منظمات تطالب بمزيد من الدعم للنساء الإيزيديات
الجزيرة نت-دهوك
تقول سلمى للجزيرة نت "كنا حوالي ستين فتاة إيزيدية، وقعنا بيد مسلحي تنظيم الدولة، وتم حجزنا في قاعات خاصة، وبعدها قاموا بفرزنا ونقلنا إلى الحي الثقافي بمدينة الموصل، وفصلوا بيننا وقسمونا جماعات بحسب الأعمار، ثم قاموا بترحيلي مع مجموعة من صديقاتي إلى مدينة الرقة السورية".
وأوضحت أنها استطاعت الفرار من المكان الذي كانت مسجونة فيه بمساعدة أحد الأشخاص دون أن توافق على إعطاء المزيد من التفاصيل، بعد أن بقيت بقبضة التنظيم لأكثر من شهر.
وأضافت قائلة "بقيت مختبئة في الرقة لمدة أربعة أيام حتى استطعت الحصول على هاتف جوال واتصلت بأقربائي في إقليم كردستان، الذين رتبوا خروجي عن طريق تركيا".
معاناة
تعيش سلمى الآن في مخيم شاريا للنازحين (10 كلم جنوب مدينة دهوك) في ظروف صعبة. وتقول "أنا الآن أعيش مع عائلة من أقربائي تحت خيمة واحدة، وهنالك العشرات من أمثالي. اتصل بنا الأطباء والعديد من المنظمات الإنسانية لكن المعاناة متواصلة".
وطالبت سلمى المنظمات الدولية والحكومة العراقية بإنقاذ من بقي من أهلها من أسر مسلحي تنظيم الدولة، وتضيف "هنالك 12 من أفراد عائلتي محتجزون، كما أننا هنا بحاجة إلى مساعدة من الناحية النفسية والمادية، لأنه ليس لنا عائل".
وتقدم منظمة "ماك" الدعم للنساء الإيزيديات اللاتي تضررن من الحرب والمواجهات في المناطق التي يسكنها الإيزيدون في العراق.
تقول رئيسة المنظمة سوزان سفر إن هناك الكثير من النساء اللواتي استطعن الفرار من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، وتضيف أنه بحسب الإحصائيات التي أعلنتها ممثلية رئيس إقليم كردستان لشؤون النازحين، فإن 600 شخص قد تم إنقاذهم حتى الآن، بينهم نحو 400 امرأة، يتوزعن على 12 مخيما في محافظة دهوك.
وأشارت سفر إلى أن هؤلاء النسوة بحاجة إلى "جميع أنواع المساعدة، وأهمها الدعم النفسي والاجتماعي، فنحن من جهتنا قمنا بفتح دورات خاصة بهن، إضافة إلى أننا نحاول بالتعاون مع المنظمات الدولية إيجاد فرص عمل لهن كي يندمجن مع الحياة مرة أخرى، وبذلك نقلل من آثار التجارب المريرة التي مررن بها، كما أن هناك عددا من المنظمات الخيرية ساهمت في دفع مبالغ مالية لهؤلاء النسوة كي يبدأن حياة جديدة".
مساعدات شكلية
من جهة أخرى، تؤكد الإعلامية فيان أكرم أن الفتيات اللواتي نجين من قبضة تنظيم الدولة لم يتم استيعابهن بالشكل الصحيح.
وتضيف للجزيرة نت "هنالك العديد من المنظمات الدولية والإنسانية التي تقول إنها تقدم الدعم للناجيات الإيزيديات، لكن هذا الدعم قليل جدا، إذ يقتصر على مراجعة الطبيب أو ما شابه، في حين إنهن بحاجة إلى مساعدات أكثر ولا سيما من قبل الجهات الحكومية في العراق وإقليم كردستان".
ويتفق معها الناشط المدني أرشد محو، الذي قال للجزيرة نت "هؤلاء النساء مررن بتجارب مريرة، ومن الممكن أن تظهر آثارها السلبية خلال المستقبل القريب في حال لم يتم التعامل معهن بشكل علمي مدروس، فهن بحاجة إلى رعاية طويلة الأمد من قبل مؤسسات مختصة تقوم بتأهيلهن، وتوفر لهن الدعم المالي والنفسي والاجتماعي وتزيل الآثار السلبية عن أذهانهن".
جدير بالذكر أن حوالي خمسة آلاف من النساء الإيزيديات قد وقعن في قبضة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية بحسب إحصائيات مركز لالش الثقافي الإيزيدي، وغالبيتهن من سكان قضاء سنجار شمالي العراق.