نظام الأسد يشن حربا نفسية لاقتحام الغوطة

الدمار جراء الغارات الجوية على مدينة دوما بريف دمشق الشرقي
دوما تعيش دمارا كبيرا جراء القصف المستمر للنظام السوري (ناشطون)

سامح اليوسف-الغوطة الشرقية

تستمر حملة النظام السوري العسكرية على الغوطة الشرقية، والتي يصفها ناشطون بأنها الأعنف والأشد ضراوة منذ اندلاع الثورة على نظام بشار الأسد، والتي استعمل فيها النظام كافة الأساليب القتالية والأسلحة الثقيلة.

لكن الحرب لدى النظام السوري ليست عسكرية فقط، بل أيضا هي حرب إعلامية ونفسية تحرض كل يوم على قتل المدنيين بوصفهم "إرهابيين".

فصفحات التواصل الاجتماعي ومواقع حكومية وغير حكومية مؤيدة للنظام السوري، جرى تسخيرها للحشد الإعلامي للهجوم على الغوطة الشرقية.

‪نموذج من الحرب النفسية التي يمارسها النظام على سكان الغوطة الشرقية‬ (الجزيرة)
‪نموذج من الحرب النفسية التي يمارسها النظام على سكان الغوطة الشرقية‬ (الجزيرة)

سهيل الحسن
وبدأت بعض تلك المواقع نشر أخبار أن العقيد سهيل الحسن -الذي يلقبونه بـ"النمر"- قد توجه إلى أطراف الغوطة من جهة دوما لقيادة الاقتحام الذي سيشنه الجيش السوري على المدينة قريبا، ويمهد له جيش النظام بقصف جوي ومدفعي مكثف، حسب قولهم.

وسهيل الحسن هو عقيد في الجيش السوري بدأت شهرته ترتفع في الأشهر القليلة الماضية عندما قاد الحملة العسكرية على مدينة مورك بريف حماة، إضافة إلى تمكنه من قيادة حملة عسكرية أدت إلى استعادة سيطرة النظام على حقل الشاعر للغاز بريف حمص من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية.

ويؤكد قتيبة الدرة -أحد المشرفين في تنسيقية دوما على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك- أن حشدا كبيرا من المؤيدين يدخلون للصفحة بشكل مستمر ويهددون أهل المدينة من خلال تعليقاتهم بسهيل الحسن، كما يقول.

وأضاف للجزيرة نت "يرون في سهيل الحسن المخلص الذي سيحرق المدينة فور وصوله إلى مشارفها، وأنه سينتقم لرجال الجيش العربي السوري بقتل أطفال المدينة ونسائها قبل رجالها".

ولم يتوقف الأمر عند ذلك وحسب، بل أطلقت عشرات الصفحات الأخرى بيانا، قالت إنه صادر عن القيادة العسكرية السورية، يمهل أهالي المدينة يومين فقط لإخلائها قبيل قصفها بصواريخ تشرين وزلزال شديدي التدمير.

سعاد خبية: 
النظام يستخدم الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كسلاح وبيئة لتطبيق نهج التحريض على المناطق السورية الثائرة لتبرير قتله أهلها وزرع مشاعر الكراهية ضدهم واستقطاب أفراد جدد للعمل معه تحت ضغط تلك المشاعر

حرق دوما
وأنشأ ناشطون مؤيدون صفحات حملت اسم "معا لحرق دوما"، في إشارة واضحة لحجم الحملة الإعلامية على مدينة دوما في الغوطة الشرقية.

وترى الصحفية والناشطة السياسة سعاد خبية أن النظام اعتمد على فكرة الإيقاع بين المناطق السورية وتفتيت اللحمة الاجتماعية كأحد أساليب الحكم منذ بداية عهده قبل عقود، "ولكن هذا السلوك أخذ منحى أكثر وضوحا أثناء الثورة".

وتضيف سعاد للجزيرة نت "يستخدم النظام الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كسلاح وبيئة لتطبيق ذلك النهج في التحريض على المناطق السورية الثائرة لتبرير قتله أهلها وزرع مشاعر الكراهية ضدهم واستقطاب أفراد جدد للعمل معه تحت ضغط تلك المشاعر".

وتتابع "انتقل الموضوع اليوم لمستوى آخر من التحريض تجاه مدينة دوما، خاصة من خلال إطلاق تصريحات عبر بعض رجال السلطة الكبار كجميل حسن الذي توعد بمسح دوما من الخارطة، وهذا التصريح هو دليل واضح على إصرار النظام على نهج الإبادة".

من جانبه، اعتبر مدير المكتب الإعلامي لاتحاد تنسيقيات الثورة السورية يوسف البستاني أن ما سماه "إفلاس النظام عسكريا وقتاليا على الأرض، وفقره الشديد لانتصار يحققه بالغوطة الشرقية هو السبب المباشر لهذه الحملة المسعورة".

ويسخر البستاني من تهديدات النظام وحلفائه باستخدام صواريخ جديدة لقصف الغوطة بالقول "الغوطة الشرقية ذاقت جميع أنواع الأسلحة دون استثناء، ولم يبق النظام سلاحا إلا واستخدمه، بما فيها السلاح الكيماوي، فبماذا يخيفنا الآن؟"

المصدر : الجزيرة