موسكو ترفض اتهامات أمنستي بجرائم حرب بسوريا
افتكار مانع-موسكو
واتهم كوناشنكوف الغرب بإجراء مثل هذه الدراسات التي تغطي على أخطائه، مشيرا إلى غارة جوية أميركية وقعت مؤخرا في العراق.
وفي السياق ذاته، لا يرى الخبير في أكاديمية العلوم الروسية قسطنطين سوكولوف ما هو جديد في اتهامات منظمة العفو الدولية، فهي تدخل في إطار الحرب الإعلامية التي تمارس ضد روسيا، بهدف إظهار صورتها كدولة لا تراعي القوانين الدولية وترتكب مجازر بحق مدنيين.
وأضاف سوكولوف أن روسيا تراعي ما أمكن أن تبتعد عن المدنيين الأبرياء، وعلى الرغم من ذلك لا أحد ينكر إمكانية إصابة مدنيين إما بطريق الخطأ أو نتيجة تواجدهم بالقرب من مواقع استهداف "الإرهابيين".
كيل بمكيالين
وأوضح أن وزارة الدفاع الروسية حرصت منذ الأيام الأولى للحملة الجوية على أن تصور سير العمليات العسكرية التي ينفذها الطيران عبر شاشات ضخمة وبشكل واضح وشفاف، كما يجري تنظيم مؤتمرات صحفية بانتظام لتوضيح طبيعة المواقع التي تستهدفها، سواء كان ذلك الموقع تجمعا لمن سماهم "الإرهابيين" أو مخزنا للسلاح والذخيرة أو طريق إمداد أو غير ذلك.
وأشار سوكولوف -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن الحرب اندلعت في سوريا عام 2011 وقد تجاوز عدد القتلى الذين سقطوا فيها ثلاثمئة ألف شخص، وعلى الرغم من ذلك لم نسمع عن تقرير واحد بهذا الصدد يصدر عن منظمة أمنستي، في حين أنها سارعت لإعداد تقرير يتهم روسيا باستهداف مدنيين وارتكاب جرائم حرب، إنها سياسة الكيل بمكيالين كما يقول سوكولوف.
وأكد أن هذه تقارير مسيسة، متسائلا: أين هي منظمة أمنستي من الإرهاب الذي رعته الولايات المتحدة لخدمة أهدافها السياسية؟ وأين هي من جرائم قتل آلاف المدنيين في العراق وأفغانستان؟ وكيف تجاهلت ضحايا الطائرات من دون طيار الذين سقطوا بالمئات في اليمن وباكستان وغيرها من الدول؟
في المقابل، اعتبر المعارض السوري المقيم بموسكو محمود الحمزة أن نشاط المنظمات الحقوقية الدولية في سوريا تأخر كثيرا في الكشف عن المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري ومعاناته.
وأضاف الحمزة أن التدخل الروسي بسوريا يتسبب بقتل أعداد كبيرة من المدنيين في مختلف المناطق السورية التي تسيطر عليها المعارضة السورية المسلحة.
فشل روسي
وأكد أن أغلبية الغارات الروسية تستهدف المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة وليس تنظيم الدولة، ظنا من موسكو أن بوسعها إحداث تغييرات على الأرض لتوطيد أقدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مشيرا إلى أن هذه الخطط كلها فشلت بسبب ضعف الجيش النظامي السوري والقوات والمليشيات الشيعية الداعمة له من إيران ولبنان والعراق.
وأوضح الحمزة -في حديثه للجزيرة نت- أن الضربات الجوية الروسية أسفرت عن سقوط مئات الضحايا من المدنيين، وأدت إلى إحداث دمار هائل في مناطق مكتظة بالسكان المدنيين.
وأفاد بأن من بين المواقع التي استهدفها الطيران الروسي منازل ومدارس ومساجد وأسواق وحتى مشافي، وقد ثبت أن روسيا استخدمت في غاراتها قنابل عنقودية محرمة دوليا، مما يعد خرقا للقانون الدولي يندرج ضمن جرائم الحرب، وهذا كله يجري توثيقه، بحسب الحمزة.
وعبر عن استهجانه لقيام الطيران الروسي بضرب تجمعات مدنية وتبادله للأدوار مع قوات النظام السوري بقصف المدن، موضحا أن الروس يستخدمون سياسة الأرض المحروقة ظنا منهم أن الوحشية المفرطة ستخيف السوريين وتؤدي إلى تهجيرهم، وإدخال المليشيات والشبيحة مكانهم.
وأشار الحمزة إلى ما سماه "الفشل الروسي"، مستشهدا بتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي قال فيها إن نتائج الضربات الجوية التي بدأت منذ ثلاثة أشهر ليست كافية، كما أوضح وزير الخارجية سيرغي لافروف أن هناك حاجة لدخول القوات البرية ميدان الصراع.