رتيان السورية.. مسرح قتل واغتصاب

دفن الضحايا
جانب من دفن ضحايا مجزرة رتيان بريف حلب (الجزيرة نت)

نزار محمد-ريف حلب

أيقظه صوت الرصاص وصراخ العائلات في الصباح، وعندما أطل من نافذته رأى سيارات بعيدة قليلا عن منزله وعليها أعلام النظام السوري وشعارات حزب الله اللبناني في مشهد بدا غريبا ومخيفاً.

أحمد الشيخ أحد الناجين من مجزرة قرية رتيان بريف حلب الشمالي، تحدث للجزيرة نت عن بطش ما سماها مليشيا النظام وشبيحته بالمدنيين صباح الثلاثاء الماضي.

يقول الشيخ إنه شاهد جارته من النافذة وهي تصرخ: دعوا أطفالي. وتردد ذات العبارة، لكن ذلك لم يشفع لها حيث جرها عناصر النظام لمنزلها "وما إن دخلوه حتى بدأ صراخها يزداد ثم سمعت أصوات الرصاص".

ووفق روايته جر العناصر المرأة من جديد خارج المنزل بعد أن جردوها من ثيابها ثم أطلقوا رصاصة على صدرها.

ويضيف أن العناصر رموا طفلَيْ السيدة (15 و12 سنة) بالرصاص أمام منزلهما، وما هي إلا لحظات حتى "اقتحموا بيتي وفتشوه وأخذوا هاتفي المحمول وأمروني الخروج قائلين: لا نريد أن نراكم ثانيةً".

ويقول إن أشكال المقاتلين غريبة وليس بينهم سوري واحد، مضيفا أنه توجه مع عائلته إلى خارج القرية واستقل سيارة لأحد معارفه فأوصله إلى بلدة دارة عزّة ونزل في بيت قريب له.

‪عبارات على الجدران تحث الثوار على الانتقام للضحايا‬ (الجزيرة نت)
‪عبارات على الجدران تحث الثوار على الانتقام للضحايا‬ (الجزيرة نت)

مجزرة مروعة
ويتحدث شهود عيان عن مجزرة مروعة حصلت في قرية رتيان بعد دخول قوات النظام لها مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني.

ويقول الشيخ إن عدد ضحايا المجزرة وصل إلى نحو ثلاثين مدنيا 17 منهم نساء وأطفال وشيوخ، وقد قتلوا بطرق مختلفة.

عامر برو، شاب من ريف حلب الشمالي وأحد عناصر الدفاع المدني، روى للجزيرة نت ما حصل قائلا "عندما دخل عناصر النظام القرية لم يسيطروا عليها بشكل كامل إلا بعد حلول الفجر حيث بدؤوا يقتحمون المنازل ويقتلون بعض المدنيين ويطردون آخرين، وقد شاهدنا الجثث في الأراضي الزراعية المجاورة للقرية".

هجوم معاكس
ويروي أن الثوار فاجؤوا عناصر النظام بهجوم معاكس واستعادوا السيطرة على القرية ما عدا الطرف الغربي منها، ما مكن عناصر الدفاع المدني من تجميع الجثث في السيارات إلى بلدة حيان المجاورة.

ويقول إنهم دفنوا جميع الجثث في مقبرة بلدة حيان بينما لا تزال في رتيان جثث تعود لنساء جرى اغتصابهن بالأراضي الزراعية وإعدامهن بالرصاص "ولم نتمكن من سحبهن كون المنطقة لا تزال تشهد معارك بين الطرفين".

في ذات السياق، يقول الإعلامي خالد الخطيب إن النظام ظل على مدى أربع سنوات يرتكب مجازر بحقّ المدنيين يروح ضحيتها نساء وأطفال.

يُذكر أن معظم أهالي رتيان نزحوا لبلدات الريف الشمالي الأخرى مثل إعزاز ودارة عزة وتل رفعت، في استرجاع القرية من قبل فصائل المعارضة التي أعلنت البارحة قتل العشرات من عناصر النظام.

المصدر : الجزيرة