المغاوير مليشيا إيران في الجزيرة السورية

من العرض العسكري خلال تخريج الدفعة الثالثة
من العرض العسكري خلال تخريج الدفعة الثالثة من مليشيا المغاوير (الجزيرة نت)

أيمن الحسن-الحسكة

بات لإيران مليشيا خاصة بها في منطقة الجزيرة السورية بعد أن قامت بتشكيل وتدريب مليشيا "المغاوير" في محافظة الحسكة، حيث بدأ عناصرها بالتميز عن نظرائهم من مليشيات "جيش الدفاع الوطني" و"اللجان الشعبية" و"كتائب البعث" بعد أن تلقوا تدريبات من قبل قادة في الحرس الثوري الإيراني، كما باتوا يتمتعون بنفوذ وصلاحيات واسعة، وينتشرون في جنوب مدينتي القامشلي والحسكة.

وشهد الشهر الماضي تخريج الدفعة الثالثة من "المغاوير" في عرض عسكري، وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني في تقرير مصور بشأن هذه المليشيا إن عناصرها تلقوا تدريبات ذات طبيعة هجومية شملت في الدورة التدريبية القصيرة اختصاصات مختلفة كـ"الدبابات، والمدفعية، والقناصة، والهندسة".

وصرح اللواء محمد خضور للمنار بأن "المغاوير" هم الأجدر في الدفاع عن الحسكة وتحريرها، على حد قوله.

في حين تحدث ضابط آخر عن جاهزية المغاوير لاستعادة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام انطلاقا من الحسكة باتجاه محافظتي الرقة ودير الزور.

ويبلغ عدد عناصر مليشيا المغاوير نحو 650 عنصرا، تخرجوا على ثلاث دفعات، ورغم كل الإغراءات والضغوط لم يستطع النظام فتح دورة تدريبية جديدة للمغاوير، حيث لم يلتحق سوى خمسين شخصا في الدورة الأخيرة، وعلى العكس من ذلك انشق أربعة من عناصر المغاوير.

‪من العرض العسكري خلال تخريج الدفعة الثالثة لمليشيا المغاوير‬ (الجزيرة نت)
‪من العرض العسكري خلال تخريج الدفعة الثالثة لمليشيا المغاوير‬ (الجزيرة نت)

معسكرات تدريب
وأكد يوسف السلمان -من مدينة الحسكة- أن نظام الأسد أقام معسكرا لتدريب عناصر مليشيا "المغاوير" في الفوج الـ123 التابع للفرقة الـ17 في جبل كوكب قرب مدينة الحسكة، حيث يشرف على تدريبهم وقيادتهم قادة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وعناصر سورية تلقت تدريبات في إيران ولبنان.

وأوضح السلمان للجزيرة نت أن "المغاوير" مليشيا تتبع لـ"مكتب الأمن القومي" الذي يرأسه ضابط الاستخبارات علي مملوك، ويتلقى تمويله من وزارة دفاع النظام السوري، بمعنى أنه بات تشكيل حاله حال المليشيات الأخرى التي يشكلها النظام لتلعب دورا في قمع الثورة السورية، ويتبع كل منها جهة معينة، مشيرا إلى أن وجود اللواء محمد خضور على رأس قوات النظام في المحافظة يفتح الباب على مصراعيه للحرس الثوري الإيراني ومليشيا حزب الله في الحسكة.

بدوره، كشف الناشط عبد الله القيسي عن تشكيل كتيبتين من المغاوير تحت اسم "الفدائيين"، تضم كل كتيبة مائتي عنصر، لتكون رأس الحربة في عملية اقتحام معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في بلدتي تل حميس وتل براك التي تخطط قوات النظام لاقتحامها منذ فترة.

غير أنه يشير إلى أن "الخلافات" الأخيرة بين قوات النظام ووحدات حماية الشعب الكردية (YPG) عرقلت الهجوم الذي كان مقررا في بداية العام للسيطرة على المناطق الفاصلة بين مناطق سيطرة النظام بمدينتي الحسكة والقامشلي.

‪اجتماع اللواء محمد خضور مع وجهاء وعشائر الحسكة‬ (الجزيرة نت)
‪اجتماع اللواء محمد خضور مع وجهاء وعشائر الحسكة‬ (الجزيرة نت)

سلاح خارق
وقال القيسي إن "لباس عناصر الكتيبتين أسود بالكامل، ويختلف سلاحهم قليلا عن أسلحة قوات النظام، وهو عبارة عن رشاش 5,5 فعال بالمعارك، ورصاص خارق للدروع، معه مخزن رصاص يستوعب ستين طلقة، ويكتب على سياراتهم التي تجوب شوارع مدينة القامشلي عبارة (الله للعبادة وبشار للقيادة ونحن للشهادة)".

وبحسب القيسي، فإن المسؤول الأول عن المغاوير هو الحاج جواد وهو قيادي في حزب الله اللبناني، أما ارتباطها فهي مرتبطة بالفوج 154، ويدربها ضباط في الفوج ذاته، منهم العقيد علاء الحلو وهو ضابط أمن الفوج، والمقدم رامي صقر، والنقيب شعيب، والملازم أول حمزة.

وقال مصدر للجزيرة نت -فضل عدم الإشارة إلى اسمه- "يقتصر انتشار عناصر مليشيا المغاوير في الخطوط الأمامية جنوب مدينة القامشلي على قرى خربة جدوع، وتل عودة، وأم جفار، والوهابية، وتل غزال، وأبو جلال، وهي مناطق التماس مع تنظيم الدولة، وفي كل نقطة عسكرية تكون مشتركة بين عناصر من قوات النظام ومليشيا الدفاع الوطني والمغاوير مع ضابط مسؤول عن النقطة".

بدوره، أفاد عضو اتحاد شباب الحسكة مصعب الحامدي للجزيرة نت بأن اللواء محمد خضور هو الحاكم العسكري لمحافظة الحسكة، وأراد أن يعوض ضعف مليشيات كتائب البعث و"قادش" و"جيش الدفاع الوطني" مقارنة بمليشيات وحدات حماية الشعب، والآسايش، ووحدات حماية المرأة الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي في المحافظة.

ولفت إلى أنه عمل على إنشاء مليشيا "المغاوير" بعد اجتماعات كثيرة مع وجهاء مدينة الحسكة وبعض رؤساء العشائر الموالين له خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2014 عقب اجتماع الشخصيات ذاتها مع بشار الأسد في بداية الشهر ذاته في دمشق العاصمة، بغرض بحث إمكانية إنشاء مليشيا "عشائرية"، بسبب ارتفاع أصوات مؤيدة في المحافظة تندد بتسليم النظام مدينتي الحسكة والقامشلي لمليشيات كردية تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD).

المصدر : الجزيرة