رواتب موظفي الموصل تتأخر وتنظيم الدولة بريء

احد ازقة وسط الموصل
موظفون كُثر في الموصل يعانون في ظل تأخر وصول رواتبهم من بغداد (الجزيرة)

أحمد الأنباري-بغداد

اتهامات عدة وُجهت في الآوانة الأخيرة لـتنظيم الدولة الإسلامية بالاستيلاء على عشرات ملايين الدولارات شهريا من رواتب موظفي الحكومة العراقية في المناطق التي يسيطر عليها مثل الموصل.

وفي الوقت الذي نفى فيه عدد من الموظفين الحكوميين من مدينة الموصل اقتطاع تنظيم الدولة نسبة من مرتباتهم -كما تداولت بعض وسائل الإعلام- فإن مسؤولا حكوميا رفيعا أكد حرص بغداد على إيصال رواتب الموظفين في الموصل شهريا دون تأخير.

وأوضح المتحدث بإسم الحكومة العراقية سعد الحديثي أن "الحكومة حريصة على إيصال الرواتب الشهرية إلى الموظفين الحكوميين في محافظة نينوى بصورة مباشرة"، مشيرا إلى أن "الحكومة العراقية لا تسمح بأن تكون هذه المرتبات جزءا من تمويل تنظيم الدولة الإسلامية، وفي حال تأكد وصولها إلى التنظيم فإن هناك إجراءات سيتم اتخاذها لمنع التنظيم من الاستفادة منها".

ويؤكد الحديثي أنه لم تصل معلومات للحكومة المركزية ببغداد تتحدث عن استقطاع نسب من قبل التنظيم أو الاستيلاء على رواتب الموظفين.

‪العلاف: الرواتب لا تتعرض للنهب من قبل تنظيم الدولة‬  (الجزيرة)
‪العلاف: الرواتب لا تتعرض للنهب من قبل تنظيم الدولة‬  (الجزيرة)

تنسيق كبير
من جهته، يؤكد حسن العلاف -نائب محافظ نينوى- أن بعض الوزارات أوقفت إرسال رواتب موظفين بمحافظة نينوى ثبت تواطؤهم مع تنظيم الدولة.

وينفي العلاف تعرض رواتب الموظفين لعمليات نهب من قبل التنظيم، وقال للجزيرة نت إن "الإجراءات المتبعة في نقل الرواتب من المركز في بغداد إلى محافظة نينوى، تتم وفق تنسيق عال مع مكاتب الصرافة الأهلية القريبة من المحافظة، لتصل بعد ذلك إلى الدوائر الحكومية العاملة في الموصل دون أن تتعرض للنهب من قبل تنظيم الدولة".

من جانبه أكد النائب عن ائتلاف دولة القانون موفق الربيعي أن موظفي المناطق التي وصفها بـ"المحتلة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية"، يمارسون مهامهم على نحو طبيعي، مشيرا إلى أنه "في حال قمنا بقطع رواتب موظفي هذه المناطق فسينقلب الأمر على الحكومة وليس على المسلحين".

ويطالب الربيعي -وهو مستشار الأمن الوطني العراقي السابق في تصريح للجزيرة نت- "باتباع آليات دقيقة تحول دون وصول رواتب الموظفين إلى المسلحين"، وفيما لم يكن الربيعي متأكدا من وصول بعض تلك الأموال إلى يد التنظيم، فإنه دعا الحكومة لتحسين الوسائل التي تضمن وصول الرواتب إلى الموظفين على نحو مباشر.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، قد ادعت أن تنظيم الدولة الإسلامية يستولي على عشرات ملايين الدولارات شهريا من رواتب موظفي الحكومة العراقية في المناطق التي يسيطر عليها مثل الموصل، وأشارت إلى أن حكومة بغداد تستمر في إرسال تلك الأموال للموظفين بهدف الحفاظ على الدعم المحلي.

‪الربيعي طالب باتباع آليات دقيقة تحول دون وصول رواتب الموظفين للمسلحين‬ (الجزيرة)
‪الربيعي طالب باتباع آليات دقيقة تحول دون وصول رواتب الموظفين للمسلحين‬ (الجزيرة)

تأخر الرواتب
لكن موظفين في الموصل أعربوا عن استيائهم وتذمرهم البالغ من آلية صرف رواتبهم حيث يتذبذب وصولها، إما بسبب تأخر وصولها من الحكومة ببغداد، أو بسبب سوء خدمة الاتصالات التي تعطل عمل "البطاقة الذكية" التي يحصل الموظفون على رواتبهم من خلالها، فيما يحاول آخرون الحصول على رواتبهم الشهرية من مصارف مدينة كركوك المجاورة لمحافظة نينوى.

يقول الضابط المتقاعد في الموصل أبو يونس الجبوري إن هناك معاناة وصعوبات في عملية تسلم الرواتب التي تصلهم من الحكومة المركزية ببغداد، لأنها تتم من خلال البطاقة الذكية، التي تحتاج لشريحة وشبكة اتصالات مثل الهواتف المحمولة، وعندما يتم قطع شبكات الهاتف المحمول فإنها تتأثر بذلك، وعندها يواجه الموظفون صعوبات في الحصول على رواتبهم.

ويضيف الضابط -الذي فضل عدم ذكر اسمه بالكامل للجزيرة نت- "حين يقوم تنظيم الدولة الإسلامية بقطع الاتصالات في المدينة، تبدأ معاناتنا في الحصول على الرواتب الشهرية".

ويقول ميران إبراهيم -موظف بجامعة الموصل يسافر لمدنية كركوك ليستلم راتبه الشهري من أحد مصارفها- "تعرضنا للمخاطر في طريقنا لكركوك من أجل استلام رواتبنا التي تأخرت ستين يوما، وهذا التأخير أثر على أوضاعنا المادية بصورة كبيرة".

وأضاف للجزيرة نت أن "إحدى السيارات التابعة لبعض زملائنا تعرضت للقصف الجوي من قبل طيران التحالف في الطريق إلى كركوك".

المصدر : الجزيرة