كركوك تؤجج خلافات البشمركة والحشد الشعبي

قوات البيشمركة
قوات البشمركة الكردية أعلنت أنها ستمنع قوات الحشد الشعبي من دخول كركوك (الجزيرة نت)

الجزيرة نت-كركوك

تثير قضية دخول قوات الحشد الشعبي مدينة كركوك جدلا واسعا في العراق، ففي الوقت الذي تسعى فيه قياداته لدخول المدينة ترفض زعامات كردية وعربية ذلك.

وقال كمال كركوكي عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني ومسؤول قوات البشمركة الكردية على محور غربي محافظة كركوك إن المحافظة ليست بحاجة لوجود قوات الحشد الشعبي، وإنهم إذا ما كانوا بحاجة إليها "فسوف يطلبون ذلك".

وأضاف للجزيرة نت "لن نقبل وجود قوات الحشد الشعبي في كركوك، وسنتعامل معها كمليشيا يتعين إبعادها".

وأعلنت قيادة الحشد الشعبي عن تحريك قوات كبيرة باتجاه كركوك بعد هجوم شنه تنظيم الدولة الإسلامية في 30 يناير/كانون الثاني الماضي، وأسفر عن خسائر كبيرة في صفوف البشمركة.

ونفى مجلس محافظة كركوك إبرام أي اتفاق مع رئيس منظمة بدر هادي العامري على دخول قوات الحشد الشعبي المحافظة والبدء بعمليات تحرير المناطق الجنوبية منها بالتنسيق من قوات البشمركة.

‪طالباني: الاتفاق بين البارزاني والعبادي عام ولم يحدد مناطق العمليات المشتركة‬ (الجزيرة)
‪طالباني: الاتفاق بين البارزاني والعبادي عام ولم يحدد مناطق العمليات المشتركة‬ (الجزيرة)

اتفاق عام
وقال رئيس المجلس ريبوار طالباني للجزيرة نت إن هناك اتفاقا عاما بين رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، ورئيس مجلس الوزراء العراقي حيدر العبادي ينص على أن تكون هناك عمليات تحرير مشتركة للأراضي من عناصر تنظيم الدولة، لكن لم يتم الاتفاق حينها على المناطق التي ستكون فيها العمليات مشتركة.

وعلى الرغم من النفي الكردي فإن المتحدث باسم منظمة بدر -كبرى المليشيات الشيعية- كريم النوري يقول إنهم اتفقوا مع إقليم كردستان العراق على مشاركة الحشد مع البشمركة في معارك كركوك وكذلك في استعادة محافظة نينوى.

وقال النوري للجزيرة نت إن منظمة بدر ورئيس إقليم كردستان العراق اتفقا على توحيد المواقف بشأن إشراك قوات الحشد الشعبي في عمليات تحرير نينوى والأجزاء المتبقية من محافظة كركوك من سيطرة تنظيم الدولة.

الجبوري: نريد تشكيل قوات خاصة بكركوك وتحت قيادتنا (الجزيرة)
الجبوري: نريد تشكيل قوات خاصة بكركوك وتحت قيادتنا (الجزيرة)

عرب كركوك
من جهته، أعلن ممثل المجموعة العربية في مجلس محافظة كركوك محمد خليل الجبوري عدم السماح للحشد الشعبي من محافظات العراق الأخرى بالدخول إلى كركوك.

وقال الجبوري للجزيرة نت "نحن كعرب في كركوك نعلن أن قدوم أي قوات لكركوك مرفوض، ولا نقبل بها ولا نريدها، لأننا كأهالي كركوك نريد أن نشكل قوات خاصة بنا وتحت قيادتنا".

وأضاف "لدينا قادة وضباط من جميع مكونات محافظة كركوك، وأي تشكيل لحماية كركوك سيكون من أهلها حصرا، ونرفض قوات أخرى سواء من الحشد الشعبي أو الحرس الوطني أو غيره".

وأكد مسؤول محلي وشهود عيان أن "قوات البشمركة الكردية بدأت بتنفيذ أوامر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني القاضية بمنع الحشد الشعبي من دخول كركوك، والتصدي له إذا لزم الأمر".

ونقل شهود عيان للجزيرة نت أن البشمركة حصنت مواقعها وبنت سواتر جديدة على الطرق التي يمكن أن تسلكها قوات الحشد الشعبي القادمة من ديالى باتجاه كركوك، وأشاروا إلى أن البشمركة كثفت انتشارها على الحواجز ونقاط السيطرة بعد تلقيها أوامر بمنع دخول الحشد الشعبي.

مخالفة للدستور
وتقول مصادر مطلعة في كركوك إن "المجاميع الشيعية افتتحت أربعة معسكرات تدريب على مشارف كركوك، بينها معسكر في آمرلي ومفرق قادر كرم، ويضم أربعة آلاف عنصر، ومعسكرين آخرين في منطقة داقوق، والرابع على الطريق المؤدي إلى كركوك، ويضم 3500 مقاتل.

وأشارت المصادر للجزيرة نت إلى أن المسلحين الشيعة يقفون على مسافة خمسة كيلومترات من مركز مدينة كركوك، ويشرف على تدريبهم اليومي عشرون ضابطا من دولة مجاورة، في إشارة إلى إيران.

وأضافت أنهم يتجهزون بأسلحة ثقيلة، وأن القوة الشيعية المقاتلة تتكون بالأساس من عناصر تابعة لمليشيات "عصائب أهل الحق،" و"سرايا الخراساني"، و"حزب الله"، و"منظمة بدر".

في المقابل، انتقدت النائبة عن ائتلاف "دولة القانون" زينب عارف قرار البارزاني، وقالت إنه "مخالف للدستور والاتفاقات السياسية".

وقالت للجزيرة نت "إننا نرفض تهديد البارزاني قوات الحشد الشعبي في حال دخولها حدود المناطق المتنازع عليها والمشمولة بالمادة 140″، ودعت إلى "الأخذ بعين الاعتبار الدستور العراقي والقوانين والاتفاقات السياسية والتحديات التي تمر بها البلاد".

المصدر : الجزيرة