إغلاق الزوايا والمصليات.. مسار "التيه" بجامعة القاهرة

جامعة القاهرة
جامعة القاهرة اتخذت سلسلة من الإجراءات بحق الطلاب الرافضين للانقلاب (الجزيرة نت)

رمضان عبد الله-القاهرة

انتقد مراقبون قرار جامعة القاهرة إغلاق المصليات والزوايا داخلها، بدعوى أنها تساعد على انتشار الفكر المتطرف، واصفين الخطوة بأنها مبالغة في غير مكانها.

ورأوا أن إغلاق المصليات والزوايا خطوة أمنية بالدرجة الأولى، لكنها "لن توقف الحراك الطلابي، ولن تمنعه من الخروج في تظاهرات".

وكان مجلس الجامعة أقر في اجتماعه الأسبوع الماضي إغلاق زوايا الصلاة المتواجدة داخل المدينة الجامعية، بدعوى "مساعدتها على انتشار الفكر المتطرف".

ووفق تصريحات صحفية لرئيس الجامعة جابر نصار، أجاز مفتي الجمهورية شوقي علام "إغلاق الزوايا لتحقيق الشريعة بالنسبة لصلاة الجماعة بالمسجد".

وأضاف نصار أن الجامعة شرعت في إنشاء مسجد كبير يتسع لأكثر من ألف مصلٍّ في ساحة الحرم الجامعي.

‪عقل: الخطوة تعكس نوعا من الخوف والتشنج في اتخاذ القرارات‬ (الجزيرة نت)
‪عقل: الخطوة تعكس نوعا من الخوف والتشنج في اتخاذ القرارات‬ (الجزيرة نت)

الفكر المتطرف
وفي الاتجاه نفسه، أشاد رئيس القطاع الديني في وزارة الأوقاف الشيخ محمد عبد الرازق بقرار الجامعة، لأن "بعض طلاب الجماعات المتطرفة كانوا يستغلون بعض المصليات لنشر الفكر المتطرف، واستقطاب عناصر جديدة لتنظيماتهم الإرهابية أو المتشددة".

وعبر في تصريحات صحفية عن أمله في أن "تحذو الجامعات الأخرى حذو هذه الخطوة الوطنية، وتغلق أي زوايا بها".

بينما قال متحدث باسم حركة طلاب ضد الانقلاب -طلب عدم ذكر اسمه- إن هناك أسبابا غير معلنة من قبل الجامعة. مؤكدا أن "إدارة الجامعة تعرف أماكن خروج التظاهرات بواسطة كاميرات المراقبة الموزعة بكل أماكنها".

ونفى خروج تظاهرات من المصليات والزوايا، أو الدعوة من خلالها إلى أي فكر متطرف. وعزا قرار الجامعة إلى خوف النظام من كل شيء ومن تواجد أي عدد من الطلاب في أي مكان.

ويرى الأستاذ الجامعي حسام عقل أن القرار بعيد عن السلوك الإداري الواعي ويعكس نوعا من الخوف الزائد والتشنج في اتخاذ القرارات.

وقال إن الإدارة الواثقة لا تتصرف بمثل هذا الرعب، ولا ينبغي التخوف من الصلاة والمصلين.

‪سليمان: الدولة تتخذ قرارات مرتبكة على خلفية اغتيال النائب العام‬ (الجزيرة نت)
‪سليمان: الدولة تتخذ قرارات مرتبكة على خلفية اغتيال النائب العام‬ (الجزيرة نت)

نزع الاحتقان
وأشار إلى أنه "كان يمكن للجامعة تعيين أئمة لتولي مسؤولية هذه الزوايا والمصليات فيتم غلقها بعد انتهاء الصلاة بدلا من إلغائها تماما، خاصة مع اتساع جامعة القاهرة وكثرة أعداد الطلاب والأساتذة والإداريين".

وأضاف للجزيرة نت أنه من الأفضل نزع الاحتقان ومحاورة الفكر بالفكر، "فالإجراءات القمعية لن تؤدي إلى حدوث انفراجة وطنية، بل تتسبب في ازدياد حالة الغليان والغضب".

أما المحلل السياسي هاني سليمان، فقد وصف القرار بأنه مبالغة في غير مكانها وتوقيتها، وخطوة أمنية بالدرجة الأولى.

وأشار إلى أن الجامعة أخطأت في اعتقادها بأن هذه الخطوة تضع الطلاب المعارضين تحت المراقبة، وتجمعهم في بؤرة واحدة تسهل مراقبتهم، لمنع تجنيد طلاب آخرين.

وشدد سليمان في حديث للجزيرة نت على أن القرار" لن يمنع الحراك الطلابي من الخروج في تظاهرات ولن يوقف أية احتجاجات".

ولفت إلى أن الدولة تتخذ قرارات مرتبكة مثل غلق بعض محطات المترو وسن قوانين لمكافحة الإرهاب، بسبب أحداث مثل تفجيرات سيناء المتعددة واغتيال النائب العام هشام بركات الاثنين الماضي".

المصدر : الجزيرة