حنيش الكبرى اليمنية.. أهمية إستراتيجية وأطماع دولية

جزيرة حنيش الكبرى تتمتع بأهمية استراتيجية بحكم قربها من ممرات الملاحة الدولية في مضيف بابا المندب
جزيرة حنيش الكبرى تتمتع بأهمية إستراتيجية بحكم قربها من ممرات الملاحة الدولية في مضيق باب المندب (الجزيرة)

عبده عايش-صنعاء

تعد جزيرة "حنيش الكبرى" من أكبر الجزر اليمنية، وهي من الجزر الإستراتيجية في البحر الأحمر، وتقع على بعد نحو 130 كيلومترا من مدينة الحديدة، كبرى مدن إقليم تهامة، ويعد ميناؤها ثاني أكبر موانئ اليمن بعد عدن.

وتتوسط حنيش الكبرى جنوب البحر الأحمر، وتبعد عن مدينة الخوخة بمحافظة الحديدة نحو 26 ميلا بحريا، كما تبعد أكثر من أربعين ميلا (64.3 كيلومترا) من ميناء ومدينة المخاء التابعة إداريا لمحافظة تعز.

وحنيش أرخبيل جزر يتبع اليمن بالبحر الأحمر، ويضم حنيش الكبرى وحنيش الصغرى، وجزيرة جبل زقر التي تبعد عن الساحل اليمني 17 ميلا (27.3 كيلومترا)، ومساحتها تبلغ 185 كيلومترا مربعا، كما يضم الأرخبيل عدة جزر صغيرة، هي جزر القمة وسيل حنيش وأبوعيل. 

أهمية عسكرية
وتبلغ مساحة جزيرة حنيش الكبرى نحو تسعين كيلومترا مربعا، وتتكون من مرتفعات جبلية صخرية، وأعلى مرتفع فيها يصل إلى 430 مترا عن سطح البحر، وحولها كثير من الشعب المرجانية التي تعيق حركة الملاحة البحرية قربها عدا بعض الثغرات.

وتوجد بالجزيرة محطة كبيرة لتحلية المياه ومولدات كهربائية، كما يوجد فيها فنار ملاحي يقع في الطرف الشمالي للجزيرة، وتضم حامية عسكرية مزودة بمدافع وأسلحة ثقيلة، وهي تتبع اللواء 121 المتمركز بمديرية الخوخة.

وأرخبيل جزر حنيش له أهمية عسكرية كبيرة، فهو يتحكم ويشرف على طرق الملاحة البحرية في جنوب البحر، وهو غير مأهول بالسكان، ويعد أبرز مكان لتجمع الصيادين اليمنيين، واستغله الرئيس السابق علي عبد الله صالح ومليشيات الحوثيين لتخزين السلاح، ومن ثم تهريبه إلى الساحل اليمني، عبر قوارب صيد صغيرة، وقصف طيران التحالف العربي مرات عدة قوارب صيد كانت تهرب السلاح إلى الحوثيين. 

نبذة تاريخية
كانت جزر حنيش محط أطماع الغزاة لأهميتها الإستراتيجية، وبالسيطرة عليها تصبح قاعدة حشد، وانطلاقا للقوات باتجاه مدن الساحل الغربي لليمن، خاصة الحديدة والخوخة وحتى ميناء المخاء التاريخي.

وبحسب المصادر التاريخية، فقد قام البرتغاليون باحتلال جزيرة حنيش الكبرى عام 1513 م، بعد أن فشلوا في احتلال مينائي عدن والمخاء، كما احتل الفرنسيون حنيش الكبرى عام 1738م.

وتعرضت للاحتلال من بريطانيا عام 1799، وتخلت عنها، ثم عادت وسيطرت عليها عام 1857م، بعد أن سيطرت على عدن، ومدن جنوب اليمن لنحو 138 عاما.

وخلال الحرب العالمية الأولى لعبت حنيش الكبرى دورا مهما في محاصرة الأتراك خلال أعوام 1914- 1918م، حيث تحولت الجزيرة إلى قاعدة بحرية لبريطانيا لتمويل سفنها بالفحم والوقود، وبعد استقلال عدن وجنوب اليمن عام 1967م، عادت الجزيرة إلى السيادة الوطنية اليمنية فأصبحت تدار من قبل اليمنيين مباشرة.

وفي سبعينيات القرن العشرين سمحت اليمن للثوار الإريتريين باتخاذ جزيرة حنيش الكبرى منطلقا لعملياتهم ضد الاحتلال الإثيوبي لبلدهم وتخزين الأسلحة بها، حتى تمكنوا من نيل الاستقلال بقيادة أسياس أفورقي، كما سمحت اليمن للمصريين خلال تحضيرات حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973م بالتواجد العسكري على الجزيرة.

وفي 15 ديسمبر/كانون الأول 1995 هاجمت إريتريا الحامية العسكرية اليمنية على جزيرة حنيش واحتلتها، مدعية تبعية الجزيرة لها، لكنها غادرتها بعد ثلاث سنوات بعد عملية تحكيم دولية، وأقرت أسمرة بتبعية الجزيرة لليمن وسلمتها في نوفمبر/تشرين الثاني 1998م.

المصدر : الجزيرة