دندي الأسكتلندية ونابلس الفلسطينية.. قصة توأمة

أعضاء من جمعية توأمة دندي ونابلس في زيارة رئيس بلدية نابلس غسان الشكعة بمنزله في نابلس
بسام الشكعة (في الأمام) أثناء استقباله شخصيات من مدينة دندي في منزله بنابلس (الجزيرة نت-أرشف)

هاني بشر-دندي/أسكتلندا

قبل أكثر من ثلاثة عقود، كتبت قصة توأمة غير تقليدية بين مدينتي دندي الأسكتلندية (شمال بريطانيا) ونابلس (شمال الضفة الغربية في فلسطين).

بدأت القصة حين قدم رئيس بلدية نابلس بسام الشكعة إلى لندن للعلاج عام ١٩٨٠ بعد أن تعرض لمحاولة اغتيال فقد على إثرها قدميه.

تعرف الشكعة حينها على شخصيات مهمة في دندي، بينهم السياسي جورج غلوي الذي أصبح لاحقا عضوا بمجلس العموم البريطاني.

وناقش الشكعة مع هذه الشخصيات إمكانية استمرار العلاقات بين المدينتين على المدى الطويل، ولاحقا عرض الأمر على مجلس مدينة دندي وصوت أغلب أعضائه لصالح إبرام توأمة بين مدينة تحت الاحتلال وأخرى في قلب أوروبا الغربية.

ومنذ ذلك الحين، بدأت علاقات المدينتين تتعزز عن طريق تبادل الزيارات الشبابية، والمشاريع التعليمية والصحية، وتبرعت مطافئ دندي لنابلس بسيارات إطفاء حريق وحملات تشجير ومنح تدريب كمبيوتر مجانية.

‪فريق غنائي شبابي من نابلس أثناء مشاركته في مهرجان بدندي‬ (الجزيرة نت)
‪فريق غنائي شبابي من نابلس أثناء مشاركته في مهرجان بدندي‬ (الجزيرة نت)

تأييد فاحتجاج
ولمجلس مدينة دندي مواقف مؤيدة للفلسطينيين ومناهضة للاحتلال، وصلت إلى احتجاج السفارة الإسرائيلية في لندن على نشاط سلطات هذه المدينة.

وقد تم تدشين جمعية التوأمة بين نابلس ودندي لترعى مختلف الأنشطة بين المدينتين.

وتصدر الجمعية نشرة فصلية تشرح ما تم إحرازه من تقدم على صعيد العلاقات المتبادلة والمشروعات المشتركة.

ويحتفي مشروع "أشجار زيتون دندي" بالأدب الفلسطيني عبر أنشطة وورش عمل تتناول الشعر والرواية والقصة، ويقام في شهري أبريل/نيسان ومايو/أيار.

وتمثل قصة التوأمة هذه جانبا من أوجه التعاون بين المدن في العالم، إذ تنشط ما يعرف بالدبلوماسية الشعبية لتتجاوز الدور الرسمي للحكومات، خاصة في الدول الغربية ذات الإدارات المحلية غير المركزية.

‪مطافئ دندي تبرعت بسيارات إطفاء لنابلس‬ (الجزيرة نت)
‪مطافئ دندي تبرعت بسيارات إطفاء لنابلس‬ (الجزيرة نت)

إبراز المعاناة
ويقول رئيس بلدية نابلس الحالي غسان الشكعة إن علاقات التوأمة التي تربط عددا من المدن الفلسطينية بمثيلاتها حول العالم تكتسي بعدا سياسيا مهما، خاصة على الصعيدين الشعبي والمحلي.

وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن هذه التوأمة تسهم في إبراز حجم المعاناة التي يمر بها الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الإسرائيلي لأراضيه.

وأضاف أنه "منذ دخول اتفاقية التوأمة بين مدينتي دندي ونابلس حيز التنفيذ عام 1980، اكتسبت العلاقة بين المدينتين بعدا خاصا نظرا لمشاعر التعاطف والود التي يكنها الشعب الأسكتلندي بشكل عام للقضية الفلسطينية".

وأوضح أنه تم تجديد اتفاقية التوأمة بين المدينتين عام 1996، قائلا إن نابلس تفخر بهذه العلاقة، حيث استطاعت أن تقدم بديلا عمليا عن صراع الحضارات يتمثل في الحوار رغم واقع الاحتلال وصعوبة الظروف السياسية والاقتصادية.

أما المتحدث باسم مجلس مدينة دندي مارك بويل فيقول للجزيرة نت إن الزيارات المتبادلة بين السكان في نابلس ومدينته أتاحت لكل طرف فهم الآخر بشكل أعمق.

وأشار إلى أن فكرة المواطنة العالمية جزء رئيسي في مناهج التعليم في أسكتلندا، قائلا إن التوأمة مع مدينة نابلس تجسيد عملي لهذه الفكرة.

المصدر : الجزيرة