في العراق.. هدّمت مساجد ومراقد وكنائس

تدمير مرقد النبي يونس
مرقد النبي يونس بالموصل تم تدميره على أيدي عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (الجزيرة)

علاء حسن-بغداد

"الفاروق" أحد أقدم المساجد التي شيدت في محافظة الأنبار، ويرجع تاريخ بنائه إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ويقع في ناحية البغدادي المطلة على نهر الفرات.

مئذنة الفاروق التي يبلغ طولها مائة متر ظلت شامخة منذ زمن بعيد، ومثّل المسجد على مر العصور أيقونة تاريخية تستهوي الرحالة والمسافرين.

غير أن تنظيم الدولة الإسلامية وضع حدا لسيرورة هذا المعلم الثقافي والديني، فقد فجر المسجد بعد محاصرته ناحية البغدادي في الأنبار، مما أثار استياء كبيرا بين العراقيين.

وإلى جانب الفاروق هدم التنظيم مزارات أربعين صحابيا وضريح نبي الله يونس في الموصل وقبر بن الأثير أحد أهم المؤرخين في التاريخ الإسلامي بمدينة الأنبار ومسجد السلطان ويس التاريخي في حي الفاروق.

كما هدم مسجد هومن التاريخي وضريح شيخ الطريقة الصوفية أحمد الرفاعي، إضافة إلى جامع وضريح الشيخ فتحي الذي يعود تاريخه إلى عام 1050 ومسجد ومرقد الشيخ قضيب البان المشيد بتاريخ 1150.

ويسوق تنظيم الدولة "مبررات شركية" تبيح له هدم المساجد والكنائس والحسينيات الشيعية. ويقول شامل العبيدي -من ناحية البغدادي- إن سكان الأنبار يعتبرون مسجد الفاروق إرثا تاريخيا وثقافيا، حيث يعود إلى عهد الخلافة الراشدة ويقدم مثالا على روعة التصميم الإسلامي.

وبين العبيدي للجزيرة نت أن تنظيم الدولة عمد إلى تفجير هذا المسجد لرغبته في طمس الهوية التراثية للعراق، ومنها هذا المسجد وغيره من بيوت الله في الموصل، على حد قوله.

‪مزار أحمد الرفاعي في تلعفر هدمه تنظيم الدولة الإسلامية‬ (أسوشيتد برس)
‪مزار أحمد الرفاعي في تلعفر هدمه تنظيم الدولة الإسلامية‬ (أسوشيتد برس)

دواع انتقامية
أما عبد الحليم العبيدي فقال إن تنظيم الدولة فجر جامع الفاروق الكبير لدواع انتقامية بعد أن تمكنت قوات العشائر بمساندة الجيش العراقي من كسر الحصار عن المناطق التي احتلها التنظيم.

وأكدت المواقع التابعة لتنظيم الدولة جواز هدم المساجد المخالفة للشريعة الإسلامية اعتمادا على واقعة مسجد الضرار الذي بناه المنافقون في المدينة، والحديث الذي يفيد بهدم بيوت الله المبنية على القبور.

غير أن الشيخ عبد الملك السعدي -أحد أبرز علماء السنة في العراق- أصدر بيانا يدحض فيه جواز هدم المساجد التي توجد داخلها قبور. وأشار إلى أن كل أئمة المذاهب وابن تيمية وغيره صلوا في المسجد النبوي رغم وجود القبور فيه.

وحتى الآن لم يصدر المجمع الفقهي العراقي لكبار الدعوة والإفتاء أي بيان بخصوص هدم مسجد الفاروق.

غير أن مدير العلاقات والإعلام في المجمع الشيخ مصطفى البياتي أكد للجزيرة نت أنه لا يجوز الاعتداء على المساجد، مشيرا إلى حديث "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا"، وهو ما ينافي هدمها.

وأضاف البياتي أن هدم المساجد ذنب عظيم يجب الاستغفار منه، قائلا إن القبور يمكن نقلها وعزلها بدل اتخاذها ذريعة لتفجير بيوت الله.

المصدر : الجزيرة