زياد الكربولي مسؤول "الغنائم" في تنظيم القاعدة بالعراق

الأردن ينفذ حكم الإعدام بزياد الكربولي
الكربولي حكم بالإعدام عام 2008 ونفذ فيه فجر الأربعاء 4/2/2015 (الجزيرة)

محمد النجار

لم تكن السجدة التي أداها العراقي زياد خلف الكربولي في 17/6/2008 عندما سمع نطق الحكم بإعدامه في محكمة أمن الدولة الأردنية سوى الفصل الثاني في قصة عضو تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين الذي غاب بعدها عن الأخبار، ليعود خبر إعدامه ليتصدر وسائل الإعلام صباح اليوم الأربعاء مع ساجدة الريشاوي ردا من الأردن على إعدام تنظيم الدولة الإسلامية الطيار معاذ الكساسبة حرقا.

قصة الكربولي مع الأردن بدأت عام 2005 عندما بدأت عمان تعلن عن حوادث استهداف سيارات وشاحنات أردنية أو قادمة من عمان باتجاه بغداد قتل خلالها أربعة سائقين أردنيين، إضافة لدبلوماسييْن مغربيين يعملان في سفارة بلادهما بالعراق، وغيرها من الحوادث.

في مايو/أيار 2006 -وقبل نحو شهر من مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي بغارة أميركية- أعلنت وحدة "فرسان جند الحق" في المخابرات الأردنية -وحدة مهمات خارج الأردن- أنها اعتقلت "مسؤول الغنائم" في تنظيم القاعدة بالعراق زياد الكربولي الذي ظهر لاحقا في مقابلة مسجلة بثها التلفزيون الأردني اعترف فيها بتنفيذ بعض العمليات، وروى كيف قتل سائق الشاحنة الأردني خالد الدسوقي.

من لبنان
المشهد اتضح أكثر في الجلسة الأولى لمحاكمة الرجل في اليوم الأخير من أغسطس/آب من العام نفسه عندما مثل أمام محكمة أمن الدولة لأول مرة، يومها تلا القاضي عليه لائحة اتهامه، وأبلغه أنه موقوف منذ تاريخ 10/5/2006 ليصرخ الكربولي "لا.. أنا خطفوني وجابوني من لبنان في 6/5″، في عملية لم تكشف الكثير من تفاصيلها.

وتابع الكربولي وقتها أنه منع من الاتصال بعائلته في العراق، أو الاتصال بعمه الذي قال إنه يعمل بجامعة الزرقاء الأهلية، وكال الاتهامات للمخابرات الأردنية بأنها خطفته وقامت بتعذيبه.

خطاب الرجل في تلك الجلسة انتقل من الحديث عن تقنيات المحاكمة من توكيل محام إلى التهم المسندة له وإلى التعليق على التهم المسندة له، وهي القيام بأعمال إرهابية أفضت إلى موت إنسان، والتي أبلغه القاضي أن عقوبتها تصل إلى الإعدام، فقال "الإعدام في سبيل الله".

خلال الجلسة ذاتها ردد الكربولي أكثر من مرة عبارات "حسبي الله ونعم الوكيل"، إضافة لعبارات تتوعد "الكفار" بالقتل.

زياد الكربولي كان العراقي الوحيد الذي حوكم حضوريا في المحكمة التي استمرت لنحو عامين، وحوكم غيابيا معه شقيقه إياد و11 متهما، منهم قائد قاطع الأنبار في تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين

قتل وحرق
وتشير لائحة اتهام الكربولي إلى أنه كان يعمل مخلصا جمركيا في حدود طريبيل العراقية مع الأردن، وأنه جرى تجنيده من قبل تنظيم القاعدة في العراق لغايات تنفيذ عمليات ضد شاحنات ومصالح أردنية عوضا عن محاولة خطف ضابط يعمل في نقطة الحدود الأردنية مع العراق، وإبلاغ التنظيم عن تفاصيل السيارات القادمة من الأردن تجاه العراق.

وزياد الكربولي كان العراقي الوحيد الذي حوكم حضوريا في المحكمة التي استمرت لنحو عامين، وحوكم غيابيا معه شقيقه إياد و11 متهما، منهم قائد قاطع الأنبار في تنظيم القاعدة ببلاد الرافدين.

وأدين الكربولي والمتهمون بتنفيذ عمليات أدت لقتل أربعة أشخاص، وتنفيذ 65 حالة سلب، و11 حالة حرق لسيارات وشاحنات.

وكان محامي الكربولي الذي عينته المحكمة قد دفع بأن موكله مصاب بمرض نفسي يجعله لا يدرك كنه أفعاله، لكن لجنة طبية متخصصة أكدت أن الكربولي لا يعاني من أي أمراض نفسية، وأنه يتمتع بكامل قدراته العقلية.

المصدر : الجزيرة