نقل الحوار اليمني لجنيف.. هل يشرع انقلاب الحوثي؟

صورة من الجلسة الختامية لمؤتمر الرياض من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة

ياسر باعامر-جدة

عبرت قوى سياسية يمنية عن رفضها دعوة مبعوث الأمين العام لـالأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ قبيل انتهاء مؤتمر الرياض لانتقال الحوار اليمني من العاصمة السعودية الرياض إلى جنيف.

وأكدت أن الدعوة بمثابة تشريع لانقلاب مليشيا جماعة الحوثي على الشرعية الدستورية التي جرت في 21 سبتمبر/أيلول الماضي.

واشترطت بعض القوى في أحاديث للجزيرة نت عدم إجراء أي حوارات مباشرة أو غير مباشرة مع الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذي يساندها، دون الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 2216، الصادر في 14 أبريل/نيسان الماضي، كأساس للحل السلمي في اليمن.

ويقضي قرار مجلس الأمن بسحب قوات الحوثي والمخلوع من جميع المناطق التي استولت عليها، وتخليها عن الأسلحة التي استولت عليها من المؤسسات العسكرية والأمنية، والتوقف عن الأعمال التي تندرج ضمن نطاق سلطة الحكومة الشرعية.

واستغربت القوى اليمنية الدعوة الأممية، موضحة أنه في حال موافقة الحكومة اليمنية عليها، فإنها تعني انقلابا على إعلان الرياض، الذي وافقت عليه الحكومة والأطراف السياسية المشاركة، وتعطي الانقلابيين مساحة جديدة لفرض الفوضى في البلاد.

العديني: قبول دعوة المبعوث الأممي مؤشر على إجهاض إعلان الرياض (الجزيرة)
العديني: قبول دعوة المبعوث الأممي مؤشر على إجهاض إعلان الرياض (الجزيرة)

تناقض جوهري
عدنان العديني نائب رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح أكد للجزيرة نت رفض حزبه دعوة ولد الشيخ، أو المشاركة في أي مفاوضات مقبلة، خارج إطار ما توافقت عليه الأطراف اليمنية، قائلا "لن ننخرط في أي مفاوضات لا تساعد في إعادة الدولة، وتأمين المواطنين من عمليات القتل والترويع".

وأشار إلى أن قبول الدعوة بصيغتها الحالية مؤشر واضح على إجهاض إعلان الرياض، الذي لم يجف حبره بعد، مشددا على أن دعوة مبعوث الأمين العام لليمن تحمل تناقضا جوهريا في دلالاتها، حينما تتعامل مع الأزمة اليمنية بمنطق استعادة الدولة، وفي الوقت نفسه تهيئ لمزيد من الفوضى.

ووضع رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبد السلام محمد المراقب لعملية الحوار الوطني دعوة المبعوث الأممي ولد الشيخ في خانة محاولة سحب البساط من تحت قدم المملكة العربية السعودية بشكل خاص ودول الخليج العربي عموما، وتغيير جوهر الصراع الدائر على الأرض لصالح الانقلابيين والمخلوع.

عبد السلام محمد: الأمم المتحدة تكرر أخطاء المبعوث السابق جمال بن عمر (الجزيرة)
عبد السلام محمد: الأمم المتحدة تكرر أخطاء المبعوث السابق جمال بن عمر (الجزيرة)

اعتراف بالحوثي
وقال للجزيرة نت "الأمم المتحدة تكرر الأخطاء التي مارسها المبعوث السابق جمال بن عمر، حينما أجهضت بشكل مباشر وغير مباشر آليات مخرجات المبادرة الخليجية".

واعتبر أن الدعوة الأخيرة لمشاركة الحوثيين ومطالبة الأطراف اليمنية بالمشاركة دون شروط مسبقة، اعتراف مباشر بالحوثيين كجماعة سياسية، لا بوصفها مليشيا انقلابية.

وذكر أن الأمم المتحدة -بموازاة الولايات المتحدة- لا تكترث بما يحصل على الأرض من إسقاط للشرعية الدستورية، متوقعا عدم موافقة الحكومة اليمنية الموجودة في الرياض على الدعوة قبل تنفيذ قرار مجلس الأمن.

وهاجم رئيس تكتل أبناء تعز الشيخ محمد مقبل الحميري، المشارك في الحوار الوطني بالرياض بشدة، دعوة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، قائلا "لا أعرف إن كان ولد الشيخ مبعوثا لـبان كي مون، أم مبعوثا لزعيم الانقلابيين عبد الملك الحوثي

المقاومة الشعبية بعدن تستهدف مواقع الحوثيين (الجزيرة)
المقاومة الشعبية بعدن تستهدف مواقع الحوثيين (الجزيرة)

"مهزلة" سياسية
وأكد للجزيرة نت أن مجرد القبول والنظر في الدعوة، والانسياق خلف ما سماها "المهزلة السياسية، والذهاب إلى جنيف في ظل هذا الواقع المزري ما هو إلا  خيانة لتضحيات وصمود الشعب اليمني، كما أنه استسلام لواقع الخاطفين، وإجهاض لكل القرارات العادلة".

ولم يكتف رئيس تكتل أبناء تعز بذلك، وتساءل: "هل يسعى ولد الشيخ من خلال تلك الدعوة إلى جس نبض الحكومة والقوى اليمنية، أم أنه يرسل إشارات سياسية بقبول سياسة الأمر الواقع؟

وأضاف "نقول له بكل وضوح إنه لا حوار مع الحوثيين والرئيس المخلوع دون تطبيق بنود وآليات المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الدولي".

المصدر : الجزيرة