الحوثيون يصعّدون ضد هادي في معركة الشرعية

تصاعد الرفض الشعبي لانقلاب الحوثيين
تصاعد الرفض الشعبي لانقلاب الحوثيين في اليمن (الجزيرة)

مأرب الورد-صنعاء

صعّدت جماعة أنصار الله (الحوثيين) من مواجهتها مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي واعتبرته "فاقدا للشرعية كرئيس لليمن", وحذرت من التعامل معه محليا وخارجيا باعتباره "مطلوبا للعدالة", في حين وصف سياسيون هذه الخطوة بالطائشة وتعكس المأزق السياسي للحوثيين.

ووصفت "اللجنة الثورية العليا" التابعة للحوثيين في بيان لها اليوم الثلاثاء تحركات الرئيس هادي بالمشبوهة والطائشة والمتخبطة، وخاطبته بصفة "المدعو"، مؤكدة أنه "فاقد للشرعية لأي تصرف كرئيس للجمهورية اليمنية".

وحددت اللجنة خياراتها القادمة بأنها ستلجأ إلى مساءلة "كل من يتعامل مع هادي بصفته رئيس دولة وينفذ أوامره من كافة موظفي الدولة ومسؤوليها وبعثاتها الدبلوماسية".

وعلى المستوى الخارجي, دعت كافة الدول الشقيقة والصديقة لاحترام ما سمتها "خيارات الشعب اليمني وقرارته وعدم التعامل مع هادي، باعتباره لم يعد ذا صفة في أي موقع رسمي بل هو مخل بالمسؤولية ومطلوب للعدالة".

وتأتي هذه الخطوة بعد أن هددت اللجنة ذاتها أمس الاثنين الوزراء المستقيلين الرافضين مهام تصريف الأعمال بإحالتهم إلى النيابة العامة لمحاكمتهم بتهمة "الخيانة", وتعيين نوابهم بدلا عنهم في تسيير أعمال الوزارات، بحسب قناة المسيرة التابعة للجماعة.

في المقابل, أعلن الرئيس عبد ربه منصور هادي أنه أبلغ البرلمان بسحب استقالته التي قدمها يوم 22 يناير/كانون الثاني الماضي ضمن سلسلة إجراءات قام بها السبت لاستعادة السلطة منذ وصوله عدن جنوبي اليمن إثر تمكنه من مغادرة منزله بصنعاء والإفلات من الإقامة الجبرية المفروضة عليه من قبل الحوثيين.

وكان هادي قد أكد في بيان له أن كل الإجراءات التي تمت منذ 21 سبتمبر/أيلول الماضي (تاريخ دخول الحوثيين صنعاء) باطلة وغير شرعية، وطالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات لمواجهة الانقلاب.

‪‬ مسيرة بتعز تدعم هادي وتطالبه بإعلان صنعاء عاصمة محتلة(الجزيرة)
‪‬ مسيرة بتعز تدعم هادي وتطالبه بإعلان صنعاء عاصمة محتلة(الجزيرة)

مأزق سياسي
وفي تعليقه على خطوة الحوثيين, وصف أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء الدكتور عبد الخالق السمدة هذا التحرك بأنه يمثل نسفا للعملية السياسية، ويعكس عمق المأزق السياسي الذي تمر به جماعة الحوثي.

وقال السمدة للجزيرة نت إن الحوثيين ليس لهم صفة قانونية أو حتى سياسية تخولهم الحديث عن الشرعية ونزعها ممن يمثلها وهو الرئيس هادي، لافتا إلى أن هذا التصعيد سينهي وجود الحوثيين سريعا مثلما صعدوا إلى صدارة المشهد.

وأعرب عن قناعته بأن الحوثيين سيجدون أنفسهم عاجزين عن إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم، خاصة إذا مضوا في معاقبة كل يتعامل مع الرئيس، ولم يعد أمامهم إلا التراجع لمنطق السياسة، على اعتبار أن أي مغامرة لدخول المحافظات الجنوبية ستكون لها تبعات تهدد وحدة اليمن.

قلب الطاولة
من جانبه, أكد الكاتب والمحلل السياسي علي الشريف أن الخطوات التي قام بها الرئيس هادي قلبت الطاولة على الحوثيين، وأفقدتهم كثيرا من أوراقهم، بعد رفضه انقلابهم وتمسكه بشرعيته.

وأشار للجزيرة نت إلى أن "الوضع أصبح أكثر صعوبة أمام الحوثيين، والآفاق مسدودة أمامهم، بما في ذلك خيار القوة الذي سيجعل تحركهم يفتقد للشرعية والمساندة الإقليمية والدولية". لكنه أكد في الوقت ذاته أن من الصعب التنبؤ بسلوك الحوثيين لعدم انضباطهم بقواعد اللعبة السياسية.

ورأى أن الفرصة المتاحة أمامهم هي إعادة وضع أنفسهم ضمن قواعد التسوية السياسية ومرجعياتها التوافقية السلمية، وإلا فإنهم سيكونون في مواجهة الجميع محليا وخارجيا.

المصدر : الجزيرة