الصراع والتغيير بالعالم العربي تحت مجهر "منتدى الجزيرة"

جانب من المؤتمر الصحافي للإعلان عن تفاصيل منتدى الجزيرة.
المنتدى يشكل فرصة لكل المشاركين لتبادل الرأي والحوار لاستيعاب ما يجري وتجاوز المحنة (الجزيرة)

 محمد أفزاز-الدوحة

كشف منظمو "منتدى الجزيرة" بمؤتمر صحفي اليوم الاثنين في الدوحة عن البرنامج التفصيلي للنسخة التاسعة للمنتدى الذي سيقام خلال الفترة من 4 إلى 6 مايو/أيار المقبل بالتزامن مع الإعلان رسميا عن أسماء الفائزين بأول مسابقة للباحثين الشباب في موضوع "الصراع والتغيير في العالم العربي"، الذي اختير عنوانا لنسخة هذا العام.

وفي هذا الصدد قال مدير عام شبكة الجزيرة الدكتور مصطفى سواق إن المنتدى سيناقش هذا العام الصراع والتغيير بالعالم العربي، وهو صراع تحول من بعده العادي الذي يطبع المجتمعات المتحضرة إلى صراع مسلح، وصراع سلطة وطوائف، على حد تعبيره.

وأضاف أن المنتدى يشكل فرصة لكل المشاركين لتبادل الرأي والحوار بهدف استيعاب ما يجري بالمنطقة ومحاولة المساهمة في تجاوز المحنة، في وقت تعقّد فيه المشهد العربي وبات الالتباس سيد الموقف.

أوضاع مزرية
وخلال المؤتمر أكد سواق أن لا أحد كان يتصور أن تنزلق الأوضاع بالعالم العربي إلى المستوى المزري الذي باتت عليه الآن من حروب داخلية وتوترات وقمع واضطرابات، واصفا هذه الأوضاع  بالـ"عبثية" وغير المقبولة.

‪سواق: الحديث عن العالم العربي‬ (الجزيرة)
‪سواق: الحديث عن العالم العربي‬ (الجزيرة)

وقال سواق إن الحديث عن العالم العربي هو حديث عن قضية وجود، مضيفا أن الشعوب التي كانت تتطلع بالأمس إلى وضع أفضل أصبحت ترى انتهاكا لكل المكتسبات وعودة إلى الدكتاتورية أكثر من ذي قبل.

وشدد على ضرورة الاستمرار في مناقشة وتحليل قضايا العالم العربي مهما تعقدت وتأزمت، مؤكدا أن "منتدى الجزيرة" يشكل المكان الأفضل لإطلاق نقاش شفاف ومهني في أفق تلمس أفكار قد تساعد على فهم ما يجري.

وعبّر عن أمله في أن تسهم النقاشات بالمنتدى في بلورة رؤى وطرح أفكار قد تؤثر في صيرورة المجتمعات العربية، معلنا في الآن ذاته انفتاحه على كل مبادرة من شأنها جمع المتصارعين على طاولة الحوار البناء.

أبعاد الصراع
وفي الإطار نفسه قال المشرف العام للمنتدى كريم الماجري إن نسخة هذه السنة ستشهد تنظيم 16 فعالية بزيادة اثنتين عن العام الماضي.

وأضاف أن المنتدى سيشهد تنظيم ثلاث جلسات رئيسية تتناول الأولى "الأبعاد الإقليمية والدولية للصراع بالعالم العربي"، وتسلط الثانية الضوء على "الإعلام وصراعات الشرق الأوسط"، وتعالج الثالثة "الاستبداد ومستقبل الديمقراطية".

وأشار إلى أن المشاركين في المنتدى سيناقشون بالتحليل قضايا الصراعات بالمنطقة في علاقتها بالهوية الوطنية وموقع الجماعات المسلحة العابرة للحدود، ودور الاقتصاد في تغذية هذه الصراعات أو الحد منها، علاوة على القضية الفلسطينية، ومستقبل تركيا بعد انتخابات يونيو/حزيران المقبل.

المنتدى ستحضره شخصيات بارزة في مقدمتها رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران ونائب الرئيس ورئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح وعدد من المسؤولين والأكاديميين والباحثين

وأوضح أن المنتدى ستحضره شخصيات بارزة في مقدمتها رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران ونائب الرئيس ورئيس الحكومة اليمنية خالد بحاح وعدد من المسؤولين والأكاديميين والباحثين.

الباحثون الشباب
من جهته قال مدير إدارة البحوث في مركز الجزيرة للدراسات عز الدين عبد المولى إن نسخة هذا العام من المنتدى ستقارب موضوع "الصراع والتغيير" بعدما تبين أن المنطقة أضحت غارقة في بحر من الصراعات.

وأضاف أن المُخرج الأساسي للمنتدى هو كيفية فهم طبيعة هذه الصراعات  ومحاولة بلورة رؤية قد تفيد صانع القرار والشعوب وكل من يرغب في استشراف مستقبل هذه المنطقة.

ورأى أن المنطقة تعيش بداية حركة التغيير بكل تعقيداتها وتحدياتها، لافتا إلى أن الرهان على أن الثورات العربية قد انتهت وأن الثورات المضادة قد انتصرت وأعادت حركة التغيير إلى ما كانت عليه هو رهان خاطئ.

وأعلن الباحث بمركز الجزيرة للدراسات كمال القصير عن أسماء خمسة فائزين في مسابقة الباحثين الشباب التي أطلقها المنتدى لأول مرة.

وشملت لائحة الفائزين الباحث عياد أحمد البطنيجي من فلسطين عن بحثه "التغيير والصراع في العالم العربي: منظور جيو إستراتيجي ما بعد استعماري"، والباحث نور الدين جوادي من الجزائر عن بحثه "قراءة في المرجعية الاقتصادية للربيع العربي كأرضية لفهم السبل والآفاق"، والباحث كريم حميدوش من المغرب عن بحثه "التغيير في العالم العربي دروس وعبر".

كما ضمت اللائحة الباحث الحسن حما من المغرب عن بحثه "التغيير والنهوض في العالم العربي: أسئلة في أدوار المثقف وإسهاماته في ديناميكية الثورات العربية"، والباحث طلحة عبد الرزاق من بريطانيا عن بحثه باللغة الإنجليزية "التغيير بالعالم العربي، مقاربات وإمكانات".

يشار إلى النسخة الثامنة من المنتدى الذي عقد العام الماضي تناولت موضوع "إلى أين تتجه حركة التغيير بالعالم العربي؟".

المصدر : الجزيرة