مخاوف مغربية من عودة مقاتلي تنظيم الدولة

مقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية ـ سلا (قرب العاصمة الرباط
مقر المكتب المركزي للأبحاث القضائية في سلا قرب العاصمة الرباط (الجزيرة)

 الحسن أبو يحيى-الرباط

تختلف تقديرات المراقبين لعدد المغاربة المقاتلين ضمن تنظيم الدولة الإسلامية لكنهم يجمعون على خطورتهم على أمن المغرب واستقراره. وتشير بعض التحليلات والتقارير الإعلامية إلى أن المغرب يخشى من عودة هؤلاء المقاتلين لشن هجمات على أراضيه.

وأعلن المكتب المركزي للأبحاث القضائية الخميس الماضي تفكيك "خلية إرهابية" تتكون من ثمانية أفراد ينشطون بعدّة مدن "في مجال تجنيد وإرسال مقاتلين مغاربة إلى الساحة السورية العراقية للقتال في صفوف ما يسمى الدولة الإسلامية".

ويعتقد رئيس "المركز المغربي للديمقراطية والأمن" مصطفى المانوزي أن المغرب مستهدف بإستراتيجية التفتيت الجارية الآن بالمنطقة، وقال للجزيرة نت إن هذه الإستراتيجية "تهدف إلى خلق أوضاع كارثية تسمح بتفاوضات على أرضيات جديدة تفضي إلى خرائط ضامنة لمصالح الدول القوية وقابلة للعيش لمدة طويلة".

‪اسليمي يتحدث عن تهديدات التنظيم‬ (الجزيرة)
‪اسليمي يتحدث عن تهديدات التنظيم‬ (الجزيرة)

الاستقطاب والتجنيد
وأجمل الخبير بالمجال الأمني عبد الرحيم منار اسليمي  تهديدات تنظيم الدولة في "خطر استقطاب متطرفين من المغرب ومن المغاربة المقيمين بأوروبا إلى الأراضي السورية والعراقية، وتجنيد ما يوصف بالذئاب المنفردة ومحاولة عودة بعض أعضاء هذا التنظيم للمغرب".

ويرى الخبير في الدراسات العسكرية والإستراتيجية عبد الرحمن مكاوي أن "الوضع الإقليمي الهش لدولة ليبيا يجعل تنظيم الدولة يتمتع بموطئ قدم يعتبر مصدرا لمخاطر قائمة على الحدود الشرقية والجنوبية للمغرب".

وفي الوقت الذي يقول اسليمي إن عدد المغاربة المجندين من طرف تنظيم الدولة يقارب 1500 شخص قُتل منهم  أكثر من مئتين واعتقلت منهم السلطات المغربية 156 بعد عودتهم، يرى المانوزي أن الأرقام الرسمية تتحدث عن 1350 مجندا فقط، في حين يقول مكاوي إن الأمر يتعلق بثلاثة آلاف مغربي يقاتلون في صفوف "تنظيم الدولة والنصرة، وخراسان، وجيش المجاهدين، وأحرار الشام".

وحول ما إذا كانت هذه الأرقام تعتبر مؤشرا على وجود لتنظيم الدولة بالمغرب، خاصة وأن السلطات تعلن في كل مرة عن تفكيك خلية كانت بصدد تنفيذ هجمات، قال اسليمي "إن ذلك لا يعني أن هناك وجودا لهذا التنظيم بالمغرب، وإنما يدُل على  قدرة الأجهزة الأمنية المغربية على استباق خطر التنظيم بتفكيك حوالي ثلاثين خلية منذ سنتين". بينما يعتقد المانوزي أن هذه المعطيات "تؤشر على وجود رغبة في إيجاد جيب لهذا التنظيم أو لما يشبهه من حركات التطرف".

‪المانوزي: الأرقام الرسمية تتحدث عن وجود 1350 مغربيا بصفوف تنظيم الدولة‬ (الجزيرة)
‪المانوزي: الأرقام الرسمية تتحدث عن وجود 1350 مغربيا بصفوف تنظيم الدولة‬ (الجزيرة)

أساب ودافع
ويرى اسليمي أن المغرب يُصنف في خانة الدول القليلة المخاطر بسبب انخراطه في المنظومة الدولية لمكافحة ما يسمى الإرهاب، إضافة إلى توفره على معلومات أمنية عن هذا التنظيم وأتباعه، و"اعتماده على مقاربات متعدّدة في مواجهة المخاطر الإرهاب، ومنها خطة حذر التي تقوم على نشر قوات أمنية وعسكرية في المناطق الحيوية وفي الشوارع الرئيسية".

وحول الأسباب التي تشجع شبابا في مقتبل العمر على الالتحاق بهذه التنظيمات يرى المانوزي أن الأوضاع الاجتماعية المزرية وحدها لا تفسر انتشار هذه الظاهرة، ويقول إن الأمر مرتبط "بالنشر المقصود لفهم مُعيّن للدين يؤدي إلى الانغلاق والانكفاء على الذات" في حين يعتبر مكاوي أن "العامل الذاتي" هو الحاسم في التحاق هذه الفئة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 25 و 35 سنة، ويمارس أغلبهم حرفا بسيطة، فهم " يبحثون عن المال والمغامرة والشهرة".

المصدر : الجزيرة