معركة الأنبار تجمع التناقضات

اثار القصف في داخل مدنية الفلوجة
جانب من آثار قصف مدنية الفلوجة (الجزيرة)

علاء يوسف-بغداد 

بدأت القوات العراقية الاثنين الماضي عملية عسكرية واسعة النطاق بدعم من مليشيا الحشد الشعبي وأبناء العشائر السٌنيّة لاستعادة مدن محافظة الأنبار من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، لكن كان مثيرا أن يتضح سريعا أن الطريق ليس مفروشا بالورود أمام هذه القوات.
 
وبالتزامن مع إعلان المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية -العميد يحيى رسول- بدء تلك العملية أكد المتحدث باسم الأبيض جوش إرنست أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيدعمون القوات العراقية وعملياتها في الأنبار، التي تشارك فيها أيضا عناصر من الحرس الثوري الإيراني.

لكن مصدرا مطلعا في الأنبار، قال إن القوات العراقية التي تخوض معركة تحرير مدينة الفلوجة، من تنظيم الدولة الإسلامية اصطدمت بحقول ألغام، وأضاف أن فريقا من مشاة البحرية الأميركية(المارينز) الذي أنشئ أخيراً داخل قاعدة الحبانية (20 كم غرب الفلوجة) يشارك في المعارك، كما تحلّق طائرات أميركية من دون طيار للتصوير وتزويد التحالف الدولي بالمعلومات اللازمة عن تحرك مقاتلي التنظيم داخل الفلوجة.

وذكر مسؤول في الأنبار -طلب عدم ذكر اسمه- أن المعارك "تفتر وتشتد، لكن ليس بالشكل المتوقع في حدتها بسبب وجود حقول ألغام حول المدينة تمنع تقدم قواتنا، والمعارك تتركز في مناطق ما قبل حقول الألغام، حيث سيتعين على قواتنا معالجة مشكلة حقول الألغام قبل كل شيء".

وأضاف أن مقاتلي تنظيم الدولة "بدوا أكثر انضباطاً وكفاءة في التعامل مع الهجمات ولا زالوا يعتمدون على العمليات الانتحارية كسلاح فعال وقد سقط 42 قتيلاً من الجيش والحشد و39 جريحاً، خلال تلك المعارك فضلاً عن قتلى وجرحى لا يعرف عددهم عند المحور الشمالي حيث وقع عدد من الهجمات بسيارات مفخخة".

وبحسب المصدر فإن "اليد الطولى لسلاح الجو الأميركي والفرنسي، بينما ركز الطيران العراقي مهماته في الرمادي التي تشهد هي الأخرى معارك ضارية على حدودها الشرقية".

‪احد مراكز العمليات العسكرية في الكمرة شرق الفلوجة‬ (الجزيرة)
‪احد مراكز العمليات العسكرية في الكمرة شرق الفلوجة‬ (الجزيرة)

وبشأن مشاركة الحرس الثوري، أوضح أن "القوات الإيرانية ممثلة في الحرس الثوري تشارك بثقل مشابه لمشاركتها بمعارك تكريت، وهي تتركز من المحورين الشرقي والجنوبي حول الفلوجة، لكن تنظيم الدولة صدّ هجوماً نفذته تلك القوات".
 
وقال المتحدث العسكري العميد سعد معن للجزيرة نت، "إن القوات العراقية تحاصر مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها المسلحون منذ أكثر من عام ونصف العام، تمهيدا لاقتحامها". مضيفا أن الأيام الماضية شهدت تطويقها بالكامل، ومنع وصول الإمدادات والحركة والتنقل من الفلوجة إلى بقية مناطق المحافظة".
 
من جهته أكد رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي في اتصال مع الجزيرة نت أن عمليات تحرير الأنبار "لن تتوقف حتى تحرر كامل المحافظة من سيطرة المسلحين، والقوات الأمنية هي من يمتلك زمام المبادرة في هذه المعركة وهي التي اقتحمت الفلوجة مقابل انسحاب لعناصر تنظيم الدولة".

وحذرت قوى سنيّة في العراق من المس بحياة المدنيين ودعت لتجنب القصف العشوائي. ودعا عضو "كتلة الحل" محمد الكربولي إلى "فتح ممرات آمنة للعوائل والمدنيين وتركيز القصف ضد الإرهابيين حصرا واتخاذ الإجراءات والاستعدادات اللازمة لاحتواء حالات النزوح المتوقعة نتيجة المعارك".

وشدد الكربولي على ضرورة الالتزام الكامل من قبل القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي بمحاسبة "كل من يحاول تشويه معارك التحرير من خلال ارتكاب انتهاكات وممارسات انتقامية بحق الأهالي الذين حولهم تنظيم الدولة إلى رهائن وأسرى لا حول لهم ولا قوة".

المصدر : الجزيرة