مواجهة "تنظيم الدولة" تجمع "المرابطون" و"القاعدة"
ياسين بودهان–الجزائر
يعتقد خبراء أمن جزائريون أن إعلان جماعة "المرابطون" اندماجها مع "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" سببه سعي "المرابطون" لإيجاد غطاء لوجيستي يتجاوز الإقليم الجغرافي الذي ينشط فيه، ومحاولة القاعدة مواجهة تمدد تنظيم الدولة الإسلامية بالمنطقة.
وكان أمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك درودكال المكنى بـ"أبو مصعب عبد الودود" أعلن أمس في تسجيل صوتي وصلت الجزيرة نت نسخة منه انضمام جماعة "المرابطون" بقيادة المختار بملختار المكنى بـ"الأعور" إلى التنظيم بعد ثلاث سنوات من انشقاقه عنها.
وقال درودكال في التسجيل الصوتي الذي حمل عنوان "البنيان المرصوص"، إن "تنظيم المرابطون اندمج بشكل كلي في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وأصبح يحمل اسم كتيبة المرابطون".
وأكد درودكال في التسجيل أن عملية احتجاز وقتل عدد من الرهائن الغربيين بفندق راديسون بالعاصمة المالية باماكو كانت من "تنفيذ مشترك وبداية لتدشين اندماجهما".
وكان مختار بلمختار أعلن انشقاقه عن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في أكتوبر/تشرين الأول 2012، وأعلن عن تأسيس كتيبته الخاصة تحت اسم "الملثمون"، بعد أن دخل في خلافات كبيرة مع أمير التنظيم الجزائري عبد المالك درودكال، إثر سعي الأخير إلى تعيين يحيى أبو الهمام على رأس "إمارة الصحراء" التي أسسها بلمختار.
وبعد ذلك أعلن الاندماج مع تنظيم جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا في تنظيم جديد منتصف عام 2013 تحت اسم "المرابطون".
غطاء لوجيستي
وفي تحليله لأسباب ودلالات هذا الاندماج، أكد الخبير في القضايا الأمنية والإستراتيجية بوحنية قوي أن تنظيم "المرابطون" يبحث عن غطاء لوجيستي يتجاوز الإقليم الجغرافي الذي ينشط فيه، على اعتبار أن التنظيم الدولي برأيه "يضمن له تجديد الإستراتيجيات العسكرية مع ضمان التنسيق النوعي للعمليات، كما يكفل له الدعم اللوجستي المالي والعسكري تحديدا".
وقال -في حديث للجزيرة نت- إن "تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وفي أفريقيا لا يزال يمتلك مقومات البقاء، وبإمكانه استنزاف الدول الهشة في أفريقيا"، والذي يجد "الامتداد الرخو في منطقة الساحل".
وأضاف أن عملية الاندماج تأتي في إطار منظمة راديكالية أممية من شأنها تقوية أدائه من أجل تنفيذ ضربات عسكرية أكثر إيلاما في المناطق التي تعاني من فداحة كبرى في الأمن والاستقرار.
أزمة القاعدة
بالمقابل رأى الإعلامي المختص في الشؤون الأمنية بوعلام غمراسة أن مؤشرات عدة تدل على وجود محاولات لملمة شتات القاعدة، معتبرا عودة الود بين بلمختار ودرودكال بعد سنوات من الجفاء والطلاق بينهما أحد أبرز تلك المؤشرات.
وأوضح للجزيرة نت أن عملية الاندماج ومحاولات لملمة الشتات تأتي بعد أن استشعر قادة القاعدة أن تنظيم الدولة بصدد التوسع بالمنطقة، مما يعني برأيه أن "القاعدة أضحت مهددة في فضائها الحيوي".
وأكد غمراسة أن بلمختار ليس بحاجة إلى خبرة أحد، بل إن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي نفسه بحاجة إلى خبرة بلمختار وشبكاته وعلاقاته المتشعبة في منطقة الساحل.
حروب مخابراتية
من جانبه أكد الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية نسيم بلهول أن اندماج تنظيم "المرابطون" مع "قاعدة المغرب الإسلامي" يأتي في إطار سلسلة من الحروب السرية بين التنظيمات الإقليمية "الإرهابية" المخترقة من أجهزة استخبارات عدة، توجه لبعضها الضربات تحت الحزام عبر هذه التنظيمات.
وأضاف للجزيرة نت أن كل هذه المبايعات "وهمية وخرافية" مصدرها الدعاية الأمنية التي تهدف من ورائها إلى توسعة رقعة انتشار القاعدة بالتوازي مع توسع تنظيم الدولة الذي وصفه بـ"الاستخباراتي" في المنطقة.
وشدد على أن هذا الحراك يهدف إلى "تأسيس ولاءات جغرافية موسعة لاستيعاب أكبر عدد من الجهاديين وضمهم في تنظيم واحد، في إطار مسرحية تفاهم بين الجماعات الإسلامية المسلحة والقوى الإقليمية، مع خلق نوع من التواصل بين كل هذه الجماعات لتكون ضرباتها أكثر قوة".