ترحيب لبناني "متفاوت" بطلائع صفقة سلاح تمولها السعودية

فرنسا تسلم دفعة سلاح لجيش لبنان هبة من السعودية
فرنسا تسلم دفعة سلاح لجيش لبنان هبة من السعودية (الجزيرة)

علي سعد-بيروت

بعد نحو عامين من الانتظار، تسلم الجيش اللبناني طلائع صفقة السلاح الفرنسي التي تمولها هبة سعودية بقيمة ثلاثة مليارات دولار، قدمها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، على أن يكون السلاح من فرنسا حصرا، قبل أن يلحقها بهبة أخرى قيمتها مليار دولار.

وشهد مطار بيروت الدولي احتفالا كبيرا بوصول أول شحنة من السلاح الفرنسي، وهي عبارة عن 48 صاروخا مضادا للدروع من نوع "ميلان". وحضر الاحتفال نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، ووزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، وقائد الجيش اللبناني جان قهوجي، ووفدان من كبار الضباط من كلا الدولتين.

وفي المراحل اللاحقة سيتسلم الجيش اللبناني سبع طوافات من نوع "كوغار" للهجوم السريع، وأخرى لنقل الجنود، وأربعة زوارق سريعة كل واحد بطول خمسين مترا، إلى قيادة الجيش فور الانتهاء من تصنيعها الذي يستغرق ثلاثين شهرا. إلى جانب 250 مصفحة ومدرعة وطائرات من دون طيار لم يكن يقتنيها من قبل، ومعدات استطلاع واعتراض اتصال ومناظير ليلية وآليات مدرعة خفيفة ومعدات لنزع الألغام.

ويأتي وصول الدفعة الأولى من الهبة السعودية في وقت شن فيه أمين عام حزب الله حسن نصر الله هجوما شديدا على الرياض على خلفية عملية عاصفة الحزم، بينما أعلنت أطراف داخلية دعمها للعملية.

‪سمير الجسر أثنى على الهبة‬ (الجزيرة)
‪سمير الجسر أثنى على الهبة‬ (الجزيرة)

إشادة
وأثنى النائب في كتلة المستقبل سمير الجسر على الهبة التي شكلت برأيه "دعما للسيادة اللبنانية من الخارج والداخل وسحبت ذريعة أن الدولة اللبنانية غير قادرة، مما يدفع البعض لحمل السلاح، كما أنها أتت في الظرف المناسب لحماية لبنان من مشاكل المنطقة وما أفرزته من منظمات متطرفة على الحدود".

واعتبر الجسر تلك الهبة "دحضا لكل المزاعم والأوهام بأن السعودية تساعد قسما من اللبنانيين"، رافضا مهاجمة المملكة على خلفية عاصفة الحزم "التي هي عاصفة توازن للوضع العربي".

بدوره رحب المحلل السياسي جوزيف أبو فاضل بأي هبة "غير مشروطة تأتي للجيش اللبناني الذي يجب أن يساعد بسلاح نوعي من أي طرف بشكل دائم لوجود إسرائيل من جهة والمجموعات المسلحة من جهة ثانية".

وقال للجزيرة نت، إن الاحتفال الذي أقيم لاستلام الدفعة الأولى من الصفقة "أكبر وأهم بكثير من القيمة الفعلية للأسلحة المحدودة كما ونوعا التي وصلت"، معتبرا أنها "غير كافية أبدا لضرب الإرهاب، ولا بد من تقديم كميات كبيرة منه ومن أسلحة أخرى لإحداث فارق".

وأضاف "كان يجب أن تكون مدة الصفقة سنة أو أقل وليس أربع سنوات فلبنان لا يملك هذا الوقت، وإذا استمر إرسال السلاح بكميات قليلة فهناك خشية من استنزافه مع الوقت"، متسائلا "لماذا لا يكون هناك طائرات متطورة تحدث فارقا على أرض المعركة".

هشام جابر: صاروخ "ميلان" مفيد لكنه ليس في الأولويات، كما أن الصفقة تمتد على أربع سنوات ولبنان لا يملك الانتظار كل هذا الوقت في مواجهة الإرهاب

أولويات
من جهته، قال الخبير الإستراتيجي العميد الركن هشام جابر "إن الصفقة فعالة لأن الجيش بحاجة إلى كل شيء، ولكن ما ستقدمه لا يلبي كل حاجاته، وما أعلن عنه من سلاح ستشمله الصفقة لا يساوي فعليا الثلاثة مليارات دولار التي يمكن عبرها شراء عتاد أكثر بكثير".

ويرى جابر أن صاروخ "ميلان" مفيد "لكنه ليس في الأولويات، كما أن الصفقة تمتد على أربع سنوات ولبنان لا يملك الانتظار كل هذا الوقت في مواجهة الإرهاب، يضاف إلى ذلك أن لا علاقة لها في الدفاع عن لبنان ضد إسرائيل التي هي عدونا الدائم وهذا يستوجب بعض أسلحة الدفاع الجوي غير الموجود في الصفقة".

وأضاف أن الزوارق الثلاثة التي ستقدم من ضمن الصفقة "غير كافية أبدا لحماية حوالي 250 كلم من الحدود البحرية، ولا تشمل صواريخ أرض بحر التي لا يملك الجيش منها، كما أنها لا تشمل سوى عدد قليل من المروحيات".

واعتبر أن السلاح الوحيد الملموس الذي وصل إلى لبنان مؤخرا كان من الولايات المتحدة "التي زودت لبنان مجانا بمدافع 155 ملم ظهرت فعاليتها على الجبهة بشكل مباشر، مشيرا إلى أن واشنطن قدمت أسلحة للبنان في السنة الأخيرة بحوالي مائة مليون دولار".

المصدر : الجزيرة