تباين بكردستان العراق بشأن الدستور والرئاسة

epa03146147 Kurdistan Region president Massoud Barzani delivers a speech during the second conference of the Kurdistan Democratic Youth Union to mark the 21st anniversary of Kurdistan Uprising in Erbil, north of Iraq, 15 March 2012. Iraq witnessed in 1991 a popular uprising against the former Iraqi regime. EPA/KAMAL AKRAYI
السجال حول الدستور والرئاسة تزامن مع قرب انتهاء ولاية الرئيس الحالي مسعود البارزاني (الأوروبية)

ناظم الكاكئي-أربيل

شكّل بند رئاسة الإقليم في كردستان العراق نقطة الخلاف الأبرز بين الأطراف السياسية، الساعية إلى وضع دستور جديد للإقليم، تزامنا مع قرب انتهاء ولاية الرئيس الحالي مسعود البارزاني في 19 أغسطس/آب المقبل.

وانقسم البرلمان في الإقليم إلى فريقين: الأول يطالب بالإبقاء على النظام الرئاسي المتبع حاليا، بينما يرى الآخر ضرورة إدخال تعديلات جوهرية عليه.

ويمثل الطرف الأول الحزب الديمقراطي الكردستاني، وهو حزب الرئيس البارزاني، بينما يمثل الطرف الآخر عدد من الكتل البرلمانية، أبرزها الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يترأسه الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني، وحركة التغيير برئاسة السياسي نوشيروان مصطفى.

‪فرست صوفي: لا بد من الوصول إلى توافق سياسي‬ (الجزيرة)
‪فرست صوفي: لا بد من الوصول إلى توافق سياسي‬ (الجزيرة)

مسودة الدستور
ويوضح النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني فرست صوفي أن الحديث عن مسودة الدستور والإعداد له بدأ منذ عام 2002، ورفعت المسودة إلى البرلمان عام 2009 وحصلت على موافقة أغلبية النواب آنذاك، لكنها لم تعرض للاستفتاء العام في حينها.

وتابع صوفي في حديث للجزيرة نت أن الخلافات حول الدستور استمرت حتى ظهور المعارضة البرلمانية، "حيث وصلت الأمور إلى طريق مسدود"، مؤكدا ضرورة الوصول إلى توافق سياسي بين جميع الأطراف، من أجل صياغة دستور توافقي قبل عرضه للاستفتاء الشعبي، مستبعدا أن يكون هناك أي رابط بين إعادة ترشيح البارزاني والدستور.

على الطرف المقابل، أكد النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني كوران آزاد أن الموضوعين مرتبطان، وقال إنه لا يمكن للبارزاني أن يرشح نفسه لدورة ثالثة حسب قانون رئاسة الإقليم، وينبغي على حزبه تسمية مرشح بديل لإجراء انتخابات رئاسية، "قد يطول وقتها".

وتجنبا لهذا -يضيف آزاد- فقد يمهد ذلك لكتابة الدستور بطريقة ترضي الجميع، وفي المقابل تجديد ولاية البارزاني بالتوافق مع تقليل الصلاحيات، أو إعادة سيناريو التمديد لسنتين إضافيتين بموافقة الأغلبية البرلمانية.

وأشار أزاد إلى أنه لو عصفت بالإقليم أزمة سياسية وتعرض لفراغ دستوري في الأشهر الثلاثة المقبلة، فإن ذلك لن يوصله إلى درجة التهديد بوحدة أراضيه أو تقسيمه إلى إدارتين كما كانت قبل عام 2004، "لأن ذلك يعتبر خطا أحمر لدى الشعب، كما أنه سيؤثر على مصالح دول وشركات كبرى لن تسمح بوقوعه".

‪مسعود عبد الخالق ألقى باللوم على السياسيين‬ (الجزيرة)
‪مسعود عبد الخالق ألقى باللوم على السياسيين‬ (الجزيرة)

مسؤولية التأخير
أما الباحث والمحلل السياسي مسعود عبد الخالق فقد حمّل السياسيين في الإقليم مسؤولية تأخير إقرار دستور توافقي كان سيحظى بتأييد شعبي بنسبة لا تقل عن 90%، مشيرا إلى أن السياسيين يطرحون هذه الأمور "فقط أثناء الأزمات كي يمرروا توجهاتهم السياسية على الآخرين".

ورجّح في حديث للجزيرة نت أن يواجه الإقليم أزمة سياسية في غياب دستور "كان يفترض إقراره منذ عشرين عاما". ولكنه استدرك بأن تلك الأزمة لن تؤدي إلى حدوث شرخ كبير في المجتمع الكردستاني أو مطالبات بانفصال بعض المحافظات.

وتوقع عبد الخالق أن يقدم البارزاني استقالته من رئاسة الإقليم مع حلول نهاية ولايته، وفي المقابل عدم ترشح منافسين من جميع الأحزاب الكردستانية، وبالتالي دعوته لسحب استقالته، كما يبقى احتمال التمديد سنتين ممكنا، على أن يتم إقرار الدستور خلال هذه الفترة.

المصدر : الجزيرة