"اليرموك كرامتنا" حملة لإنقاذ المدنيين بالمخيم

حملة اليرموك كرامتنا التي أطلقها نشطاء على الإنترنت لدعم المدنيين العالقين بمخيم اليرموك مع دخول المعارك يومها الخامس
سلافة جبور- دمشق 

مع دخول المعارك في مخيم اليرموك يومها الخامس، أطلق ناشطون فلسطينيون وعرب حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "اليرموك كرامتنا" لإنقاذ آلاف المدنيين العالقين في المخيم الواقع جنوب العاصمة السورية دمشق.

ويطالب المشاركون في هذه الحملة بتحييد المخيم عن الصراع الدائر في سوريا والالتفات لمعاناة المدنيين الذين وقعوا بين مطرقة المعارك والقصف والاشتباكات وسندان الجوع والحصار الذي يعيشون في ظله منذ حوالي عامين.

ومنذ انطلاقتها لاقت الحملة صدى واسعا، على الأخص بموقع تويتر الذي حفل بآلاف التغريدات التي تطلب باتخاذ موقف جدي وسريع لإنقاذ سكان المخيم.

تسليط للضوء
ويقول المدون الفلسطيني هديب رضوان وهو مطلق الحملة إن أهم أهدافها هو نشر معاناة مخيم اليرموك على مواقع التواصل الاجتماعي، وممارسة ضغط على القيادة الفلسيطينية والدول العربية للتحرك وتحمل مسؤولياتهم تجاه سكان المخيم.

ويضيف رضوان للجزيرة نت أن المئات من طلاب الجامعات الفلسطينية شاركوا في الحملة التي ستنطلق في العديد من النشاطات المرافقة لها في الأيام القادمة.

وحسب رضوان -الذي يعمل محاضرا في جامعة فلسطين بغزة- ستعقد ندوة في الجامعة تحت عنوان "اليرموك كرامتنا"، لتسليط الضوء على معاناة المدنيين في المخيم، بمشاركة عدد من النشطاء والإعلاميين وقادة الفصائل الفلسطينية.

ويؤكد رضوان أهمية هذه الحملة التي تطالب كل المسؤولين بالقيام بواجباتهم تجاه ما يحدث في مخيم اليرموك، ويأمل بتوسعها في العديد من البلاد العربية لإيصال صوت المدنيين ومعاناتهم.

قصف واشتباكات
وتأتي هذه الحملة بينما تزاد الأوضاع داخل المخيم سوءا، حيث تكثف قوات النظام السوري قصفها للمنطقة بشكل عنيف، وتزداد حدة الاشتباكات بين الثوار والفصائل الفلسطينية المقاتلة من جهة ومقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من جهة على محاور جامع صلاح الدين وشارع لوبية، وذلك حسب أحد الناشطين داخل المخيم.

ويقول فاروق الرفاعي للجزيرة نت إن هناك أعدادا لا تحصى من الجرحى المدنيين بسبب القصف، في حين تعمل نقطة طبية واحدة على إسعافهم بمشاركة متطوعين من الهلال الأحمر الفلسطيني، مشيرا إلى أن المسعفين يعانون من نقص حاد في الأدوية والمواد الطبية اللازمة، ويستعينون فقط ببعض المواد الأولية في العلاج.

ويؤكد الرفاعي خروج 400 عائلة من المخيم باتجاه بلدات يلدا والتضامن، إلا أن حدة القصف والمعارك الدائرة منعت عائلات أخرى من الخروج، فضلا عن أن مقاتلي التنظيم منعوا منذ عصر الجمعة أي مغادرة للسكان للمخيم.

وبدأت المواجهات في مخيم اليرموك الأربعاء الماضي حين دخل مسلحو تنظيم الدولة إليه عن طريق مواقع تمركزهم في الحجر الأسود بجنوب دمشق، لتندلع اشتباكات بينهم وبين كتائب أكناف بيت المقدس، مما أدى لسقوط قتلى وجرحى من الطرفين.

ولا تزال المعارك والمواجهات محتدمة، حيث يسيطر التنظيم على حوالي 80% من المخيم، في حين تسيطر الكتائب الفلسطينية ومقاتلو الجيش الحر على المساحة المتبقية، في ظل تردي أوضاع المدنيين الذين أرهقهم الحصار والجوع والحرب.

المصدر : الجزيرة