سرايا المقاومة بلبنان.. أداة للدفاع أم للهيمنة؟

انتشار عسكري لعناصر من حزب الله في تلال القلمون القريبة من الحدود اللبنانية في القلمون مايو 15 2015
انتشار عسكري لعناصر من حزب الله في تلال القلمون السورية القريبة من الحدود اللبنانية (الجزيرة)
علي سعد–بيروت
 
من حارة صيدا (جنوب لبنان) ومخيم عين الحلوة إلى السعديات على بعد كيلومترات قليلة من صيدا، إلى القرى المسيحية والسنية في البقاع الواقعة على تماس مباشر مع الأراضي السورية التي تسيطر عليها المعارضة، يتردد بقوة اسم "سرايا المقاومة" التابعة لحزب الله.

السرايا التي أنشأها حزب الله عام 1997 بعنوان احتواء الشباب اللبناني من مختلف الطوائف الراغب في المقاومة ضد إسرائيل، باتت محل انقسام بين اللبنانيين بعد تورطها بمعارك داخلية ضد الشيخ السلفي أحمد الأسير في حارة صيدا، ثم معارك عين الحلوة، مرورا بتسليح الشباب السني والمسيحي في البقاع وصولا إلى معركة السعديات نهاية الشهر الماضي.

ويقول المقربون من حزب الله إن السرايا تقوم بعمل مقاوم وتسمح لمن هم من خارج العقيدة الإيديولوجية لحزب الله بالانغماس في العمل المقاوم، فيما يقول مناوئو الحزب إنها باتت مليشيا تابعة لإيران تحارب المشروع العربي وتعزز الانقسام بينما تعيش المنطقة في ذروة الاستقطاب السني الشيعي.

أنطوان أندراوس: سرايا المقاومة مليشيا إيرانية تستخدم الشيعة قنابل موقوتة (الجزيرة)
أنطوان أندراوس: سرايا المقاومة مليشيا إيرانية تستخدم الشيعة قنابل موقوتة (الجزيرة)

مقاومة أم مليشيا
ويرى نائب رئيس تيار المستقبل أنطوان أندراوس أن "السرايا لم تعد على علاقة بالمقاومة، لأن الأخيرة لم تعد موجودة، ونحن اليوم أمام مليشيا إيرانية تستخدم الطائفة الشيعية قنابل موقوتة لخدمة حروب إيران ضد العرب في المنطقة".

واعتبر أن الحزب خلق شعار سرايا المقاومة لحماية ظهر حزب الله في مناطق لبنانية لا تقع تحت سلطته مباشرة في قرى سنية ومسيحية، معتبرا أن شعار سرايا المقاومة بدعة للقول إن الحزب منفتح على جميع الطوائف ولديهم من المسيحيين والسنة الذي ينتمون إلى المقاومة.

وأضاف أندراوس -في حديث للجزيرة نت- أن المستفيد الأول والأخير من تفتت المجتمع اللبناني مذهبيا وطائفيا هو إيران ومن خلفه حزب الله الذي يريد الوصول إلى مؤتمر تأسيسي بهدف خلق دويلات طائفية ومذهبية تحت شعار الأقليات، علما بأن هذه رغبة إسرائيلية أيضا.

أما العميد المتقاعد المقرب من حزب الله أمين حطيط فيقول إن مهمة السرايا مقترنة بدور المقاومة، وقد كانت ترجمة لرغبة مواطنين لبنانيين للانخراط بالعمل المقاوم ولا يستطيعون الانخراط مباشرة بسبب التشكيل العقائدي للمقاومة الإسلامية لا يمكن البعض من الدخول إليها مباشرة.

أمين حطيط: الكلام عن فتنة تثيرها سرايا المقاومة افتراء واختلاق(الجزيرة)
أمين حطيط: الكلام عن فتنة تثيرها سرايا المقاومة افتراء واختلاق(الجزيرة)

سياسة افتراء
ووصف في حديث للجزيرة نت الكلام عن أنها تثير الفتنة بأنه جزء من سياسة الافتراء والاختلاق التي تمارسها الماكينات الإعلامية التابعة لتيار المستقبل، وأضاف أن الهجوم على السرايا يهدف إلى إضعافها ثم الانقضاض على المقاومة.

وتمتلك سرايا المقاومة مجموعات منتشرة في عدد من القرى والبلدات اللبنانية، ومعظم عناصرها يبقون في مناطقهم ولا يتنقلون وهم مزودون بأسلحة خفيفة ومتوسطة.

ويقول الخبير الإستراتيجي العميد ركن هشام جابر إن سرايا المقاومة عبارة عن مليشيا تشكيلاتها من مناصري حزب الله تلعب إلى جانب الحزب دور الحرس الوطني بالنسبة للجيوش، مشيرا إلى أنه في هذه الأيام يجري استقطاب شباب من الطائفة السنية إليها، وهؤلاء يستقرون في بلداتهم.

ورأى جابر في حديث للجزيرة نت أنه لا شرعية للسلاح الذي يحمله المنتمون لسرايا المقاومة، لأنه خارج الثلاثية التي يتكلم عنها حزب الله أي "الجيش والشعب والمقاومة".

وأضاف أن تسلح السرايا وتسلح مناصرين للمستقبل وكل الأحزاب اليمينية واليسارية في المقابل يشكل خطرا كبيرا على النسيج الأهلي والاجتماعي في لبنان، مشيرا إلى أن كميات قطع السلاح الموجودة خارج الجيش والقوى الأمنية وحزب الله في لبنان تفوق عدد سكان لبنان.

المصدر : الجزيرة