باحث ألماني: زيارة السيسي لبرلين تمثل مشكلة

كلمة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
انتقادات حادة داخل ألمانيا لاستقبال السيسي مطلع الشهر المقبل (الجزيرة)

خالد شمت-برلين

اعتبر باحث ألماني بارز متخصص بالشأن المصري أن الزيارة الرسمية التي يعتزم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القيام بها مطلع يونيو/حزيران المقبل إلى برلين تمثل مشكلة كبيرة لألمانيا.

وقال د. شتيفان رول الباحث بالمؤسسة الألمانية للدراسات السياسية والأمنية -في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت- إنه حتى إن نقلت الحكومة الألمانية للسيسي عند زيارته برلين قلقها من التطورات السياسية بمصر، وطالبته بمزيد من الانفتاح السياسي واتخاذ خطوات نحو التطور الديمقراطي، فإن تأثير صور هذه الزيارة هو الذي سيتبقى لدى الرأي العام المصري.

وعبر رول -الذي تعد مؤسسته أهم مؤسسة بحثية في ألمانيا وأوروبا وتعرف باقترابها من دوائر صنع القرار بالعواصم الغربية- عن تأكده من "تجاهل الإعلام المصري لأبعد الحدود أثناء تغطيته لزيارة السيسي لبرلين، الإشارة للمواقف الألمانية الانتقادية للأوضاع المصرية، وأشار إلى أن هذه الصورة الإعلامية الأحادية من شأنها أن تولد لدى الرأي العام أن الرئيس المصري شريك مهم للغرب، وتسهم بتحسين صورة السيسي".

‪شتيفان رول: مشكلة السياسة الغربية تجاه مصر هي تجاهلها لانتهاكات حقوق الإنسان‬ (الجزيرة)
‪شتيفان رول: مشكلة السياسة الغربية تجاه مصر هي تجاهلها لانتهاكات حقوق الإنسان‬ (الجزيرة)

اهتمامات ومخاوف
واعتبر الباحث الألماني أن رفض رئيس "البوندستاغ" البروفيسور نوربرت لامرت استقبال السيسي في البرلمان الألماني يمثل خطوة موفقة جدا وجاءت في وقتها المناسب، وقال إنه رغم هذا الرفض لا يتوقع -في الوقت الحالي- إلغاء الجانب الألماني زيارة السيسي لبرلين.

ولفت رول إلى أن ألمانيا لديها سلسلة من الاهتمامات بمصر لا تلعب فيها أوضاع حقوق الإنسان إلا دورا صغيرا، ونوه إلى أن برلين وأوروبا ينظران لمصر كبلد مهم يمكن أن يصبح شريكا بترتيبات قادمة لمواجهة الأزمة الحالية للهجرة غير النظامية بالبحر المتوسط، وقال إن ألمانيا لديها اهتمامات اقتصادية تتمثل بتطلع شركاتها خاصة شركة سيمنس العملاقة للاستثمار بمشروعات للبنية التحتية في مصر.

ونبه الخبير السياسي الألماني إلى أن تخوف السياسة الغربية بشكل عام من تطور الأوضاع بمصر لأوضاع مشابهة لما هو موجود بسوريا وليبيا، يجعل العواصم الغربية تغض الطرف عن الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان بهذا البلد، طالما استطاعت قيادته تحقيق قدر من الاستقرار.

واعتبر شتيفان رول أن المشكلة الأبرز للسياسة الغربية تجاه مصر هي تجاهلها لواقع شديد الخطورة من الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان وغياب مظاهر سيادة القانون، ورأى أن "السياسيين الغربيين الذين يرون مصر الحالية مستقرة مقارنة بسوريا أو ليبيا لا يفهمون أن هذا الاستقرار ليس إلا واقعا لحظيا".

شتيفان رول عبر عن تشاؤمه من تطورات الأوضاع بمصر نتيجة دخولها بدوامة جهنمية من العنف والعنف المضاد، ورأى أن النظام يستطيع منع التظاهرات المناوئة له، غير أن هذه الإجراءات لن تمكنه بكل تأكيد من إيقاف التفجيرات الإرهابية

تشاؤم
وقال رول إنه حتى لو كان صحيحا اعتقاد كثيرين بالغرب أن السيسي غير مسؤول بشكل حقيقي عن القمع لعدم سيطرته بشكل كامل على الشرطة والقضاء، إلا أنه يتحمل بالنهاية مسؤولية سياسية كاملة عن كل ما يجري ببلاده.

وعبر الباحث الألماني عن تشاؤمه من تطورات الأوضاع المستقبلية بمصر نتيجة دخول هذا البلد بـ"دوامة جهنمية" من العنف والعنف المضاد، ورأى أن النظام المصري "يستطيع من خلال إجراءاته القمعية أن يمنع التظاهرات الاحتجاجية المناوئة له، غير أن هذه الإجراءات لن تمكنه بكل تأكيد من إيقاف التفجيرات الإرهابية"، مشيرا أن استمرار حالة عدم الاستقرار الحالية في مصر يلقي بتبعات سلبية على اقتصادها.

وخلص رول إلى أن مجمل مآلات الأوضاع المستقبلية بمصر مرتبط بالمدى الزمني الذي يمكن فيه للدول الخليجية استمرار ضخ أموال مساعدتها للقاهرة.

المصدر : الجزيرة