هل تنسحب القاعدة من المكلا اليمنية؟

عناصر القاعدة تتجول بطقم في شوارع مدينة المكلا
عناصر القاعدة تتجول في شوارع مدينة المكلا في أبريل/نيسان الماضي (الجزيرة)

راضي صبيح-حضرموت

بعد استعادة الحكومة الشرعية المحافظات الجنوبية من قبضة الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، تتجه الأنظار في اليمن إلى مستقبل مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت (شرقي البلاد)، والواقعة تحت سيطرة تنظيم القاعدة منذ الثاني من أبريل/نيسان الماضي.

وفي ظل تزايد الدعوات المنادية بخروج مسلحي القاعدة من المدينة، وتجنيبها ويلات الحروب، يبقى التنظيم أمام خياري "المواجهة أو الانسحاب".

ومنذ أكثر من أربعة شهور يدير شؤون المدينة الإدارية والخدماتية مجلس أهلي مكون من العلماء والوجهاء، حيث تشكل بعد اتفاق أبرمه مجلس علماء أهل السنة والجماعة بحضرموت مع القاعدة، يقضي بتسليم المدينة بكافة مرافقها إلى مجلس أهلي حضرمي مؤقت يباشر تسيير أعماله خشية سفك الدماء وتعطيل حياة الناس.

وظل الملف الأمني طيلة الشهور الماضية وحتى اللحظة بيد القاعدة، ولم يُسلم إلى المجلس الأهلي الذي أرجع ذلك في وقت سابق إلى عدم امتلاكه قوة أمنية تمكنه من فرض سلطته على أرض الواقع، إضافة إلى اشتراط المجلس حصوله على تفويض ودعم من الرئيس ومحافظ المحافظة.

‪جانب من مسيرة سابقة مناهضة للقاعدة في المكلا‬ (الجزيرة)
‪جانب من مسيرة سابقة مناهضة للقاعدة في المكلا‬ (الجزيرة)

انسحاب تدريجي
وتعليقاً على ذلك، قال مصدر في تنظيم القاعدة إن مدينة المكلا سُلمت بشكل شبه كامل للمجلس الأهلي، وبقي الجانب الأمني ليتم تسليمه حسب الاتفاق في الأيام القادمة بالتدريج.

وأضاف المصدر في حديثه للجزيرة نت "وجودنا في المكلا كأي وجود لنا في المناطق الأخرى، فلا يحق لأحد أن يخرجنا من بيوتنا، وليس هناك حديث عن انسحاب كما يتصور البعض، فهذه بلادنا ونحن جزء من الشعوب المسلمة".

وردا على سؤال بشأن موقفهم إذا طلبت منهم الحكومة الانسحاب، قال إن التنظيم لن يتحرك وفقا لما تريده القوى الخارجية أو الداخلية، ورأى أن لدى التنظيم مشروعا يتلخص في "الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودفع الظلم"، وأن الحكومة هي المسؤولة عن أزمة البلاد بسبب "سياستها الفاشلة وارتهانها لأميركا والخارج".

وأوضح أنه ليس هناك أي تفاوض مع الحكومة بشأن الانسحاب، وأن التنظيم يتشاور مع أهل المنطقة ووجهائها فقط، وأن تسليم الأمور الإدارية للمجلس الأهلي جاء نتيجة اتفاق أبرم منذ الأيام الأولى لسيطرة التنظيم على المكلا.

‪العوبثاني: المجلس الأهلي يمتلك قوة أمنية من أبناء المحافظة‬ (الجزيرة)
‪العوبثاني: المجلس الأهلي يمتلك قوة أمنية من أبناء المحافظة‬ (الجزيرة)

تنسيق حكومي
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم المجلس الأهلي الحضرمي ربيع العوبثاني إن عملية التسلم من تنظيم القاعدة مستمرة وفق خطط متأنية ومدروسة، تحاشياً لوقوع أي فراغ أمني.

وأكد في حديث للجزيرة نت أن تنظيم القاعدة موافق على الانسحاب وتسليم المدينة كاملة، بما في ذلك الملف الأمني، وفق الاتفاق المبرم سابقاً.

وأشار إلى أن المجلس بات يمتلك اليوم قوة أمنية من أبناء المحافظة، مكونة من خمسة آلاف شاب، بمن فيهم العائدون من جبهات القتال في المحافظات الجنوبية ضد الحوثيين وقوات صالح.

ولفت العوبثاني إلى أن تدريب قوات المجلس مستمر بعد تسلمه المرافق الأمنية، وأنه يستعد لتدشين مراكز الأمن بالمدينة في الأيام القادمة.

ونفى أن يكون المجلس تابعا لتنظيم القاعدة، قائلاَ إن المجلس تشكل من علماء ووجهاء وكفاءات معروفة جندت نفسها لخدمة حضرموت دون أي تبعية، لافتا إلى وجود مشاورات للمجلس مع الرئيس عبد ربه منصور هادي في الرياض لخدمة حضرموت.

وضمن مساعي الرئاسة والحكومة لإعادة ترتيب القوات المرابطة سابقاً بمدينة المكلا، أصدر الرئيس هادي تعيينات عسكرية الأسبوع الماضي في قيادة المنطقة العسكرية الثانية والألوية التابعة لها، والتي تعاني من تشتت أفرادها وسيطرة القاعدة على مناطق عملها.

المصدر : الجزيرة