مصريون بلندن يتظاهرون ضد "إعدامات السيسي"
محمد أمين-لندن
وندد المصريون المشاركون في تظاهرة قبالة مكتب رئيس الوزراء البريطاني بما أسموه "الصمت الدولي" إزاء "مشانق نظام السيسي"، حسب تعبيرهم.
ورفع المتظاهرون صورا لقيادات جماعة الإخوان المسلمين والمعارضين المعتقلين، واعتبروا أن "النظام العسكري بمصر والقضاء المسيس باتا وصمة عار في تاريخ الدولة المصرية"، خاصة بعد أن أعدم مؤخرا شبابا مصريين بتهم وهمية -حسب وصفهم- في القضية المعروفة بـ"عرب شركس".
وتأتي هذه التظاهرة ضمن فعاليات على مستوى أوروبا، دعت لها تحالفات مصرية وأوروبية وحقوقية للضغط على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، لإيقاف سلسلة الإعدامات التي يصدرها القضاء المصري.
وفي الوقت الذي اعتبرت فيه منظمة العفو الدولية -التي تتخذ من لندن مقرا لها- أن إحالة الرئيس المعزول محمد مرسي، للمفتي لاستطلاع الرأي في الحكم بإعدامه "تمثيلية تستند إلى إجراءات باطلة"، وطالبت بالإفراج عنه أو إخضاعه لمحاكمة عادلة.
إصرار على الثورة
وألقت رئيسة المجلس الثوري المصري الدكتورة مها عزام كلمة عابت فيها على المملكة المتحدة ورئيس وزرائها دعم "النظام الدكتاتوري القاتل في مصر" على حد تعبيرها، وعبرت عن استغربها من استمرار التعامل مع نظام ينتهك حقوق الإنسان والأطفال والنساء ويمارس العنف ضدهم.
وقالت في حديث للجزيرة نت إن المتظاهرين جاؤوا لتوجيه التحية من لندن لنساء وشباب مصر الأبطال، الذين يقفون أمام "نظام فاشي قاتل"، وأضافت "أنهم مصرون على الاستمرار بالثورة والكفاح، من أجل عودة الشرعية والرئيس الشرعي محمد مرسي".
ونوهت بأنهم وقفوا أمام مبنى مكتب رئيس الوزراء لتذكير أحرار العالم بأن قضية مصر هي قضية للعدالة والحريات والديمقراطية وسيادة القانون، مؤكدة أن مصر ستشهد قريبا عودة الحرية والشرعية.
وشارك عدد من الجاليات العربية والمسلمة في هذه التظاهرة، ورفعوا صورة الرئيس المعزول، معتبرين أن بوصلة الديمقراطية في مصر انحرفت عن مسارها الصحيح، منذ تدخل الجيش عبر الانقلاب في الثالث من يوليو/تموز 2013.
رسالة واضحة
من جهته قال الدكتور أحمد عامر مسؤول العلاقات الدولية بالمجلس الثوري المصري للجزيرة نت إن المصريين ببريطانيا ومسلمي هذه البلاد الذين يفاخرون بالديمقراطية البريطانية لا يفهمون دعم لندن لنظام انقلابي.
وتابع أنهم جاؤوا لإيصال رسالة قوية لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأن من يؤمن بالديمقراطية لا يمكنه الصمت على ممارسات "النظام الانقلابي" بمصر فضلا عن دعمه.
أما أسامة رشدى العضو السابق بالمجلس القومي المصري لحقوق الانسان، فقال للجزيرة نت إنهم قدموا شرحا وافيا عن الانتهاكات القائمة في مصر في كل المجالات، وإن الرسالة كانت واضحة، وهي أن الرئيس مرسي لا ينتظر عطفا ولا عفوا من أحد.
وأضاف أن مرسي قال قبيل الانقلاب إن الدفاع عن الشرعية ثمنها حياته، وهو اليوم يقدم حياته ثمنا للدفاع عن المسار الديمقراطي.
وردد المتظاهرون شعارات تندد بالإعدامات، وذكروا بالانتهاكات الحقوقية المتواصلة في مصر، خاصة في السجون، وانتقدوا موقف مفتي مصر، الذي بات كما وصفوه "آلة للتصديق على إعدامات الانقلاب".