الإسلاموفوبيا.. دعاية نتنياهو وليبرمان الانتخابية

حزب "يسرائيل بيتنو" بزعامة وزير الخارجية افيغدور ليبرمان وظفت حملته الانتخابية للتحريض على الإسلام، ويتعهد بحملته الانتخابية باللغتين العبرية والروسية السعي لتشريع قانون بفرض "حكم الأعداء على الإرهابيين"-بالإشارة للمقاومين الفلسطينيين والتنظيمات الإسلامية"، بالصور لافتات انتخابية لحزب ليبرمان في مدينة حيفا، شهر مارس – آذار 2015.
وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان وظف حملته الانتخابية للتحريض على الإسلام (الجزيرة)

محمد محسن وتد-القدس المحتلة

يعتقد محللون وباحثون أن توظيف معسكر اليمين الإسرائيلي التحريض على الإسلام بالحملات الدعائية لانتخابات الكنيست يعكس الأزمات الداخلية لهذه الأحزاب وتراجع شعبيتها، إذ تسعى عبر الترهيب من الإسلاميين إلى استمالة مشاعر الناخب الإسرائيلي.

ويدل التحريض المتصاعد لزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان على الإسلام على مأزق سياسي انتخابي أيضا، ويعكس تدهور الثقافة السياسية في المجتمع الإسرائيلي.

ويؤمن ليبرمان -كما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو– بأن التحريض على الفلسطينيين يخدمه انتخابيا ولا يقصيه، وهو اعتقاد ينطلق من فهم التوجهات العنصرية المعادية للعرب والإسلام في المجتمع الإسرائيلي.

وكان ليبرمان وصف تحالف القائمة المشتركة للأحزاب العربية بالطابور الخامس التابع للإسلام المتطرف المتمثل بتنظيم الدولة الإسلامية وحماس.

وطالب بتشريع قانون يقضي بفرض حكم الإعدام على المقاومين الفلسطينيين والإسلاميين الذين يدعون لإبادة دولة إسرائيل، ودعا إلى إعادة احتلال غزة، والقضاء على حكم حركة حماس.

وحذر من أي تسوية مع الفلسطينيين، زاعما أنها ستؤدي إلى سيطرة الإسلاميين، لافتا إلى أن إسرائيل ملزمة بالتوصل إلى تسوية إقليمية في الشرق الأوسط مع الدول المعتدلة لكبح "الإرهاب الإسلامي".

الطرح ذاته عرضه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في حملته الانتخابية حين تطرق إلى حل الدولتين قائلا "لن تكون هناك انسحابات أخرى، فالظروف الإقليمية التي نشأت في الشرق الأوسط تشير إلى أنه في المناطق التي يتم إخلاؤها يسيطر عليها "الإسلام المتطرف والتنظيمات الإرهابية"، وعليه لن يكون هناك إي انسحاب أو تنازل عن أراضٍ بالضفة الغربية".

 شلحت: نتنياهو يريد فرض وقائع على الأرض بالتحريض على الإسلاميين (الجزيرة)
 شلحت: نتنياهو يريد فرض وقائع على الأرض بالتحريض على الإسلاميين (الجزيرة)

تحريض وتخويف
ويعتقد الباحث بالشؤون الإسرائيلية أنطوان شلحت أن توظيف التحريض على الإسلام والترهيب والتخويف منه يأتي في سياق السياسية العنصرية والتمييز التي تمارس ضد الفلسطينيين بإسرائيل، وذلك عبر استغلال أعمال يقوم بها تنظيم الدولة لإسقاطها على نضال الشعب الفلسطيني.

وعن الدوافع من وراء توظيف زعيم حزب الليكود الحاكم نتنياهو التخويف من الإسلام والتحريض عليه في خطابه الانتخابي قال شلحت للجزيرة نت "هو يريد فرض وقائع على الأرض واستباق الأمور عندما يتمادى ويدعي أن الإسلام المتطرف يحول دون التقدم بالعملية السياسية مع الفلسطينيين، زاعما أن أي انسحاب من الأراضي الفلسطينية سيمهد لسيطرة الإسلاميين".

من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور مهند مصطفى أن تصريحات ليبرمان ضد فلسطينيي 48 ليست جديدة، ولكن نشهد "تصعيدا واضحا لدرجة التحريض على القتل إذا تجاوزنا الخلفية الفكرية لليبرمان الذي يمثل بسلوكه وخطابه أحزاب اليمين المتطرف بأوروبا" التي تتميز بخطاب عنصري الذي يركز على "الإسلاموفوبيا".

وأوضح مصطفى في حديثه للجزيرة نت أن ليبرمان هو جزء من يمين يشبه اليمين المتطرف بأوروبا، فالليكود وحزب "البيت اليهودي" باتا حزبين يمينيين متطرفين على النمط الأوروبي وربما أشد، إلا أن الفرق هو أن "اليمين المتطرف في أوروبا هو في مواقع المعارضة ولا يزال ضعيفا، بينما بإسرائيل هو في السلطة".

مفيد: التحريض على الإسلام متأصل في الخطاب السياسي الإسرائيلي(الجزيرة)
مفيد: التحريض على الإسلام متأصل في الخطاب السياسي الإسرائيلي(الجزيرة)

ردة عكسية
ويتفق عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر عبد الحكيم مفيد مع هذا الطرح، ويؤكد أن التحريض على الإسلام متأصل في الخطاب السياسي الإسرائيلي، إذ تتصاعد حدته بحسب الظروف ويخضع استعماله وتوظيفه للغايات، حيث تفرض الحملات الانتخابية في هذه المرحلة حدة هذا الخطاب التحريضي الذي يعكس الأزمات الداخلية لنتنياهو ولليبرمان.

وعزا مفيد في حديثه للجزيرة نت "الإفراط في التحريض على الإسلام بالدعاية الانتخابية لليبرمان ونتنياهو إلى خسارة الأخير الانتخابات والحكم".

وأوضح أن هناك بالضرورة حدودا ومدى للفعالية والنجاعة من الترهيب والتخويف، وفي مرحلة معينة قد يحدث هذا التوظيف ردة عكسية إلا أنه يتم استخدامه في هذه المرحلة المفصلية لمعسكر اليمين سعيا إلى استمالة المشاعر والمصوتين.

المصدر : الجزيرة