عشائر الرمادي محبطة

قوة عسكرية خاصة تابعة لقبيلة البو غهد
قوة عسكرية خاصة تابعة لقبيلة البوفهد (الجزيرة)

أحمد الأنباري-بغداد

أصبحت العشائر في مدينة الرمادي (غرب العاصمة العراقية بغداد) محاصرة ووحيدة أمام تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على المدينة بالكامل عقب انسحاب كل التشكيلات العسكرية هناك.

ونشرت العشائر -التي لم يعد أمامها خيار غير القتال- الآلاف من مقاتليها ونظمت استعراضا لقواتها في شرق الرمادي، فيما يتهم شيوخ العشائر هناك القوات الأمنية بـ"إحباط المقاتلين بسبب انسحابهم السريع من مواقعهم قبل أن يدخلوا مواجهات جدية".

ويبرر زعماء محليون انسحاب بعض العشائر المقاتلة في الرمادي بضعف تسليحها الذي يقتصر على البنادق الكلاسيكية الروسية (الكلاشينكوف) مقابل قدرات عالية لدى تنظيم الدولة تشمل أسلحة ثقيلة ومدرعات استخدمها في هجومه على المدينة.

وقال شيخ قبيلة البوفهد رافع عبد الكريم الفهداوي إن عشائر البوفهد في مناطق الخالدية (شرقي الرمادي) نشرت نحو أربعة آلاف مقاتل استعدادا لحماية مناطقها من هجوم تنظيم الدولة لكنه بالمقابل لا يخفي "وجود حالة من خيبة الأمل الكبيرة في صفوف العشائر التي اكتشفت أنها بلا دعم".

‪شيخ قبيلة البوفهد: العشيرة فقدت المئات من أبنائها‬ (الجزيرة)
‪شيخ قبيلة البوفهد: العشيرة فقدت المئات من أبنائها‬ (الجزيرة)

فرار الجيش
وتحدث الفهداوي للجزيرة نت عن تراجع معنويات مقاتلي البوفهد بعد انسحاب القوات الأمنية هناك، و"تنصل الحكومة" من وعودها بتسليحهم ودعمهم، مضيفا أن "فرار الجيش وقوات النخبة التي تملك الأسلحة الثقيلة ولد حالة من اليأس بسبب عدم امتلاك العشائر الأسلحة التي تمكنها من مواجهة تنظيم الدولة منفردة".

وذكر الفهداوي أنه بذل "جهدا كبيرا لإقناع عناصر من قوات ومغاوير الفرقة الثامنة التابعة للشرطة الاتحادية في البقاء على مواقع الصد بمنطقة جوبية (شرق الرمادي)، لكن ما إن تعرضت هذه القوات لإطلاق نار خفيف حتى تركت مواقعها".

وتابع قائلا إن عشيرته "فقدت المئات من أبنائها خلال سنة صمدت فيها بمواجهة المسلحين، كما تعرضت في أوقات كثيرة للجوع والإرهاق أثناء حماية أحياء الرمادي، بالمقابل لم تتسلم طوال تلك الفترة أسلحة ثقيلة كما طلبت في أكثر من مناسبة لمواجهة المسلحين".

ويقول شهود عيان من منطقة الخالدية (شرقي الرمادي) إن مقاتلي العشائر هناك جمعوا ما لديهم من أسلحة و"نظموا حائط صد" بعد أن انسحبت القوات الأمنية نحو الحبانية الواقعة إلى الشرق من الخالدية، وقوات" الفرقة الذهبية"، وهي قوات نخبة متخصصة في قتال الشوارع اتجهت صوب الكيلو 35 القريب من مدينة النخيب التي لا تزال بيد القوات الحكومية.

‪‬ مجموعة من أبناء الأنبار يتبرعون بالدم(الجزيرة)
‪‬ مجموعة من أبناء الأنبار يتبرعون بالدم(الجزيرة)

روايات الشهود
وأوضح شهود العيان أن تلك القوات شوهدت لآخر مرة في الساعة السادسة من مساء الأحد الماضي، فيما بقيت ست سيارات مدرعة تابعة للشرطة الاتحادية في منطقة حصيبة "تختبئ كلما تعرضت لإطلاق نار وتعود مرة أخرى للظهور".

كما تحدث السكان عن عمليات قتل وإعدامات طالت نحو ثلاثمائة شخص من البوعلوان بعد أن سيطر تنظيم الدولة منذ يوم الجمعة الماضي على مناطقهم، ورجح عبد الكريم الفهداوي أن "يكون مقاتلو تلك العشيرة قد انسحبوا بعد نفاد سلاحهم وسيطرة المسلحين على مناطقهم بالكامل".

من جهته، قال حكمت سليمان مستشار محافظ الأنبار إن عشائر المحافظة "مسلحة ببنادق كلاشينكوف، وتعرضت لهجمات بعشرين مدرعة عسكرية مفخخة قتلت العشرات منها، واستهدفت تلك المفخخات مقاتلي القبائل لا القوات الحكومية".

ويعتبر سليمان أنه "ليس من الشجاعة مواجهة العدو من دون سلاح، وليس من العقل أن تتحول العشائر إلى أهداف وهي لا تملك الدعم".

المصدر : الجزيرة