاعا ملحوظا في وتيرة بناء الكنس بالبلدة القديمة وتم افتتاح عدد منها مع نهاية ذلك العام.

وشهد مطلع العام الحالي ولادة مشروعين ضخمين لبناء كنيسين جديدين في منطقة حائط البراق على بعد أمتار من المسجد الأقصى المبارك.

المصدر : الجزيرة